ROUND UP
... اسألوا فيرغوسون عن «مقالب التألق» في البطولات الكبرى
على عكس ما يُعتبر «بَدَهيّاً»، فإن البطولات الكبرى الخاصة بمنتخبات كرة القدم، من أمثال كأس العالم وكأس أوروبا وكأس أفريقيا وكأس آسيا و«كوبا أميركا» وغيرها من الدورات الدولية، لا تعتبر «سوقاً مناسبة» بالنسبة إلى الأندية الساعية إلى تعزيز صفوفها.
في العادة، يرسل القيّمون على الأندية كشّافيهم إلى هكذا مناسبات بغية «المراقبة» و«الانتقاء» وفق ما تحتاجه، استعداداً لما هو قادم من استحقاقات، لكن ثمة من يرى بأن هذا المنحى يشكل خياراً خاسراً.
يقول المدرب السابق لفريق مانشستر يونايتد الإنكليزي، «السير» الإسكتلندي أليكس فيرغوسون، إن اسوأ فترة لشراء اللاعبين هي تلك التي تلي تقديم هؤلاء لأداء جيد في بطولة كبرى ككأس العالم أو كأس أوروبا.
ويتحدث «فيرغي» عن اختبار شخصي عاشه مع «الشياطين»: «بعد يورو 1996 (التي استضافته إنكلترا وتوّجت ألمانيا بلقبه)، نجحنا في الحصول على خدمات كل من (التشيكي كاريل) بوبورسكي و(الهولندي جوردي) كرويف اللذين تألقا في تلك البطولة. لكن مع مانشستر يونايتد، فشلا في تقديم الأداء نفسه. يعود السبب في ذلك إلى أن بطولة بحجم كأس العالم أو كأس أوروبا، تمنح اللاعب حافزاً كبيراً، فيأتي عطاؤه كبيراً أيضاً».
ولا شك في أن ما جاء على لسان فيرغوسون لا يشكل قاعدة ثابتة، بل ربما ينطبق على غالبية من اللاعبين.
في العام 1992، خاضت الدنمارك غمار الـ«يورو» في ضيافة جارتها السويد ببطاقة دعوة، بعدما جرى استبعاد يوغوسلافيا، متصدر مجموعتها في التصفيات، لأسباب سياسية.
وبشيء يشبه الإعجاز، تمكن «الفريق الضيف» من قلب الطاولة على الجميع، منتزعاً لقباً ولا في الأحلام، ومتفوقاً في المباراة النهائية على ألمانيا بهدفين نظيفين، أولهما في الدقيقة 18 إثر تسديدة بعيدة المدى للاعب خط الوسط المتألق جون ينسن.
وكان هذا الهدف وبروز ينسن سبباً خلف توجّه مدرب أرسنال الإنكليزي، جورج غراهام، بُعيد البطولة، الى طلب التعاقد مع الدنماركي، معتبراً أنه «لاعب وسط هداف».
أمضى ينسن مع «المدفعجية» زهاء 4 سنوات كاملة، وغادر النادي في 1996 وفي جعبته هدفاً واحداً لا أكثر.
كانت جماهير أرسنال، التي آلمها واقع الشحّ في الأهداف الذي عاشه اللاعب، تصرخ بعبارة «SHOOT» (أي سدِّد) من المدرجات في كل مرة يلمس فيها ينسن الكرة، حتى وإن حصل ذلك داخل منطقة جزاء فريقه، لأنه ما كان يسجل ولا حتى يسدد في معظم المباريات.
وصل الأمر بتلك الجماهير أن أصدرت قمصاناً خاصة للتهكّم من اللاعب الدنماركي كُتب عليها: «كنتُ هنا عندما سجل جون ينسن هدفه الوحيد» لأرسنال.
مثال آخر يُضاف الى السلسلة: الكولومبي خاميس رودريغيز، انتقل الى ريال مدريد الإسباني مقابل 103 ملايين دولار بُعيد فوزه بلقب هداف مونديال 2014.
وفي النهاية، فشل في فرض نفسه في «سانتياغو برنابيو». حتى عندما أعير الى بايرن ميونيخ الألماني، لم يتألق الى درجة تدفع بالنادي البافاري الى تثبيت التعاقد معه.
لا شك في أن ريال مدريد، عندما قرر الحصول على خدمات خاميس، كان يعي بأنه «يدفع أكثر مما سيحصل عليه» من اللاعب، سواء لجهة النتائج أو العائدات، بيد أن «الملكي» يعتبر نادياً متطلباً. تفسير ذلك جاء على لسان فيرغوسون نفسه: «أتعلمون لمَ قرر ريال مدريد شراء (البرتغالي) كريستيانو رونالدو (من مانشستر يونايتد) في 2009 (مقابل 131.45 مليون دولار)؟ كانت وسيلة من (رئيس النادي فلورنتينو) بيريز ليقول للعالم: نحن ريال مدريد، نحن أكبر بكثير من الجميع».
حتى في 2013، لم يقتنع أحدٌ بأن الويلزي غاريث بايل أفضل من الألماني مسعود أوزيل، غير أن «ريال» قرر شراء الأول بضعف المبلغ الذي باع به الثاني إلى أرسنال.
لم يكترث «الملكي» بعائدات الصفقة، فهذا النادي ليس «عملاً تجارياً» كغيره، بل هو «ديموقراطية شعبية»، بحسب ما جاء في كتاب «سوكرنوميكس».
وفي مقابل ريال مدريد، نتحدث مثلاً عن نيوكاسل يونايتد الإنكليزي الذي حصل على خدمات مايكل أوين في 2005 مقابل 30 مليون دولار. هنا كان النادي يبحث عن تسويق اسمه ورعاة واستقطاب إعلامي.