OFFSIDE
عدالة السماء
أمسية السبت جاءت «عادية» جداً، ليس من باب المستوى المتواضع الحذر المبرَّر الذي قدمه ليفربول وتوتنهام الإنكليزيان على «مسرح» نهائي دوري أبطال أوروبا، بل لجهة أن اللقب حطّ في حضن من يستحق.
ليفربول هو أفضل فريق في العالم حالياً، سواء كان انتزع النجمة السادسة أم عجز عنها في استاد «واندا ميتروبوليتانو»، بيد أن التتويج «بصم» على الأحقية ورسّخها في كتب التاريخ.
عندما يأتي الحديث عن منتخبات وأندية استحقت تتويجاً فاتها، تعود الذاكرة إلى هولندا في «عصر كرويف»، والبرازيل في عهد المدرب الراحل تيلي سانتانا. هذان المنتخبان استحقا أكثر من مجرد تصفيق إعجاب. كانا يستأهلان لقباً، على الأقل، لترسيخ حقبة.
السبت، حصل ذلك، واعتلى الفريق الأقوى والأفضل منصة التتويج. كل من لمس تلك الكأس بأذنيها الكبيرتين استحقها، لكن ثمة من استحقها أكثر من غيره: يورغن كلوب.
المدرب الألماني الذي بدأ يلمع نجمه في ماينتس الألماني ثم بوروسيا دورتموند، يؤمن بأن كرة القدم مشروع وقناعات. والمشروع يستلزم بعض الوقت، والتنازل عن القناعات خسارة مزدوجة لصاحبها ومشروعه.
وصل إلى «أنفيلد» حين كان ليفربول «يسير وحيداً» باحثاً عن أمجاد أضاع سبيلاً لها.
بنى فريقاً قادراً على ترجمة أفكاره. لم يتراجع قيد أنملة عن فلسفته رغم العثرات. تطور الأداء. اقترب كثيراً من تحقيق الألقاب. فشل؟ نعم، لكنه كان يعي بأن الفشل «حالة موقتة».
لعب على الذهنية، واستخرج أفضل ما لدى لاعبين اكتشفوا أن بداخلهم ما هو أكبر مما اعتقدوه يوماً.
وجاءت المكافأة لقباً أوروبياً عزيزاً في زمن صعب تُصرف فيه المليارات على «خلق» تشكيلات قادرة على المشاركة في دوري الأبطال، فكيف على الفوز بكأسه؟
في مدريد، استراحت الكأس «المزاجيّة» في أحضان المصري محمد صلاح وزملائه، وغفت قريرة العين على من يستحق وصالَ موسمٍ معها.
SOUSPORTS@