نسمات

«مروجاً وأنهاراً» في الكويت

تصغير
تكبير

مرّ علينا أسبوع بارد شعرنا فيه بجمال الأجواء، إذا لم يكن هنالك ما يعكّر الجو من غبار ورطوبة وغيرها، ولا شك أن الكويت تفتقد مثل هذه الأجواء في منتصف شهر أبريل منذ زمن بعيد، فتذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: «لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً»!
وأرض العرب هنا هي شبه الجزيرة العربية، وكلمة «تعود» تدل على أنها كانت سابقاً مراعي وأنهاراً، وإن حالتها الصحراوية الحالية هي حالة طارئة عليها!
إذا رجعنا إلى ما توصل إليه العلماء الباحثون فإن جزيرة العرب، كانت تغطيها البحيرات خلال العصور المطيرة (العصور الجليدية) الاولى قبل 37000 الى 17000 سنة والثانية بين 10000 إلى 50000 سنة خلت.


وقد دلل العلماء أن جزيرة العرب كانت عامرة بحيواناتها بكثرة أسماء الأسد في اللغة العربية، وأسماء الأنهار.
وقد أظهرت صور الرادار وجود منطقة تحت رمال جنوب مصر وشمال غرب السودان، لا تهطل فيها الأمطار إلا بمعدل مرة كل خمسين سنة، ولكنها تحتوي على مجاري أنهار قديمة كبيرة، بعضها أوسع من نهر النيل نفسه!
كما أظهرت الصور الجوية وجود مجرى لنهر قديم عملاق يخترق شبه الجزيرة العربية، من الغرب ويتجه إلى الشرق ناحية الكويت، وأوضحت الصور أن مساحة شاسعة من شمال غرب الكويت عبارة عن دلتا لهذا النهر العملاق، وإلى احتمال وجود كميات هائلة من المياه الجوفية في مسار النهر القديم، كما تشير الدراسات إلى احتمال وجود آثار للإنسان القديم، الذي عاش على جانبي النهر في العصور السحيقة قبل 5000 عام!
ومن أشهر المدن الأسطورية - التي نسجت حولها الأساطير والروايات - مدينة «أوبار»، والتي يعتقد العلماء أنها مدينة «إرم» ذات العماد المذكورة في القرآن والتي قال الله تعالى عنها: «ألم تر كيف فعل ربك بعاد، إرم ذات العماد، التي لم يُخلق مثلُها في البلاد»، وقد ذكرت كتب التاريخ مبالغات كثيرة عن عظم تلك المدينة وفخامتها!
في الوقت الذي كان آباؤنا يموتون في البحر سعياً وراء العثور على بعض اللآلئ أو ركضاً وراء تجارة التمور، فإن أرضنا تزخر بأعظم حضارات التاريخ، وإن شاء الله ستكون جنة قبل يوم القيامة! فالحمدلله على نعمه الكثيرة على بلادنا!
***
قبل أكثر من أربعة آلاف عام، وقبل بعثة نبينا إبراهيم عليه السلام، ذكر بأنه قد أسكن ذريته بواد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم، فلاشك أن حقبة الجفاف قد امتدت تلك الفترة الطويلة!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي