أين تذهب أموال اللجان الخيرية؟

تصغير
تكبير

تكرار الهجوم على اللجان الخيرية من بعض الشخصيات والأحزاب، المعروفة بخلافها مع التيار الإسلامي ومعاداته - خصوصاً كلما اقترب رمضان - تجعلنا نعتقد أن هذا الهجوم منظم ومتفق عليه، من أجل تشكيك الناس في عمل هذه المؤسسات، وبالتالي صرفهم عن التبرع لها، من باب أن «العِيَار اللّي ما يصيب يِدْوِش».
ومن باب خبرتي في العمل الخيري - حيث كنت متطوعاً فيه لأكثر من 20 سنة - فإنني أود توضيح بعض الحقائق والتي قد تخفى على الكثيرين، ولعل فيها الإجابة عن العديد من التساؤلات، وأنا هنا إنما أخاطب الباحثين عن الحقيقة، لا أولئك الذين بنوا أحكاماً مسبقة، لا يرغبون في تغييرها.
البعض يُطالِب اللجان الخيرية بالإنفاق على مشاريع داخل الكويت وليس خارجها.
ونقول إن اللجان إنما هي وكيل عن المتبرع في إيصال التبرعات، وأن الذي يحدد نوع المشروع ومكانه والفئة المستفيدة منه هو المتبرع، وليس اللجنة.
لذلك إن كان هناك من رسالة حول المشاريع والتبرعات الخارجية، فلتوجّه إلى المحسنين لا إلى اللجان الخيرية.
مع عدم اتفاقي على هذه النظرة، والتي تدعو إلى توطين العمل الخيري، والسبب أن الكويت إنما اكتسبت سمعتها عالمياً من خلال المشاريع الخارجية التي نفذتها في معظم الدول، سواء بدعم حكومي أو شعبي، ناهيك عن واجب الأخوة الإسلامية.
الأمر الآخر هو أنه - بحمد الله تعالى - لا تكاد تخلو منطقة من مناطق الكويت من لجنة خيرية تدعم المحتاجين في نطاقها، ربما لا تفي المساعدات بسد كل حاجة الفقير، لكنها بلا شك تسد بعضها، والمأمول من أهل الخير أن يزيدوا من هذه التبرعات، لتتمكن اللجان من تحسين الحياة المعيشية لهؤلاء المحتاجين.
هناك طعن مستمر في ميزانيات اللجان الخيرية، ونقول إن هذه الميزانيات تراجع من قبل مكاتب محاسبية معتمدة، ومراقبة من قبل وزارة الشؤون، وتستطيع الدولة الاطلاع عليها في أي وقت، وبحمد الله لم توجد تجاوزات تذكر.
ونقول لمن يشكك في عمل اللجان: هل عندك من دليل على تلك التجاوزات المزعومة؟ فإن وُجدت قدمها للجهات المختصة لتأخذ إجراءاتها.
البعض يتهم اللجان الخارجية بدعم المتطرفين في الخارج، ونقول إن هذا الكلام باطل، لأن كل التبرعات الخارجية تتم بالتنسيق مع وزارة الخارجية الكويتية، ولا يتم التعامل إلا مع لجان تعترف بها الخارجية الكويتية، ومعتمدة في بلدها الأصلي.
أخيراً ألا يحق لنا أن نتساءل: لماذا العالم كله يثني على دور الكويت الإنساني، بينما أكثر من يطعن في المؤسسات الخيرية هم بعض أبناء هذا البلد، من بعض أصحاب التوجهات المعروفة؟
نصيحة أخيرة يقول الله تعالى: « يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيّنوا أن تُصيبوا قوماً بِجَهالة فتُصبِحوا على ما فعلتم نادمين».

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي