الصحة الفموية... وعلاقتها بمرض السُّكَّري
ملف أسبوعي من إعداد: عبدالعليم الحجار
مصطلح «الصحة الفموية» قد لا يعني لكثيرين سوى صحة الأسنان وسلامتها من التسوس والمشاكل الأخرى. لكن ذلك المصطلح أعمق وأوسع نطاقًا من ذلك بكثير، حيث يشمل أيضاً صحة كل أجزاء الفم، بما في ذلك: اللثة، واللسان، وبراعم التذوق، والغدد اللعابية، والأغشية المخاطية المبطنة لتجويف الفم عموما، بل وصولاً إلى عظام الفكين.
ووفقا لنتائج دراسات طبية موثقة، فإن لكل واحدة من المشاكل الفموية مضاعفات وتأثيرات متبادلة بينها وبين أعضاء أخرى في الجسم، بمعنى أن مشاكل الصحة الفموية تؤثر سلباً على تلك الأعضاء وتتأثر بها في الوقت ذاته.
وأثبتت تلك الدراسات وجود ارتباط بين مرض السكري والإصابة بأمراض القلب، حيث لوحظ أن التهابات اللثة لدى مرضى السكري تلعب دوراً في تراكم الكولسترول الضار في مجرى الدم. وبشكل أكثر تحديداً، كشفت الدراسات عن أن مرضى السكري يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهابات اللثة. واتضح أن السبب الذي يكمن وراء ذلك يتمثل في أن نقص إمدادات الدم والأكسجين إلى اللثة يتسبب في إصابتها بالعدوى البكتيرية، وفي الوقت ذاته فإن تلك الالتهابات تؤدي إلى زيادة مستويات بعض أنواع البكتيريا في الفم، وهي البكتيريا التي تنجرف طوال الوقت إلى داخل المعدة وتؤذي بطانتها مع مرور الوقت.
ولأن مرض السكري يتسبب في إضعاف مناعة الجسم الطبيعية، فإن البكتيريا والفطريات الضارة تتكاثر في تجويف الفم على نحو خارج عن السيطرة، ما يؤدي بالتالي إلى تفاقم مشاكل تؤذي صحة اللسان والغدد اللعابية والغشاء المخاطي المبطن للفم.
ومن بين أبرز المشاكل الفموية الأخرى المرتبطة بمرض السكري: مرض القلاع، وهو عدوى فطرية تصيب تجويف الفم وتزداد مع زيادة نسبة السكر في الدم. وهناك أيضا مشكلة جفاف الفم التي تجعل الفم أكثر عرضة لحدوث العدوى والتقرحات وتسوس الأسنان. ولذلك يوصى مرضى السكري بشرب مزيد من السوائل ومضغ علكة خالية من السكر لمكافحة جفاف الفم.
كما كشفت نتائج الدراسات عن أن تلك التأثيرات التبادلية بين تدهور الصحة الفموية ومرض السكري تزداد سوءاً مع التقدم في العمر، وخصوصاً إذا لم تكن هناك إجراءات وقائية وعلاجية مناسبة.
لذا، نخصص حلقة اليوم لتسليط ضوء توعوي على العلاقة بين مرض السكري ومشاكل الصحة الفموية، وذلك من خلال إحصائيات ونصائح تجدونها مدرجة في معرض صور الانفوغرافيكس المرفقة في التالي: