أوضاع مقلوبة!

«مو بس بالكلام»!

تصغير
تكبير

«شبع» المواطنون التنظير والنظريات و«الكلام»، وهم يلمسون المحسوبية وانتشار الفساد كما «زهقوا» من أداء غالبية نواب مجلس الأمة، عندما يشاهدون صدهم عن قضايا الوطن والاكتفاء بدغدغة مشاعرهم بكلمتين في المجلس ثم الركون إلى النوم!
الحكومة هي الأخرى في وادٍ والشعب في وادٍ، ونواب المجلس يصرخون على الحكومة تارة، ويطبطبون عليها تارة اخرى!
مطلوب انتشال البلد من حالة الصمت التي يعيش فيه، فليس من المنطق أن ترتفع وتيرة قضايا الفساد مقابل عدم وجود مدانين فيها!
وليس من المنطق أن نرى الشهادات المزورة آخذة في ازدياد، ونكتفي بالصمت تارة وبالإحالة إلى النيابة تارة أخرى، من دون محاسبة من اعتمد شهاداتهم ووظفهم بها وغطّى على «تزويرهم»!
وليس من المقبول أن نرى فاسدين يتبؤون المناصب مقابل إبعاد الشرفاء، بل ومحاربتهم لأنهم يخافون ربهم و«نظاف»!
وليس من المعقول أن نرى تجارة الدروس الخصوصية للمدرسين تنتشر في البلد، لتدمر عقول أجيالنا المقبلة و«جيوب» أولياء أمورهم، ووزارة التربية تتفرج بلا حراك أو حتى «تفنيش»، أو تحقيق أو إحالة بل تتجه لاستقدام المعلمين من دولة أو دولتين، من دون اكتشاف دول أخرى لإنقاذ البلد من مدرسي جمع الأموال بالحق والباطل!
نواب متهمون، ومع ذلك تفتح لهم الأبواب وتمرر معاملاتهم، وآخرون شرفاء تقفل الأبواب في وجوههم، إلا من رحم الله!
لماذا أصبح المواطن والمقيم على حد سواء، وهو متجه إلى إنجاز معاملاته، يكتنفه الخوف من عرقلتها أو رفضها، رغم علمه أن جميع أوراقه سليمة، لتصبح القاعدة لديه البحث عن «واسطة» من أجل «أتفه» المعاملات!
مطلوب صحوة نيابية لقضايا الوطن ومكافحة الرشوة والفساد قولاً وفعلاً لا «اتحافنا» بكلام ودغدغة «مأخوذ خيرها»!
ونقول لنواب المجلس كما قال «غلام» بائع معلبات لحوم الكلاب في مسلسل «درب الزلق» لـ«حسينوه»، الذي وعده بدفع مبلغ الصفقة من دون أن يعطيه: «مو بس بالكلام»!
على الطاير:
طريفة تلك الإحصائية البرلمانية، التي قامت بها الزميلة «القبس» عن أداء نواب مجلس الأمة من حيث الكلام والصمت، عندما نتوصل إلى حقيقة تقول إن البعض لم تكن له سوى مداخلتين في المجلس، وآخر لم يتكلم «خير شر»!
مطلوب هذه المرة لهؤلاء النواب «كلام» وإن كان «كلام في كلام»!
ومن أجل تصحيح هذه الاوضاع بإذن الله... نلقاكم!

bomubarak1963@gmail.com
twitter: bomubarak1963

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي