الفتى الأسترالي ويل كونولي، الذي رمى السيناتور العنصري فرايزر أنينغ بـ«بيضة» ألقاها على رأسه حينما كان يدلي بتصريحاته الاستفزازية ضد الاسلام والمسلمين، دخل التاريخ من أوسع أبوابه، فهذا الشاب يبلغ من العمر 17 عاماً تحول إلى أيقونة باسم «فتى البيضة» في فترة زمنية قصيرة، عقب الأحداث المؤسفة الناتجة عن هجوم الإرهابي برينتون تارانت على المصلين في المسجدين في نيوزيلندا.
فقد كان الفتى كونولي سعيداً وفخوراً بفعلته، حيث غرد في تويتر على أنه كان مسروراً في تلك اللحظة، كونه إنساناً وقال إن المسلمين ليسوا ارهابيين والإرهاب لا دين له، وكل الذين يرون المسلمين إرهابيين، لديهم عقول فارغة مثل السيناتور انينغ، وبهذه التغريدة لاحظنا جلياً أنه استطاع ان يلفت انتباه العالم، وشفى صدور نصف سكانها إلا أن تويتر كانت له بالمرصاد، فتعطلت صفحته تحت عذر «acoount Suspended»، وفي غضون ساعات قليلة انتشر هاشتاغ «فتى البيضة» ليزداد عدد متابعيه على جبهة منافسة وهي الانستغرام إلى اكثر من 500 ألف متابع! وبعد ذلك دشنت حملة تبرعات له من جميع دول العالم، وصلت إلى أكثر من 50 ألف دولار في يومين فقط، وذلك لمساعدته على دفع نفقات الدعوى القضائية التي رفعت ضده، والباقي تبرع به ويل لأسر ضحايا المسجدين، إضافة إلى حصوله على تذاكر مجانية مدى الحياة لحضور مهرجانات فنية في مدينة ميامي الأميركية.
ومن الاشياء المضحكة فعلاً انتشار تلك الرسومات الجرافيتية له، على الجدران والشوارع تحت لقب «Eggboy» ومعه السيناتور أنينغ مع تعليق «أنينغ يحتاج عقله إلى المزيد من البروتين، حتى لا يلوم المسلمين»! وظهر الملايين من المؤيدين لهذا الفتى تنادي بالتوقف عن التفرقة والعنصرية ضد المسلمين، تحت شعار «نحن جميعاً نمثل فتى البيضة»، هذا وقد شاهدنا أيضاً الإعلامي البريطاني جون اوليفر وهو يقول في برنامجه الفكاهي «المزيد من البيض فهذا رائع! نعم يمكنكم القول إن هذه الحركة يفترض ألا يكون لها مكان في السياسة، ولكن هناك أشخاص مثل السيناتور أنينغ يدفع الناس لإلقاء البيض عليه، وبالتالي كيف لا يكون أمثاله ضحية اليوم، إن كان ذا نفس عنصري؟!».