مثقفون بلا حدود

الأسرى والصامدون ذاكرة الزمن

No Image
تصغير
تكبير

شهدت الساحة الثقافية الكويتية في السنوات العشرة الفائتة ألقاً أدبياً رائعاً ومميزاً؛ فعلى مستوى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب؛ كان نشاطه ملحوظاً في إصداراته المتنوعة والمتعددة الثقافات التي أثرت المكتبة العربية والعالمية، كما كان لمشاركاته الثقافية صدى مميز محلياً وعربياً ودولياً، سواء أكان ذلك في المسارح والمعارض الدولية أم المراكز الثقافية. اعتنى بالمتاحف والآثار، وحافظ على الموروث والفلكلور الشعبي. ونقل الثقافة الكويتية نقلة نوعية في ظل ظروف قهرية، ومشاهد ضبابية لرؤية الكتاب والأدباء العرب.
وعلى مستوى رابطة الأدباء الكويتيين، فقد تابعنا ونحن في الخارج اتساع رقعة مشاركاتها العربية، فكان هناك حضور أدبي لافت للنظر، كما أنها أججت قرائح الكتاب والأدباء والشعراء وأثرت الساحة المحلية بندواتها ومحاضراتها المتعددة والمتنوعة، ودفعت عجلة التعاون مع جمعيات المجتمع المدني، ومما أثلج صدرنا احتضان جميع الأقلام الكويتية. وهنا أهيب بهذه الأقلام الواعدة والمميزة أن تلتفت إلى الأسرى والصامدين، وتبحث عنهم، وتسمع لهم، وتدون قصصهم وحكاياتهم وأدبياتهم، فهم ذاكرة مهمة جدا للكويت والأجيال.
كذلك نلتمس من وزارة الإعلام - مشكورة - ونحن نرى هذه الكوكبة اللامعة في سماء الإعلام الكويتي الناجح من المذيعين الكويتيين والمذيعات الكويتيات، في قوة طرحهم، وحضور البديهة لديهم، وتسلسل أفكارهم وانسجامها بما يتناولونه من موضوعات حيوية، ومواكبتهم لكل ما هو جديد، ومتابعتهم للأخبار المحلية والعربية والعالمية، وثقافتهم العالية، سواء في القنوات الحكومية أو القنوات الخاصة، أن تخصص برنامج للقاء الأسرى والصامدين برنامج بعنوان (مع أسير كل أسبوع)، وبرنامج (الصامدون فوق ثراها) تتقدمه أغنية شادي الخليج، وكلمات شاعر الوطن عبدالله العتيبي «أيها الصامدون فوق ثراها»، نريد أن نعرف منهم كيف مرت عليهم تلك الحقبة؟ كيف عاشوا؟ كيف تعاملوا مع العدو؟ ماذا كانوا يأكلون ويشربون؟ كيف يرون العدو؟ ما تشخيصهم لسلوك العدو الغاصب؟ كل ذلك سوف يدخل ضمن أدبيات الأسرى والصامدين؟ هذه ذاكرة لا نريد لها النسيان، بل سوف تكون مادة أدبية لأقلام الكتاب وسوف تثري المشهد الثقافي الكويتي.
منذ سنة 2008م، شاركنا في مؤتمرات عربية عدة وزرنا أكثر من دولة عربية على وجه الخصوص - حقيقة - لم نر أثرا للثقافة الكويتية إلا الشيء القليل جدا، كل الذي شاهدناه سيرة البعثي صدام حسين على لسان كثير من الكتاب العرب، يتغنون به وببطولاته الوهمية، ويرثونه رثاء البطل الشهيد، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى أولا؛ ثم بفضل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبفضل رابطة الأدباء الكويتيين، تغيرت الصورة كثيرا واتضحت حقيقة الأمر، واعترف كثير من الكتاب والأدباء العرب بأنهم كانوا مغيبين عن المشهد الثقافي العربي الصادق، على ألا ننسى بأن دولة الكويت تدفع السقف الأعلى لميزانية جامعة الدول العربية ولميزانية المنظمات والمراكز والمعاهد المنبثقة عنها. إن من المعادلات المؤلمة جدا أن ندفع الكثير ولا نحظى إلا بقليل من الاهتمام والذكر.
يا نورسَ البحر، يا سِرْبا في الأفقِ
خذ للكويتِ سلاما وشوقا من عبقي
لقد ضاقت حياتي وانحسرت هممٌ
فأصبحتُ في نصبٍ وأمسيتُ في أرَقِ
وهدّني البُعدُ عنها وتغيرتْ صورٌ
ما كان بالأمسِ أضحى اليوم في نفقِ
شرخُ الشبابِ طيفٌ يعاودني
وفي المنامِ أراها تميسُ في ألقِ
هي شمسٌ ودروبُ الحياةِ بها
أطيافٌ من الذهبِ تلمعُ كالبرقِ
هي الكويتُ ريحانةٌ في جنوبها
هي الكويتُ زهرةٌ في الشرقِ
شمالـُها نـَضَرٌ وغربـُها سَـمَرٌ
وأهلـُها كنزٌ وحكامـُها في أَنـِقِ
حماكَ ربُ الكونِ جـلّ شأنـُهُ
من الحاسدين ومن كل نَـزقِ

* كاتب وباحث لغوي كويتي
fahd61rashed@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي