ROUND UP

بياتيك أو بيونتيك... الاسم لا يُفسد في الود قضية

No Image
تصغير
تكبير

رئيس نادي جنوى قرر الحصول على خدماته  بعدما اكتفى بمشاهدته على هاتف نقّال

لم يرد أحد المخاطرة في ضم اللاعب مقابل مبلغ مرتفع  إلا ميلان... وجاءت المخاطرة في مكانها

نجح في تعويض هيغواين الذي خيّب الآمال به فنياً... وأخلاقياً بعدما قرر الرحيل

فرض مهاجم فريق ميلان الإيطالي لكرة القدم، البولندي كريستوف بياتيك، نفسه حديث الساعة، بعد تألقه اللافت في الـ«سيري آ»، وخصوصاً مع النادي اللومباردي الذي انتقل الى صفوفه قادماً من جنوى خلال فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة.
ولا خلاف على ان ما عزّز من قيمة اللاعب يتمثل في قدرته على تجاوز رهبة قميص ميلان فور ارتدائه لها، ونجاحه «السريع» في تعويض الأرجنتيني غونزالو هيغواين الذي خيّب آمال الجماهير به فنياً على ارض الملعب وأخلاقياً بعدما قرر ترك الفريق الذي كان يعاني تهديفياً والالتحاق بمدربه السابق في نابولي الايطالي والحالي في تشلسي الانكليزي، ماوريتسيو سارّي.
إحدى الصحف الإيطالية كتبت بعد الفوز الذي حققه رجال المدرب جينارو غاتوزو على ضيفهم إمبولي بثلاثية نظيفة في افتتاح المرحلة 25 من الدوري المحلي: «هو دائماً يسجل، بياتيك لا يقاوَم: 7 أهداف مع ميلان، والهدف رقم 18 في الدوري الإيطالي (بعد 10 أهداف مع جنوى في النصف الأول من الموسم). قاد ميلان (الرابع) الى الفوز بثلاثية نظيفة، وقلص الفارق خلف الإنتر (الثالث) إلى نقطة واحدة»، قبل ان يلتقي الأخير، أمس، بمضيفه فيورنتينا.
لم يكتفِ بياتيك (23 عاما) بذلك، بل دخل في منافسة شرسة مع نجم يوفنتوس، البرتغالي كريستيانو رونالدو، على لقب هداف الـ«سيري آ» علما ان قصة هذا النجم «القادم من العدم» بدأت بترسيخ ذاتها مبكراً، فقد سجل 6 أهداف في 5 مباريات فقط مع ميلان وذلك في ظرف 5 ساعات و10 دقائق فقط، متخطياً لاعبي «روسونيري» السابقين، السويدي غونار نوردال في 1949، والذي احتاج إلى 6 ساعات و59 دقيقة، وماريو بالوتيلي الذي سجل 6 أهداف بعد 7 ساعات و13 دقيقة، ورودولفو أوسترومان في 1924 والذي احتاج 7 ساعات و30 دقيقة، وكذلك الالماني أوليفر بيرهوف الذي استلزمه الامر 7 ساعات و33 دقيقة للوصول الى الهدف رقم 6.
كما أصبح اللاعب الملقب بـ«بيستوليرو»، أي المسدس لأنه يحتفل بأهدافه وكأنه يطلق النار، أول من يسجل 8 أهداف في أول 6 مباريات خلال موسمه الأول في الدوري الإيطالي، وهو الرقم الذي صمد لأكثر من 65 عاما، وكان في حوزة النجم الدنماركي السابق لأتالانتا برغامو، كارل آغي هانسن من الموسم 1949-1950.
هي محطات مهمة سلطت الاضواء على بياتيك الذي اشتراه جنوى، في الصيف الماضي، نظير 4 ملايين يورو فقط من كراكوفيا كراكوف، فتفوق على أرقام نجوم عظماء في تاريخ الـ«كالتشيو» خلال أول 6 أسابيع، أمثال الأوكراني اندري شفتشنكو مع ميلان (7 أهداف) والبرازيلي رونالدو مع إنتر ميلان (5 أهداف) والأرجنتيني دييغو ميليتو مع جنوى بالذات (5 أهداف) على الرغم من أنه لم يكن «لاعباً متفجراً» في الدوري البولندي حيث سجل 21 هدفاً فقط في 36 مباراة خاضها في الموسم الماضي.
بيد ان جنوى أصاب في رهانه عليه، مع العلم ان رئيس النادي انريكو بريتسيوزي قرر ضمه رغم أنه اكتفى بمشاهدته على الهاتف النقّال لوكيل أعماله غابرييلي جوفريدا عندما جمعتهما مائدة طعام.
وبدا بأن المقام لن يطول ببياتيك في جنوى، فتخلى عنه الأخير خلال فترة الانتقالات الشتوية لميلان بموجب عقد لأربعة مواسم ونصف ينتهي في يونيو 2023، واشارت تقارير إلى أن العملية تمت مقابل حوالي 35 مليون يورو، مع العلم أن أندية عدة كانت تضع اللاعب في سلم اولويات تعاقداتها، مثل يوفنتوس وإنتر ميلان وروما في إيطاليا، كما سرت أخبار عن لقاء تم بين رئيس نابولي أوريليو دي لورنتيس ووكيل اللاعب وعن تقدم الأول بعرض.
حتى ريال مدريد الاسباني اللاهث عن بديل للفرنسي كريم بنزيمة ومواطنه برشلونة، بحثا في ضمه، خصوصاً ان الأخير دخل طور البحث عن مهاجم يعوّض الأوروغوياني لويس سواريز، الذي تقدّم فيه العمر، ولم يعد له بديل في الوقت الراهن إثر رحيل باكو ألكاسير الى بوروسيا دورتموند الألماني، ومنير الحدادي إلى إشبيلية الاسباني.
لم يرد أحد المخاطرة في ضم بياتيك مقابل مبلغ مرتفع إلا ميلان، وقد جاءت المخاطرة في مكانها بالنسبة الى ناد يطمح في العودة الى الساحة الأوروبية بقوة، متسلّحاً بنوعية باتت نادرة من اللاعبين، فهذا البولندي يتمتع بصفات رأس الحربة التقليدي، إن كان بالغريزة التهديفية، السرعة في التنفيذ، القوة البدنية (77 كلغ و183 سم)، أو مشاركته في الجهود الجماعية للفريق.
يلقب بياتيك بـ«ليفاندوفسكي الجديد»، في إشارة إلى مواطنه الهداف التاريخي لبولندا روبرت ليفاندوفسكي، نجم بايرن ميونيخ الالماني، وهو بلا شك يستحق مديح مواطنيه الذين ما عادوا يخشون على مستقبل خط الهجوم في منتخبهم بفضله.
منذ المرحلة الثانية من الدوري الإيطالي للموسم الراهن، رأى مدرب جنوى دافيدي بالارديني، الذي أقيل لاحقا من منصبه، أن مهاجمه البولندي الجديد ليس لاعبا مثل الآخرين، موضحاً: «أتردد في التحدث عنه بالضبط، لأنه يبدو مهاجما كاملا وقويا، إن كان ذهنيا، جسديا أو على مستوى القدرات. يساورني شعور أنه قد يصبح لاعبا عظيما».
أما مواطنه الأسطورة زبيغنيو بونييك، الذي سبق له التألق مع يوفنتوس الايطالي ومنتخب بولندا في الثمانينات، فقال: «بياتيك قوي جيداً، ويُلفظ: بيونتيك» باللغة البولندية.
بياتيك أو بيونتيك... اختلاف «الاسم» لن يفسد للود قضية بالنسبة الى جماهير ميلان المتعطشة للعودة الى الساحة الاوروبية وإن كان ذلك على يدِ لاعبٍ قادمٍ من المجهول. 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي