الفيتامينات... بين الحقائق والخرافات
ملف أسبوعي من إعداد: عبدالعليم الحجار
الخرافة: لن تُصاب بأي أضرار صحية إذا تعاطيت جرعات زائدة من مكملات الفيتامينات، فالجسم يتخلص من الكميات الفائضة تلقائيا.
• الحقيقة: الجرعات الزائدة من مكملات الفيتامينات ليست آمنة في كل الأحوال، لذا فإنه من الضروري جدا استشارة طبيب حول الجرعات التي تناسبك. فالجرعات الزائدة من فيتامين A يمكن أن تتسبب في مضاعفات ضارة من بينها تلف الكبد، وإصابة الجنين بتشوهات، بل قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات. والإفراط في كميات فيتامين D يجعل الجسم يمتص أكثر مما يحتاج إليه من الكالسيوم، وهو الأمر الذي يؤدي بدوره في نشوء جلطات دموية في الشرايين.
وإلى جانب ذلك، فإن هناك سلسلة من التأثيرات العكسية التي تنشأ عادة عن الإفراط في تناول فيتامينات B9 (حمض الفوليك) و C وB3. وهناك فيتامينات معينة تتسبب جرعاتها الزائدة جدا في الاصابة بالتسمم في الدم.
والأمر الذي أجمع عليه أهل الاختصاص هو أن جرعات الفيتامينات الأنسب للجسم هي تلك التي تحويها الأغذية الطبيعية.
الخرافة: قشور الخضراوات والفواكه لا تحوي أي فيتامينات أو عناصر غذائية أخرى، لذا ينبغي التخلص منها.
• الحقيقة: بشكل عام، توجد أعلى نسبة تركيز للفيتامينات في قشور معظم الخضراوات والفواكه باستثناء قشور المانجو التي تحوي مواد سامة بكميات ضئيلة.
لذا، يستحسن أن تؤكل الخضراوات والفواكه كاملة مع قشورها كلما كان ذلك ممكناً مع الحرص دائما على غسلها جيداً لضمان إزالة ما قد يكون عالقاً أو ملتصقاً عليها من الملوثات الضارة كبقايا المبيدات الحشرية أو البكتيريا الضارة.
الخرافة: مكملات الفيتامينات تساعد على زيادة الوزن لأنها تتسبب في شعور الشخص بالجوع سريعاً.
• الحقيقة: لا يوجد أي دليل علمي أو بحثي يؤيد ذلك. بل أن نتائج بعض الأبحاث أثبتت أن الفيتامينات المتعددة التي تحوي عنصر الكروميوم تكبح الشعور بالجوع.
لكن ما يحصل في واقع الأمر هو أن الفيتامينات ومكملاتها الغذائية تحفز الجسم على استخلاص مزيد من الطاقة من الطعام، وهذا الأمر يؤدي إلى جعل الجسم أكثر حيوية ونشاطاً فيستهلك سعرات حرارية أكثر، فتكون نتيجة ذلك أن يبدأ الشخص في الشعور بالجوع بعد مرور بعض الوقت. وهذا يعني أن الفيتامينات لا تلعب دوراً في السمنة، والمسؤولية تقع على عاتق الشخص.
يضاف إلى ذلك أن الفيتامينات لا تحوي أي سعرات حرارية، وهذا يعني أنها لا تسهم بأي دور في زيادة الوزن.
الخرافة: الفيتامينات تمنح الجسم وقاية ضد الإصابة بالأمراض.
• الحقيقة: صحيح أن الفيتامينات تمنح شعوراً بالحيوية، لكن لم يتم حتى الآن إثبات أنها تنطوي في حد ذاتها على وقاية أو علاج لأي مرض، بما في ذلك نزلات البرد، إلا إذا كان المرض ناجماً عن نقص فيتامين بعينه كمرض الاسقربوط على سبيل المثال الذي ينجم عن نقص فيتامين C، إذ يلعب هذا الفيتامين دوراً في الوقاية والعلاج من ذلك المرض. وفي مثل هذه الحالة، يكون نقص الفيتامين هو سبب المرض، وتعويض النقص هو العلاج.
الخرافة: الفيتامينات تحوي طاقة وتمنح تلك الطاقة للجسم.
• الحقيقة: جميع الفيتامينات لا تحوي أي سعرات حرارية. وبما أن السعرات هي مصدر الطاقة، فإن الطاقة التي تشعر بها بعد أن تتعاطى فيتامينات لا تنبع من الفيتامينات في حد ذاتها بل من كون الفيتامينات تحفز الجسم على استخلاص الطاقة من الطعام أو من المخزونات الكامنة في الجسم. ومع ذلك، فإن كمية الطاقة التي تسهم الفيتامينات في استخلاصها لا تكون كبيرة، ويبقى المصدر الأكبر للطاقة في الجسم هو النشويات (الكربوهيدرات) والدهون والبروتينات.
الخرافة: من الممكن الاستعاضة عن الفيتامينات العضوية الطبيعية التي توجد في الأغذية بالفيتامينات التخليقية التي تباع كمكملات غذائية.
• الحقيقة: هذا غير صحيح. فمثلما أن الفيتامينات العضوية الطبيعية لا تزداد جودة إذا تعاطيت معها مكملات فيتامينات، فإنه لا يمكن التعويض عن الفيتامينات الطبيعية بمكملات تخليقية. وهذا يعني أنه من الضروري الاستمرار في تناول الأغذية التي تحوي الفيتامينات العضوية بالتوازي مع الفيتامينات التخليقية التكميلية.
الخرافة: الفيتامينات العضوية الطبيعية أفضل وصحية أكثر من الفيتامينات التخليقية التي تباع في الصيدليات كمكملات غذائية.
• الحقيقة: لا يوجد فرق جوهري بين النوعين من حيث الجودة وفعالية التأثير، فمن الثابت أن الجسم لا يستطيع التمييز بينهما.