قدمت «القداس الجنائزي» و«كونشيرتو الكلارينيت»
«الأحمدي الموسيقية» أحيت روائع «موتسارت» ... في «مركز جابر الثقافي»












بعدما حظيت الأمسيات الموسيقية الكلاسيكية الغربية في موسمها الأول بتفاعل منقطع النظير من جانب الجمهور الكويتي، احتضن المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي على مدى يومين (الأربعاء والخميس) الماضيين، باقة من روائع الموسيقار النمسوي فولفغانغ موتسارت، قدمتها مجموعة الأحمدي الموسيقية، بقيادة المايسترو ريتشارد بوشمان، وبمشاركة 130 عازفاً على المسرح، ممن تألقوا بالعزف الأخاذ لأهم المقطوعات الكلاسيكية، بينها كونشيرتو الكلارينيت والأوكسترا في سلم «لا كبير» و«القداس الجنائزي»، في حين أبدع في الغناء الأوبرالي، كل من آنا كاراديميتروفا (سوبرانو) وأندريانا نيكولوفا (ألتو) ونيكولاي موتسوف (تينور) وتوم بينيت (باص).
في بداية حفل الأربعاء، ألقى المدير الفني لمجموعة الأحمدي الموسيقية المايسترو ريتشارد بوشمان، كلمة قال فيها: «يسعد المجموعة عودتها مجدداً إلى مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، حيث كانت أول أوركسترا تقوم بالعزف في هذا الصرح الثقافي خلال العام 2016، ومنذ ذلك التاريخ توافد على المركز عدد من الفرق الموسيقية المتميزة».
وأوضح بوشمان أن هذا الحفل الذي يطلق عليه «أوراتوريو» يقدم شكلاً يجمع بين الكورال والأوركسترا الكاملين، «وقد كان هذا الشكل هو الأكثر شعبية لحفلات الموسيقى الكلاسيكية على مدى قرون عدة، ولكن منذ 150 عاماً، وبسبب تكلفة وصعوبة إقامة الحفلات الموسيقية بهذا الشكل صارت هذه الحفلات أقل شيوعاً، على الرغم من أن الجمع بين مجموعة كبيرة من الأصوات البشرية ومجموعة كبيرة ومتنوعة من الآلات يسمح للمؤلف الموسيقي والعازفين بتقديم تجربة موسيقية فريدة». وتقدم في ختام حديثه بالشكر للراعيين الرسميين لمجموعة الأحمدي الموسيقية، وهما بنك برقان والخطوط الجوية الكويتية، مشدداً على «أن مساهمتهما تعتبر أساسية في عملنا ومشاركتهما الرأي في أن الثقافة العالمية رفيعة المستوى لا يمكن فقط أن تزور الكويت، بل يمكنها أن تستوطنها وتعيش فيها أيضاً».
بعدها، عزفت مجموعة الأحمدي الموسيقية الافتتاحية للمقطوعة «مرحة وخفيفة» والتي يظهر فيها الكلارينيت إمكاناته المتنوعة وتقنيات العزف المختلفة. أما الحركة الثانية، فكانت بعنوان «أداجيو»، وتعني بالإيطالية «بطيئة»، وتتضمن استكشافاً للبناء الكلاسيكي والهارموني الموسيقي. وجاءت الحركة الختامية وهي حركة «روندو» مرحة مع بعض المقاطع الحزينة، كما استدعت ألحاناً من الحركة الأولى.
وفي الفقرة الثانية من الحفل، قدمت المجموعة مقطوعة «القداس الجنائزي» التي لم تكن قد انتهت عند وفاة موتسارت، ولكنها ظلت قصة غامضة لسنوات عدة، ولكن يتفق المؤرخون اليوم على أن هذه المقطوعة كتبها موتسارت بتكليف من الكونت فرانز فون فالسيغ وهو ملحن هاوٍ من النبلاء. ويقال إنه على الأغلب كان ينوي الادعاء بأنه هو مؤلفها كما فعل مع مؤلفات أخرى ليقوم بعزفها في الذكرى السنوية الأولى لرحيل زوجته. لكنه أشيع في ما بعد أن القطعة الموسيقية طلبها شخص غريب مجهول وأن موتسارت يعتقد أنه يكتبها لنفسه عند موته، واليوم اتضح أن هذه القصة الخاطئة روجتها أرملة موتسارت حيث كانت ترغب في الدعاية لأول عزف لهذه المقطوعة في حفل خيري، أقيم بغرض مساعدتها وأسرتها بعد أن تركهم موتسارت شبه مفلسين، وقد أنهى تلميذ موتسارت سوسماير مقطوعة القداس الجنائزي، معتمداً على بعض الأجزاء التي وجدها مكتملة تماماً وقصاصات قال إنه وجدها في مكتب موتسارت ولكن لم يتم التعرف عليها قط.
ويقول مطلع القداس الجنائزي: «ذلك اليوم المحزن/ عندما يبعثون جميعاً من التراب/ ويحاكم المذنبون/ اعفهم يا الله يا رحيم امنحهم الراحة».
وتعد مجموعة الأحمدي الموسيقية أقدم وأكبر الفرق الموسيقية التي قدمت حفلات في الكويت منذ العام 1955، حيث توجد تسجيلات حفلات موسيقية لها في ذلك التاريخ، وترجع تسميتها إلى أنها أسست في منطقة الأحمدي، حيث كانت تابعة لشركة نفط الكويت واستمرت المجموعة في تقديم الموسيقى منذ ذاك الوقت حتى يومنا هذا، ماعدا فترة الغزو.
يُذكر أن المجموعة تستعد هذا الموسم لتقديم أوبرا الجاز «غيديون»، بالإضافة إلى حفل سيتم إحياؤه بمعية فريق البيتلز الشهير.