مثقفون بلا حدود
السعودية في مؤلفات بدر بن علي العبد القادر (1 من 2)
استلهم من اسمها هويته وذاته وكينونته، اتكأ على حروفها لتسعده برغد العيش ودعة من الحياة الكريمة، هي مملكته حيث الأمن والأمان والاستقرار، هي من حباها الله عز وجل بالحرمين الشريفين (الحرم المكي والحرم النبوي). عربية القرآن، فصيحة اللسان، بليغة البيان. إنها (المملكة العربية السعودية)؛ الشقيقة الكبرى مقاماً وقدراً واحتراماً لشقيقاتها من دول الخليج العربية، وهي يد العون لشقيقاتها من الدول العربية، وهي المؤازرة والمنافحة والمدافعة عن شقيقاتها من الدول الإسلامية، وهي الصديقة حافظة العهد بما أنزل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم لدول العالم أجمع.
كانت وما زالت للمواطن السعودي خيمة دافئة تقيه برد الشتاء القارس، وشجرة وارفة الظلال تقيه أشعة الشمس الحارقة. كانت وما زالت هواءه النقي الذي يتنفسه، وماءه الزلال الذي يروي ظمأه، وغذاءه الذي يشبع ضوْره.
هكذا عاش مع اسمها وأصبحت هويته مرهونة بحروفها، وقرن ذاته بالسمع والطاعة لولاة الأمر فيها؛ إنه الباحث المقتدر الأستاذ الدكتور بدر بن علي العبد القادر، عميد معهد اللغة العربية لغير الناطقين بغيرها بجامعة الرياض.
في كتابه (الوطن في ضمير الشرفاء)، وتحت عنوان: «مملكتنا... قيادة وريادة» يقول الدكتور بدر:«حينما يريد الله سبحانه وتعالى العزة والرفعة لأمة من الأمم، فإنه يهيئ لها من خلقه أبطالا أفذاذا، ورجالا مخلصين، وقادة ملهمين، ليكونوا على موعد مع صناعة تاريخ جديد للبشرية، وقيادة دولتهم إلى الرفعة والمجد والسؤدد. وقد كانت بلادنا المباركة على موعد مع رجل بزّ أقرانه، وفاق عصره، وسجل نفسه كأحد عظماء التاريخ، وسلاطين المجد. كان الملك عبد العزيز رحمه الله على موعد مع كتابة تاريخ جديد لحقبة تاريخية مضيئة، وتسطير ملحمة التطوير والتضحيات، لنصرة الإسلام، ونشر الشريعة السمحة، والاعتصام بكتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في الأفراح والأتراح، ثم العمل على رفعة هذا الوطن، ونشر الأمن والأمان. وبناء على هذا التميز وبنظرة فاحصة نجد أن المملكة العربية السعودية – حرسها الله – من خلال مسيرتها تميزت بالأمن والأمان والاستقرار بكل صوره وأشكاله، وحين قاست دول أخرى، وعاشت في تقلبات سياسية، وتغيرات اجتماعية، وانتكاسات أمنية، واقتصادية أضرت بها وبمصالحها، وأرهقتها هي وشعوبها» أ.هـ ص 53و54.
نعم: إنه الوطن صغر أم كبر يظل ملاذا وكرامة للإنسان الذي نشأ فيه وترعرع بأحضانه، وتظل رسالة المتعلم والمثقف هي غرس حب الانتماء لهذا الوطن، وبث روح الولاء لقادته الذين يسهرون الليل بسهد وأرق من أجل إسعاد مواطنيهم، ويظل المواطن هو من يعوّل عليه بإدارة دفة مجالات الحياة في وطنه، وتظل مؤسسات الدولة هي من تحقق العدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن بالتساوي، ويظل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريف هما من ينظمان العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وهي نقلة تكاملية تشد بعضها بعضا من الوطن إلى الوطنية التي يقول عنها الدكتور بدر بن علي العبد القادر، في كتابه (الوطنية في التشريع الإسلامي: «لقد خص الله المملكة العربية السعودية باحتضان الكعبة المشرفة، وجعلها مهبط الوحي، وشرفها بوجود المدينة المنورة مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم، وميزها أن قامت على أساس متين من دعوة ربانية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتـُحكم الشريعة الإسلامية، وامتن عليها بهذه الحكومة العادلة التي أحيت السنة، وأماتت البدع، وحباها من النعم الكثيرة والفضل العميم ما لا قِبل لنا بشكره ما حيينا، ولذا فإن أبرز حقوق وطننا الشرعية ما يأتي:
- حق حبه والانتماء إليه وهذا أمر فطري، وواجب شرعي ومبعث فخر واعتزاز للمواطن السعودي...
- حق السمع والطاعة لولاة الأمر، والدعاء لهم، ما لم يأمروا بمعصية الله سبحانه، فهم أهل الرأي والحكمة، ولهم الفضل بعد الله سبحانه فيما نعيشه من أمن وأمان ورغد في العيش، قال تعالى:«يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» النساء: 59، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني».
- حق الدفاع عنه والحرص على سلامته... أ.هـ (ص 56و57).
* باحث وكاتب لغوي كويتي
fahd61rashed@hotmail.com