خطوة تهدف لمحاربة الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة والإشاعات
«واتساب» يُخفِّض الـ«Forward» إلى 5 جهات فقط
في خطوة تعزّز فحوى التقرير الذي نشرته «الراي» في 17 يناير الفائت تحت عنوان «العالم يثق بالصحف الورقية أكثر من الإعلام الإلكتروني»، أعلن مسؤولو تطبيق التراسل «واتساب» (المملوك لشركة «فيسبوك») أن التطبيق قد بدأ فعلياً اعتباراً من أمس في تخفيض سقف عدد الجهات التي يمكن لمستخدمه إعادة توجيه الرسائل إليها بخاصية الـ(Forward) إلى 5 فقط بدلاً من 20، وذلك «في مسعى يهدف إلى كبح جماح ظاهرة نشر الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة والإشاعات» وفقا لما صرحت به فيكتوريا غراند نائبة رئيس السياسات والاتصالات في واتساب خلال فعالية أقيمت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا.
ويأتي القرار من جانب «واتساب» منسجماً تماماً مع نتائج الدراسة الاستقصائية العالمية التي نشرتها «الراي» وأظهرت أن «الإعلام المطبوع والورقي ما زال يتمتع لدى المتلقين بمصداقية أكثر من نظيره الرقمي (الالكتروني) الذي اتضح أن رصيد مصداقيته بات يتراجع متأثراً بعوامل من أهمها تزايد زخم ظاهرة الأخبار المفبركة والمضللة التي تنتشر من خلاله كانتشار النار في الهشيم».
وجاءت خطوة تقليص عدد مستقبلي الرسائل المعاد توجيهها إلى 5 فقط، توسيعاً لإجراء كان قد بدأ تطبيقه في الهند في يوليو الماضي بعدما تسبب نشر إشاعات عبر منصات التواصل الاجتماعي في وقوع جرائم قتل ومحاولات تنفيذ عمليات إعدام خارج إطار القانون.
وتحاول خدمة «واتساب»، التي يستخدمها نحو 1.5 مليار شخص، إيجاد طرق لوقف إساءة استخدام التطبيق، وذلك في أعقاب المخاوف العالمية من استخدام المنصة لنشر الأخبار الكاذبة، والصور التي يتم التلاعب بها، ومقاطع الفيديو من دون سياق، والخدع الصوتية من دون أي طريقة لمراقبة أصل هذه المواد أو الوصول لمصدرها.
وقال كارل ووغ، رئيس الاتصالات في واتساب، لـ «رويترز» إن «الخدمة نشرت تحديثاً للتطبيق يتضمن تفعيل حد إعادة الإرسال الجديد، وذلك ابتداءً من يوم الاثنين (أمس)».
وتعتبر الخطوة التي أقدم عليها «واتساب» بمثابة إقرار عملي بتهمة كون منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي توفر بيئة خصبة لتفشي الأخبار والمعلومات غير الموثوقة والمفتقرة إلى الدقة، وهي التهمة التي ما زالت بعيدة تماماً عن ثوب مصداقية الصحف الورقية المرخصة كون النشر من خلالها يتم وفقاً لضوابط تدقيقية مهنية وأخلاقية وقانونية عدة.