مهرجان القرين / معرضها أقيم في مكتبة الكويت الوطنية
منال الشريعان ترصد تشكيلياً ... الهوية العربية والإسلامية
تسعى الفنانة التشكيلية الكويتية منال الشريعان - من خلال أعملها التشكيلية - إلى إبراز جوانب إنسانية تخص الإنسان والطبيعية بكل موجوداتها على حد سواء، وذلك وفق تكنيك فني متوافق تماماً مع ما تحتاجه الساحة التشكيلية من تنوع، في ما يخص الأساليب والرؤى. بالإضافة إلى ذلك، تبدو واضحة رغبتها في أن تكون أعمالها في أنساق فنية تمزج فيها الفنون الإسلامية - والتي تمثلها الخطوط والحروف العربية - بالفنون التشكيلية الأخرى، من أجل إعطاء رؤى متناغمة مع ما يتطلبه المجتمع من جماليات تشكيلية، وفي الوقت نفسه اقتراب أكثر من الهوية الإسلامية.
هكذا... جاء معرضها بعنوان «حروف من الذهب»، الذي افتتحه - مساء أول من أمس - الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة في مكتبة الكويت الوطنية، بحضور المدير العام للمكتبة كامل العبدالجليل، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ25.
وحرصت الشريعان في معرضها الشخصي على أن تكون الرؤية متواصلة مع الكثير من المفردات الإنسانية، خصوصاً في ما يتعلق بالمرأة التي رصدتها في أكثر من لوحة وبورتريه، مركزة في المقام الأول على ملامح الوجه، وذلك وفق تصورات مفعمة بالبراءة والجمال.
وهذا الرصد - الذي اتبعته الشريعان لحالات خاصة بالمرأة - جاء في مدلولات تتحرك في أكثر من اتجاه، وفي أنساق فنية تتحاور مع الواقع والخيال معاً، من أجل تأكيد صور تعبر بشكل صريح على ما تتمتع به المرأة من مميزات كثيرة، منها أنها سر البقاء على هذه الأرض ومصدر الجمال والحنان، ومصدر مهم من مصادر السعادة، كما أنها المحرك الرئيس للكثير من الأحداث التي تعج بها الحياة، وهي ملمح ضروري لكي تظل الحياة مشرقة بالحب والألفة والسلام.
وعرجت الفنانة في معرضها على تأكيد الرمز في العمل التشكيلي من خلال الأصالة التي رمزت لها بالحصان، بكل ما يحمله من جرأة وقوة، كما استخلصت رؤيتها الرمزية للسلام من خلال الحمام بألوانه البيضاء، وذلك في سياق تشكيلي مفعم بالتنوع... والتواصل المستمر مع الحياة، بكل ما تعج به من أحداث متسارعة.
وركزت الفنانة كذلك في رصدها الحسي على طيور أخرى ترى فيها القوة مثل الصقر الذي رصدته فرشاتها في مدلولات رمزية متنوعة، بالإضافة إلى أعمال أخرى يمكن قراءة محتواها من منظور جمالي جذاب، مثل اللوحة التي نشاهد فيها ثلاث بنات يقرأن في كتاب واحد، دلالة على التعاون والحب، والقرب من المعرفة والثقافة، وهي صفات ترى الفنانة أنها موجودة بكثافة في البنات الكويتيات.
إلى جانب ذلك، قدمت الشريعان منحوتات خشبية أخذت أشكالاً متعددة، رصدت من خلالها رؤيتها الجمالية للحياة في أكثر من منظور، وهي أعمال اتسمت بالرقة والمضامين الفنية التي تشير إلى معان فنية كثيرة، وتفرد في استخدام العناصر التشكيلية بتكثيف في المعنى والصورة.
كما استفادت الفنانة من الحروف العربية في رصد بعض أعمالها، ما أعطى لمواضيع لوحاتها وهجها المطلوب، وبالتالي فإن الأفكار قد اتسمت بالكثير من الجاذبية بفضل هذه الحروف العربية التي زخرفت بها فضاءات أعمالها سواء في اللوحات التشكيلية أو المنحوتات.