«بالون دور» ... إلى الخلف «دور»

تصغير
تكبير

«بالون دور»، تلك الكرة الذهبية المغرية في شكلها، هي جائزة سنوية مقدمة من مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية وتمنح لأفضل لاعب كرة قدم في العالم، علما أنها أبصرت النور سنة 1956.
وكانت المجلة صاحبة الفكرة في إطلاق الجائزة، وهي من تختار الفائز بعد عملية تصويت من صحافيين متخصيين، بلغ عددهم في العام الجاري 176 صحافيا من حول العالم.
في العام 1995، طرأ تعديل على الجائزة لتشمل اللاعبين الذين ينشطون في أندية أوروبية بعدما كانت محصورة باللاعبين الأوروبيين في «القارة العجوز»، وكان الليبيري جورج وياه أول لاعب غير أوروبي يتوج بالجائزة.


وابتداءً من 2007، لم تعد تقتصر الجائزة على اللاعبين الناشطين في الأندية الأوروبية، بل حول العالم.
بداية التشكيك في هوية من يستحق «بالون دور»، بدأ في الموسم 2009-2010، حيث فعل الجناح الهولندي ويسلي شنايدر ما لم يفعله أي لاعب آخر على مستوى فريقه والمنتخب.
فقد قدم موسماً خرافياً، توّجه بالثلاثية التاريخية (الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا) مع إنتر ميلان الإيطالي مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.
وفي مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، ساهم شنايدر في إقصاء المنتخب البرازيلي المرشح للقب من الدور ربع النهائي برأسيته الشهيرة حاملاً «منتخب الطواحين» إلى المباراة النهائية، قبل أن يسقط أمام الـ«ماتادور» الإسباني بهدف وحيد في الوقت الإضافي بتوقيع أندريس إينييستا.
وبعدما وضع المونديال الأفريقي أوزاره، توقعت الجماهير أن يخطف شنايدر «بالون دور» من البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي اللذين لم يقدما ما يشفع لهما في «العرس العالمي»، ناهيك عن أنهما لم يتوّجا بدوري أبطال أوروبا في العام نفسه.
وقد صُدِم أغلب النقاد والجماهير بمنح الجائزة لميسي وحرمان شنايدر منها، ما تسبب في غضب شريحة كبيرة من الجماهير، فإذا كان معيار اختيار الأفضل لأي جائزة يعتمد على الألقاب، فعلى أي قانون ومعيار تم اختيار «البرغوث»؟
قبل أسابيع، خطف نجم ريال مدريد الإسباني والمنتخب الكرواتي لوكا مودريتش جائزة «بالون دور» 2018.
قدم مودريتش موسماً رائعاً مثل ما فعل شنايدر حيث حصد دوري الأبطال وقاد منتخب بلاده الى المباراة النهائية لمونديال روسيا، الأمر الذي فرض سؤالاً منطقياً: لمَ تم حرمان شنايدر من الجائزة؟
يبدو أن «بالون دور» في أيامنا الراهنة تخضع لمصالح تجارية وشركات راعية. هذه الجهات تضغط بشكل غير مباشر ومن خلال رؤساء عدد الأندية الكبيرة للتأثير والتصويت لصالح هذا اللاعب أو ذاك.
المعادلة لا تتبدل بتغير الزمن، فالجوائز تأتي كمكافأة للإنجازات والبطولات، أما «الكرة الذهبية»، فقد بدأت تفقد المصداقية في السنوات الأخيرة، بسبب الظلم الذي يتعرض له لاعبون.
«بالون دور» جائزة لا تتقدم، بل... الى الخلف «دور».

معد برامج في قناة «كويت سبورت 3»
mansour_zzz

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي