الفنانة التشكيلية القطرية عرضت 30 لوحة في قاعة «الفنون»
أمل العاثم... تبحث عن الجاذبية في إيحاءات لونية
تعبّر الفنانة القطرية أمل العاثم في أعمالها التشكيلية عن الكثير من المفردات المتعلقة بالإنسان في مختلف تطلعاته وتحولاتها، وهذا التعبير يأتي دائماً في أنساق رمزية، تتخذ من خلالها الفنانة رؤيتها، تلك التي تتحاور فيها مع الخطوط والألوان والأشكال بصبغتها التشكيلية.
وفي معرضها - الذي أقامه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في قاعة الفنون في ضاحية عبد السالم - عرجت العاثم إلى مضامين محلقة في فضاءات الخيال وفق منظومة تشكيلية تتفاعل مع الحداثة بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، وبالتالي فقد ظهرت الأعمال - التي تعدت 30 لوحة بأحجام كبيرة ومتوسطة - في أنماط فنية مفعمة بالحيوية والحركة.
والمعرض أعطت له صاحبته عنوان «جاذبية»، للتأكيد على الفكرة الرئيسية التي تدور حولها مختلف الأعمال، وهي فكرة استشرفتها من الإبهار والدهشة، بفضل ما احتوته الألوان من شراهة على أسطح اللوحات، وتنوع بين مختلف الدرجات، وكذلك التدرج اللوني الذي ظهر جلياً في الخطوط والفضاءات المتنوعة للوحات.
وتسعى الفنانة في ظل هذه التنوع اللوني والخطوط والظلال، إلى الوصول لذائقة المتلقي من خلال لغتها الخاصة وصياغاتها التجريدية. والمحافظة على لغة التواصل بين ريشتها التي تخاطب بها الإنسان، والمتلقي الذي يطمح إلى مشاهدة أعمال متميزة.
والعاثم تتبنى عبر أفكارها التشكيلية هموم المرأة وتطلعاتها، من خلال الاعتناء بتفاصيلها، ورصد حالاتها، وتبيان الغموض في الألوان البنفسجية والزرقاء والحمراء والبنية، بالإضافة إلى الألوان البيضاء والصفراء والسوداء.
واهتمت الفنانة - في ما اهتمت- بمسألة الظلال والإضاءة والإسقاطات الفنية على واقع الحال، من خلال لغة تجريدية يتماهى فيها الرمزة بشكل لافت، مع عناصر فنية مفعمة بالحيوية والحركة.
وقالت العاثم عن أعمالها: «خارج نطاق القمر مدارات كونية متعددة أحدثت الجاذبية كيانا لعوالمها، شخوص استطالية تتجاذب خلال مسارات تُحدد كيانها بمجموعة لونية، تشكلت من لون تراب الأرض ونقاء العشب وصفاء الغيم ورقة البحر، حكاية سرد للجاذبية الكونية، حيث تتجلى ازدواجية الجمع بين التفاصيل الشخصية والرموز العامة، ضمن حكايات دراماتيكية صاغت نمطا معينا لكل من هذه العوالم».
وأضافت: «كل عمل هو فكرة تعبر عن الأبعاد الروحية، محدثة بين مداراتها جذباً... شكَّلاً ومضمونا اجتماعياً متنوعاً، يظهر من خلال تضاريس العمل بين ملمس السطوح والتأثيرات المختلفة، حيث نرى ذلك الجدل - بتجاذبه - متجليا تحت تأثير كلي في سياق فني يتسم بالبساطة، من دون أن يخرج عن تأثيره الفني العميق».
وختمت بقولها: «تمركزت العناصر العامة للعمل الفني حول مركز جاذبية تاريخي، بلون هوية خاصة تتخطى فضاء العمل، مما عكس مجتمعاً أكثر رحابة متجلياً في مدار أكبر اتساعاً».
وأشادت الفنانة بالكويت حاضنة الإبداع الإنساني بكل تجلياتها، متذكرة إقامتها في الكويت وتخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية، مؤكدة أنها استفادت فنياً من هذه الإقامة، وأنها حصلت على درجة البكالوريوس في التربية الفنية في جامعة قطر، وأقامت أول معارضها الخاصة في البحرين في العام 2000، ومنذ ذلك الحين عُرضت أعمالها محلياً ودولياً، ونالت عنها العديد من الجوائز.