أكد أنه إذا كان يعتقد ما في قصيدة «البردة» فلا تصح الصلاة خلفه
وكيل «المساجد» داود العسعوسي عن إيقاف الكندري: بعض المتعالمين أولى بالحبس من السرّاق
فرحان الشمري: نشكر «الأوقاف» على وقف «كل مَنْ يعبث بالعقيدة»
الكندري: فتاوى عدم صحة الصلاة خلفي تنمّ عن فكر متطرف... تتنافى مع الوسطية والاعتدال
استمر الجدال في وزارة الاوقاف حول قرارها إيقاف إمام وخطيب مسجد هشام بن عامر، الشيخ فهد الكندري بسبب ما تضمنته خطبته من أبيات من قصيدة «البردة» في مدح النبي صلى الله عليه وسلم للشاعر محمد بن سعيد البوصيري، ما فتح المجال أمام آراء وفتاوى دينية متباينة حول شركية القصيدة وضرورة إعلان الكندري للتوبة منها، معتبرين أنه «لا تجوز الصلاة خلفه اذا لم يتب مما في البردة من الشرك الأكبر». ولعل الجديد في الأمر دخول وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المساعد لقطاع المساجد داود العسعوسي، على الخط، ليعبر عن موقفه تجاه قضية الإمام الكندري، ويحكم عليه بالضلال، قبل أن يستمع إلى رده، بعد أن أحالته الوزارة إلى لجنة المناصحة التي تضم العسعوسي في عضويتها.
واستند العسعوسي، في موقفه إلى مقطع للشيخ صالح الفوزان يرد على تساؤل عن جواز الصلاة خلف إمام يداوم على ترديد أبيات قصيدة البردة، قائلا إنه «اذا كان يعتقد ما فيها فلا تصح الصلاة خلفه، لأن فيها الشرك الأكبر». وعلق على المقطع بأنه «من درر علماء الأمة الذين نصروا الحق ونصحوا الخلق».
ورد العسعوسي ضمنياً على حديث الكندري لتلفزيون «الراي»، قائلاً إن «من تلبيس بعض الجهال المتعالمين على العوام استدلالهم بنصوص وآثار تبرك الصحابة بالنبي عليه الصلاة والسلام، وآثاره وحملها على جواز الغلو في مدحه وأنه يعلم الغيب». وتابع، «صدق الله إذ يقـول: (لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون) نعم، بعض المتعالمين اليوم هم أولى بالإيقاف بل الحبس من السرّاق!».
أضاف، أن «من تلبيس الغلاة على العوام قولهم إن النهي المقصود في الحديث (لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم..) محصور فقط بقول: إن النبي عليه الصلاة والسلام، هو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة! يعني يجوز أن تقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم، يعلم الغيب أو هو المستوي على العرش أو هو خالق الخلق! نعوذ بالله من هذا الضلال !».
من جانبه، قال أستاذ كلية الشريعة الدكتور بسام الشطي، «لا تجوز الصلاة خلفه اذا لم يتب مما في البردة من الشرك الأكبر»، مرفقا مقطع للشيخ الفوزان.
وبدوره، توجه الدكتور فرحان عبيد الشمري بالشكر لوزارة الأوقاف التي أوقفت عن الخطابة «كل مَنْ يعبث بالعقيدة»، معتبراً أنه «هذا ؛ حتى الصلاة لا تجوز خلفه إذا كان يعتقد بقصيدة البوصيري»، مرفقا مقطع للشيخ العلامة صالح الفوزان يتحدث عن «البردة».
من جهته، نفى الشيخ فهد الكندري علمه بإحالته إلى لجنة المناصحة، وبيّن «ما حد كلمني من الوزارة، وأعد تظلماً سأتقدم به على قرار الإيقاف، ويؤسفني أن يتطور الموضوع من بعض المسؤولين في الأوقاف والمشايخ بأن ينقلوا فتاوى بعدم صحة الصلاة خلفي في مسجدي، وهذا ينمّ عن فكر متطرف يتبناه هؤلاء الإخوة هداهم الله، وهذا يتنافى مع رسالة الوزارة في الوسطية والاعتدال».