أقام معرضه في قاعة أحمد العدواني
شوقي دلال.... خاض «رحلة اللون بين جماليات الكويت ولبنان»
- الأصفر... لون الحياة يجمع بين طبيعة البلدين هنا في الصحراء والبحر وهناك الجبال والوديان
قدّم الفنان التشكيلي اللبناني شوقي دلال تجربة تشكيلية تنوعت فيها الرؤى في أنساقها الرمزية والواقعية والانطباعية، وذلك في سياق معرضه «رحلة اللون بين جماليات لبنان والكويت»، والذي أقامه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في قاعة أحمد العدواني في ضاحية عبد الله السالم.
والمعرض جاء من خلال الأنشطة والفعاليات التشكيلية التي يقيمها المجلس الوطني من أجل إبراز الفنون التشكيلية في حياة المجتمع الكويتي، وتفعيلها بمعارض متنوعة لفنانين تشكيليين من داخل الكويت وخارجها.
ورصدت ريشة الفنان - في أكثر من صورة - العلاقات الثقافية والاجتماعية الوثيقة التي تربط البلدين - الكويت ولبنان - وهي علاقة موغلة في التاريخ، تؤكدها مشتركات كثيرة في اللغة والأحلام والهموم والقضايا المشركة، والتقارب الفكري والوجداني، ما انعكس على المباني والطبيعة والحياة الاجتماعية، تلك التي رصد فيها دلال عناصر الالتقاء بين البلدين من خلال المحتوى الذي تمثله كل دولة على حدة، وهو محتوى إن اختلف شكلاً إلا أنه يتفق مضموناً ووجداناً وعاطفة.
وهذا التقارب - الذي لم يعمد الفنان اصطناعه بقدر ما رصده في شكله الحقيقي - بدا متناغماً مع الكثير من المفردات المتعلقة بالحياة التي يشترك في معظمها المجتمعين اللبناني والكويتي، وبالتالي فإن الألوان قد حكت أكثر ما تحكيه الكلمات، في أنساقها وجملها وعباراتها، وذلك وفق تصورات وخيالات متوهجة بالحيوية والحركة في أكثر من اتجاه.
وقد استلهم الفنان مواضيع أعماله من التراث تارة ومن الحاضر تارة أخرى في مزج فني أظهر من خلاله التقارب الروحاني والعاطفي بين الكويت ولبنان، وذلك وفق ألوان متوهجة، وذات حضور فني جذاب، كي يرصد صناعة السفن في الكويت، وآثار جزيرة فيلكا، والسفن الراسيات، والشواطئ، والمساجد والفرجان، وغيرها من الأماكن التي تتميز بها الكويت، وفي المقابل رصد الفنان معالم وشوارع وبيوت في لبنان تتنوع فيها الأشكال الجمالية، في تناسق فني متناغم مع ما تحتويه الألوان من شراهة وتناسق.
وهذه الفكرة أراد دلال من خلالها أن يؤكد على الوشائج المشتركة بين البلدين الشقيقين الكويت ولبنان، وما تمثله وحدة العاطفة، من تقارب ظهر في الروح المشتركة، والتفاعل الضمني الذي كان جلياً في شوارع وبيوت البلد رغم اختلاف الشكل والبيئة.
وقال دلال في تعريفه بمعرضه: «حين نتكلم عن الون وجمالياته في عوالم الطبيعة وانعكاسه على حياة الإنسان، نرى عظمة الخالق عز وجل، والنعم التي منحنا إياها، حيث الجمال يلف كل تفاصيل حياتنا، فيأتي اللون من خلال ريشة الفنان تعبيراً عما يختزنه من تأثير وحب للمكان».
وأضاف: «ما يجمع لبنان والكويت من انصهار روحي ومحبة وتكاتف، هو ليس فقط صنيعتنا كبشر، بل هو ما أراده الله عز وجل لنا كشعبين شقيقين، حيث نرى اللون الأصفر وهو لون الحياة والولادة يجمع بين طبيعة البلدين هنا في الصحراء، والبحر، وهناك الجبال والوديان، وكأني بالطبيعة تأتي وتقول: معاً أكملنا مشهد الجمال، معاًَ سنبقى بإذن الله».
ودلال من مواليد راشيا الوادي في لبنان وناشط في شؤون الثقافة والقضايا الاجتماعية والإنسانية، وناقد فني، وأمين الفنون الجميلة في مجلس الفكر العربي، وأقام العديد من المعارض، كما حاز على جوائز عدة.