قراءة / أبرز محطاته احتفالية القدس وأمسية إسماعيل فهد إسماعيل وحفلات تواقيع الكتب
معرض الكتاب... أنهى فعالياته وظلت المعرفة باقية
أنهى معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ43 - أمس - فعالياته وأنشطته المصاحبة، وانفض العرس السنوي، وعادت دورالنشر إلى مقراتها في الكويت ومختلف البلدان العربية والأجنبية المشاركة، فيما ظلت الذكريات المتعلقة بالمعرفة في كل أشكالها هي الباقية في الأذهان، بفضل ما تحمله من معان تتجه في كل حالاتها إلى الثقافة، التي تقوم عليها أساسات المستقبل، وأعمدة التطوير، الذي تسعى الكويت إلى دعمه، بشكل متناسق تماما مع دورها التاريخي في الانتصار للثقافة العربية، والاتجاه بقوة في اتجاهات مستقبلية، متناغمة مع روح العصر، وعبق الأصالة.
انتهت الفعاليات... وعادت دور النشر التي شاركت بأجنحتها في المعرض إلى مقراتها، غير أن المعرفة ظلت باقية على أرض الكويت، تحكي مشاهد مضيئة، وأنشطة متجددة، حملت في مضامينها الكثير من المعاني، تلك التي تتكاثف وتتعاظم مع إطلالة كل معرض جديد تأتي فيه المعرفة متضامنة مع المستقبل المنشود.
وتستمرالأنشودة - التي كتبها المعرض بمداد المعرفة وعلى أوراق ثقافية - كي تنثر أريجها في أركان الحلم وعلى عتبات المستقبل، وفوق ثغرالحاضر بابتساماته المشرقة، لتقول إن ثمة محاضرات وأمسيات وندوات وورش عمل وحفلات توقيع كتب، واكبت هذا الحدث الكويتي الملهم، وعمدت إلى أن تخط على صفحاته الثقافة بكل ألوانها وأشكالها.
البداية، كانت مع حفل الافتتاح الذي حضره وزيرالإعلام وزيرالدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد ناصر الجبري نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابرالمبارك الحمد الصباح، ورغم ما شهده هذا اليوم من هطول أمطارغزيرة إلا أن ثمة حضورا متميزا حرص على أن يكون في قلب الحدث، ويشارك بوجوده في الافتتاح، الذي اتسم بالمفاجآت المدهشة، من خلال التنظيم الذي شهدته أروقته وممراته وأجنحته، ما جعل منه لوحة جمالية تشي بالتطور والإبهار.
وتوالت الفعاليات كي يتابع الجمهور الحفلات المتتالية لتواقيع الكتب، تلك التي تبارت في تنظيمها مختلف الأجنحة سواء الكويتية أوالعربية أوالأجنبية، ما أوجد زخما متميزا في المعرض، ومن اللافت أن هذه التواقيع شملت كتباً لكبار المؤلفين وأخرى لمؤلفين شباب.
وأقيم على هامش المعرض معارض تشكيلية لفنانين قدموا أعمالهم الفنية بقدر كبير من التنوع والحضور، وأخرى للتصوير الفوتوغرافي، إلى جانب معرض تراثي، احتوى على ما تحتويه الكويت القديمة من تراث وحضارة.
وجاءت احتفالية القدس عاصمة أبدية لفلسطين معبرة عن الحرص الكويتي الرسمي والشعبي، على أن تكون قضية فلسطين وصمودها في وجه الطغيان الصهيوني، هي الأكثر اهتماما وقيمة، ولقد حضر جزءا من الاحتفالية وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور إيهاب بسيسو، ومن ثم قدم خلال هذه الزيارة إلى الكويت محاضرة، وأقام مؤتمرا صحافيا، واجتمع مع الحجرف للتشاور في تعاونات مقبلة بين الكويت وفلسطين.
ومن الأمسيات التي تركت انطباعاتها الجميلة في النفوس، تلك التي احتفى فيها المعرض بالروائي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل - رحمه الله - ولقد احتوت الأمسية على شهادات قيلت في حقه، وأبرزت الجوانب الأدبية المضيئة، في حياة هذه القامة الروائية التي شرفت الكويت خليجيا وعربيا، كما أنها ازدانت بالتوهج، وبالمواقف المؤثرة، تلك التي ظهرت جلية في دموع محبيه، وكلماتهم المؤثرة.
فيما تنافست الأنشطة... لتتناسب مع جوهرالمعرض، وما ينشده من تميز، ليلتقي الجمهور مع أمسيات شعرية أحياها شعراء من الكويت والخليج، في أنساق شعرية متناغمة مع الجمال، إلى جانب مشاركة الشباب الواعد المنتمين لمنتدى المبدعين الجدد في رابطة الأدباء الكويتيين الذين أحيوا أمسية قصصية متوهجة بالحيوية.
وشاركت في أنشطة المعرض جهات يظن البعض أنها لا تنتمي للثقافة، إلا أن ما قدمته هذه الجهات من محاضرات في المعرض اثبت أن علاقتها بالثقافة وطيدة، ومن هذه الجهات ديوان المحاسبة ووزارة النفط.
كما كان لجهات رسمية وغير رسمية دور مهم في تنظيم الأمسيات والمحاضرات مثل جمعية المترجمين الكويتية، وهيئة الشارقة للكتاب، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وغيرذلك من المؤسسات التي أسهمت بشكل متميز في إنجاح هذه التظاهرة الكويتية المهمة.
وجاء الختام مساء أمس من خلال عرض مسرحية «الرميكية وملك إشبيلية»، وهي من تأليف وإخراج الكاتبة الدكتورة هيفاء السنعوسي، وهي مسرحية ديودرامية، تلقي الضوء على قصة حقيقية من العصر الأندلسي.
وشهد المعرض - في ما يخص الرقابة- وقفة احتجاجية، في بداية إقامته، ثم تلاه ـ وقد أشرف المعرض على الانفضاض ـ احتجاج مبتكر أقدم عليه فنان الغرافيك شرف، من خلال تجميع مجسمات لكتب ممنوعة من قبل المعرض ووضعها في ساحة ترابية أمام قاعات المعرض في ما يشبه شواهد مقبرة، تعبيرا عن رفض تعسف الرقابة في منعها لعناوين كتب بلغت الآلاف.