ندوة «وقفة بعد العاصفة»: هيئة للكوارث والأزمات برؤية مستقبلية
المتحدثون في الندوة
اتفق المشاركون في ندوة «وقفة بعد العاصفة» على ضرورة إنشاء هيئة للكوارث والأزمات تعمل من خلال رؤية مستقبلية تستطلع المرحلة المقبلة.
ودعا النائب خليل أبل في الندوة التي أقيمت في ديوان النائب السابق أحمد لاري، مساء أول من أمس، لإصدار تشريع لإنشاء هيئة للكوارث حتى يعرف كل طرف دوره المحدد خلال الأزمات، بالإضافة إلى وضع آلية للاستفادة من المتطوعين الذين سارعوا للمساعدة خلال الأمطار التي هطلت على البلاد أخيرا.
واعتبر أبل أن «الحكومة فشلت في ادارة أزمة الأمطار، لذا نحتاج إلى انشاء هيئة مستقلة تحدد مهامها وفق نقاط محددة وصلاحيات واضحة تعمل من خلالها في ادارة الأزمات».
وذكر أن «أبناء المجتمع انقسموا إلى شرائح عدة، منها من نزل الشارع لأداء مهام عمله، وهناك من نزل متطوعاً، في حين هناك من استغل الأمطار لأغراض سياسية، وإن كانت الأغلبية هي التي سارعت لمساعدة ونجدة المتضررين»، مشيرا إلى أن «الأمطار كشفت وجود اختلالات في البنية التحتية وهو يدل على وجود فساد واضح».
وتابع «بالرغم من تحمل كل طرف مسؤوليته، هناك من ركب طائرته في صباح الجمعة بحجة مرافقة شيخ لتسلم جائزة، وبعدما وصل إلى لندن بات يتابع أخبار الكويت من خلال (الواتساب). ومثل هذه الشخصيات انتشرت في البلد ولا نتهمها بالفساد بل الإهمال».
وأكد أبل، أن «الواجب علينا بعد العاصفة القيام بالدور الرقابي والتشريعي، حتى نكشف من هو الفاسد ومن هو المهمل، حتى يأخذ كل مقصر أو فاسد جزاءه وفق القانون»، محذرا من الأصوات النشاز التي علت أثناء الأمطار التي كانت بهدف التصفيات السياسية، ولهذا لابد أن تصمت هذه الأصوات وتخرس حتى لا تشتت العمل والإنتاج.
من جانبه، اعتبر لاري، ان «الأمطار أظهرت أصالة الشعب الكويتي الذي فزع جميع افراده وبكل فئاتهم للمساهمة في مساعدة المتضررين من الأمطار وهو ماجسد قوة تماسك المجتمع»
وأضاف إن «جميع افراد الجهات الرسمية ساهمت مشكورة، سواء في البلدية والأشغال والداخلية والإطفاء والدفاع المدني والمتطوعين بشكل فعال، وبالفعل نجحت بأداء المهام الموكلة لها»، مشيدا بدور مجلس الوزراء الذي «شكل لجنة لتقييم الأضرار الناجمة عن الأمطار، في ظل قائد الإنسانية سمو أمير البلاد، الذي بادر مشكورا بإصدار التعليمات للجهات المختصة للقيام بمهامها».
بدوره، أشاد الكاتب الصحافي ناصر العبدلي، بالدور الإيجابي الذي قام به الشباب الكويتي، مبينا أنه بـ«عكس الأزمات والكوارث السابقة التي لم يكن بها تفاعل، كما حدث خلال الأيام الماضية».
ولفت إلى أن «الحكومة تعاملت مع الأمطار بشكل ايجابي، فالمسؤولون كان لهم دور فعال خلال هذه الأحداث»، داعيا الحكومة «لاستثمار الايجابيات التي تعيشها الكويت لتصبح مواطن قوة».
وأشار إلى أن «الصراع داخل الأسرة انعكس سلبا على أداء الحكومة، لذا غابت عن ادارة أعمالها بسبب انشغال أعضاء الحكومة في المحسوبية والولاءات»، آملا بوجود جهاز حكومي متناسق ومتناغم يعمل بشكل واضح وشفاف، حتى نتمكن من تجاوز الأزمات والكوارث، من خلال رؤية مستقبلية تستطلع المرحلة المقبلة.