سحبَ الظهور الاعلامي لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك البساط من وزراء حكومته وسجل حضوراً مميزاً لسموه، بدءاً من مداخلته حول مكافحة الفساد، مرورا بكلمته المميزة في مجلس الامة وانتهاء بحديث للصحافيات الخليجيات الأسبوع الماضي.
النهج الإعلامي الجديد للمبارك كسر به جمود الوزراء وصمتهم عن الانجازات التي تحققت خلال السنوات الست الماضية، الامر الذي دفع النائب ثامر السويط الى توجيه سؤال برلماني الى نائب رئيس مجلس الوزراء أنس الصالح يسأل بموجبه عن دور الناطق الرسمي للدولة ودور الادارات التابعة له وارتباطها بوسائل الاعلام المختلفة.
الظهور الاعلامي لسمو رئيس مجلس الوزراء أوجد ارتياحا شعبيا واسعا يضم الى ملف مكافحة الفساد الذي بدأته الحكومة أخيرا ويسد فراغا عانت منه الحكومات المتعاقبة في دفاعها عن انجازاتها ونفيها للقصور، مع توجه أغلب وسائل الاعلام الحديثة ( وسائل التواصل الاجتماعي ) الى مهاجمة الحكومة باستمرار تصيد الاخطاء وخلق أحداث غير صحيحة.
الحكومة ممثلة برئيسها خطت الخطوات الاولى لسد الفراغ الاعلامي، وكسر الجمود الذي كان محيطا باجتماعات مجلس الوزراء والاحداث المرتبطة بقراراته، ومهّدت لنهج جديد يخرج بموجبه الوزراء الى وسائل الاعلام ويدافعون عن قرارات وزاراتهم بشكل خاص وإنجازات الحكومة بوجه عام.
الخطوات الاعلامية الحكومية ستحتاج الى جهود جبارة للحاق بالالة الاعلامية لمجلس الامة، والتي تواجدت بشكل كبير على الساحة السياسية السنوات الخمس الماضية وتمثلت في انشاء رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم لقناة المجلس، والتوسع في خدمات جريدة الدستور والموقع الالكتروني الرسمي ووسائل التواصل الاجتماعي، اضافة الى تغطية الوسائل الاعلامية التقليدية (صحف_قنوات) وتغيير اللوائح المعمول بها لسرية جلسات مجلس الوزراء رغم التسريبات المستمرة لهذه الجلسات وقراراتها للصحافة.
التغير الاعلامي الحكومي يجب ان يقابله ظهور الوزراء في كل وسائل الاعلام، والتعامل بشفافية مع المواطنين وتغيير آليات مجلس الوزراء، خصوصا ما يمس الجانب الاعلامي، فالحكومة تملك أكبر جهاز إعلامي ممثل بتلفزيون وإذاعة الكويت ووكالة الأنباء الكويتية إلا إنهما مكبلتان بروتين القرارات الحكومية!