30 في المئة من المتعاملات فقط استمرت بسوق الأسهم عقب 2008

المرأة الكويتية... «خلعت» البورصة

u0645u0634u0647u062f u0627u0644u0646u0633u0627u0621 u063au0627u0628 u0639u0646 u0627u0644u0628u0648u0631u0635u0629
مشهد النساء غاب عن البورصة
تصغير
تكبير

20 في المئة من المتداولات مضاربات وبعضهن كان يقضي أوقات فراغه بالبورصة
 
أم فهد:  بدأت التداول بـ 120 ألف دينار خسرت منها 90 في المئة


أم بدر: المتداولة تثق بالنصيحة إذا قالوا لها السهم إلى الدينار تتمسك به!

وسيطة: بعض النساء يتداول «أون لاين» أو من  خلال توكيلات الأزواج



قبل أكثر من 15 عاماً خصصت البورصة قاعة فاخرة لتتداول المرأة من خلالها في الأسهم، لتكون الأولى من نوعها عالمياً، ومع ارتفاع حصة المتداولة الكويتية من العمليات المنفذة يومياً في السوق، وزيادة اعدادهن لأكثر من 25 ألف متداولة من مختلف الشرائح الاجتماعية والمهن، إلا أن هذا الزخم تراجع كثيراً عقب أزمة 2008، إلى الحدود التي بدت معها القاعة وكأنها مغلقة.
وفي ظل تراجع الاهتمام الأنثوي بتعاملات البورصة باتت عصمة السوق بيد الرجال فقط، فحتى من كانت لديها القدرة على إدارة المحفظة العائلية قررت الخروج من السوق بعد أن خسرت معظم أو كل مدخراتها ومدخرات الأسرة.
وبحسب مصادر استثمارية، تراجع معدل نشاط المرأة الكويتية بالتداولات بنسبة تصل إلى 70 في المئة، لافتة إلى ان شركات الوساطة المالية كانت تتلقى مئات الطلبات وأوامر الشراء يومياً على الأسهم، خصوصاً قبل الأزمة المالية إلا أن ثلثي تحركاتهن لم تعد موجودة فعلياً.


وقالت المصادر «هناك سيدات كويتيات كن يدرن محافظ استثمارية عائلية، برؤوس أموال بين 100 إلى 250 ألف دينار، خسرن غالبيتها قبل أن تخرجن من السوق بحثاً عن فرص أكثر أماناً».
وتلفت إحدى المتداولات (أم فهد) التي يعود تاريخ حصولها على حساب تداول لقبل 11 عاماً إلى أنها كانت تمتلك محفظة بقيمة 120 ألف دينار تركزت على أسهم تشغيلية منذ سنوات، وأضافت «لم أخرج من السوق حتى في ظل الأزمة المالية، ما زلت أتداول، ولكن عبر الهاتف ومن خلال شركة الوساطة، إلا أنني خسرت نحو 90 في المئة من رأسمالي الذي هبط إلى ما يقارب 12 آلاف دينار، الخسارة كبيرة ولكن المضاربة في الدم».
ولم تتعلم أم فهد من درس الخسارة الجسيمة التي تكبدتها بل تسعى جاهدة للتعويض وما زالت تتمسك بأمل ارتفاع الأسعار السوقية للأسهم التي تتداول فيها.
وفي السياق ذاته، أفادت متداولة قديمة (أم بدر) بأن معظم السيدات يفضل البحث عن فرص آمنة بعيداً عن المضاربات العشوائية التي تتبخر معها رؤوس الأموال، لافتة إلى أن السيدة الكويتية تمتاز بنفَسها الطويل، أي أنها لا تستعجل التخارج وربما هذا ما أدى إلى تآكل رؤوس أموال العديد من المحافظ.
وبيَّنت أن بعض المتداولات يتبع نهجاً أساسه الثقة فعندما تتلقى الواحدة نصيحة بالشراء على سهم ما، وإذا قيل لها أن السهم (س) في طريقه إلى الدينار، فإنها لا تبيع حتى وإن بلغ 990 فلساً، وعندما تنصحها زميلة بالبيع تقول لها نصاً «قالوا لي إن السهم رايح دينار وما رح أبيع قبل هذا السعر».
وأشارت أم بدر إلى أن المتداول الرجل أكثر مرونة في اتباع التعاملات اليومية وإمكانية البيع وتنفيذ صفقات مختلفة حتى وإن كان بخسارة طفيفة بدلاً من مواجهة مصير غير معلوم، فيما تنقل المرأة صبرها المنزلي وقدرتها على التعامل مع الضغوطات اليومية إلى البورصة فتصبر حتى يضيع رأسمالها.
وتروي مستثمرة أخرى قصة حدثت معها في البورصة، إذ تقول «رأسمال محفظتي كان يبلغ بحدود 200 ألف دينار تم توظيفه في أسهم قيادية في بنوك واتصالات، إلا أن الخسارة في ظل التراجعات السعرية للأسهم كانت حليفتي».
وأضافت أنها حصلت على قرض لتوسيع نطاق استثماراتها إلى جانب استغلال تحويشة العمر ومعظمها تبخر، مبينة أنها فقدت معظم أموالها، وتحول الربح المستهدف إلى خسارة ما زالت تبعتها حاضرة معها حتى اليوم.
ولم تخف أن بعض زميلات الاستثمار بالبورصة حققن مكاسب جيدة بعد أن سجلت محافظهن نمواً، إذ تقول «الطمع يضيع ما جمع»، في إشارة إلى أهمية الرضا بالعائد المحقق بدلا من مخاطر استثمارات أخرى.
من ناحية أخرى، أوضحت وسيطة مالية لديها علاقات قديمة بالمتداولات في البورصة أن حضور السيدات كان كثيفاً في السابق، لكن ذلك اختفى خلال السنوات الثلاث الأخيرة بشكل واضح ما جعل الجهات المعنية تسعى لإعادة استثمار القاعة في أمور أخرى بعد أن باتت بلا حضور أو اهتمام نسائي.
وقالت «قليل من السيدات يحضر إلى البورصة، ليس للتداول بل لإنجاز مهمة ما، أو لتوقيع عقود تداول أو إحضار أوراق ثبوتية أو لتحديث بيانات شخصية، إلا أن التواجد من أجل التداول كاد أن يكون معدوماً».
وذكرت الوسيطة أن معظم السيدات اللاتي كن يحرصن على الحضور إلى قاعة التداول في السابق، ينفذن اليوم ما يرغبن فيه من عمليات عبر الاتصال الهاتفي بشركات الوساطة، أو التداول «أون لاين»، منوهة إلى أن السيدات سيتفاعلن أكثر مع أي زخم قد يحدث مستقبلاً في السيولة ومعدلات التداول.
وألمحت إلى أن 20 في المئة من المتداولات كانت تعتمد على مضاربات الأسهم السريعة خصوصاً الشعبية، التي خرج بعضها من السوق سواء الشطب أو الانسحاب، مؤكدة أن مكونات الـ80 في المئة المتبقية يصنفن على أنهن من ذوات النفس الطويل والصبر.
وقالت «تنظر شريحة من النساء للاستثمار بسوق الأسهم على أنه فرصة لتقضية بعض أوقات الفراغ، إلا أن البعض الآخر من النساء يهتم بالسوق لتحقيق عوائد تعينهن على متاعب الحياة، إذ إن بعضهن يوثق توكيلات رسمية لأزواجهن أو أقارب للاستثمار نيابة عنهن، إلا أن ذلك لا يُغني عن المتابعة عبر الشاشات».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي