تحقيق
الأكاديميات الرياضية دعم خجول للأندية... وإشباع للهواية أيضاً
كرة القدم تطغى ... والنشاط لساعات معينة
إجراءات التأسيس سهلة ... والعدد يناهر الـ 80
المواهب متوافرة... والرسوم مناسبة تصاحبها أنشطة اجتماعية وثقافية وترفيهية
محمد الذاير أول من استحدث أكاديمية متخصصة عام 2004
الأكاديميات الخاصة تطغى على تلك التابعة للأندية العالمية الشهيرة
انتشرت في البلاد خلال السنوات الاخيرة وبشكل لافت، الاكاديميات الخاصة والمختصة بمختلف الالعاب الرياضية وبالتحديد كرة القدم التي تحتل المرتبة الاولى شعبيا، وقد لا تخلو منطقة ما منها، في الوقت الذي تعاني فيه الكويت من شح في المواهب الصاعدة في اعمار مبكرة اجمالا.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تعد هذه الاكاديميات عامل دعم اضافيا للاندية الرياضية الشاملة والاتحادات، أم أنها مجرد اماكن تسلية وقضاء وقت واشباع لهواية؟
لا شك بأن المؤشرات والارقام التي استنتجناها من مختصين واصحاب هذه الاكاديميات تفيد بأنها تجمع العاملين معا، وتعتمد على ما يريده المتدرب نفسه او الطفل وأولياء اموره وتتحكم فيه بالدرجة الاولى الحرص على الانتباه الى المدرسة والدروس اولا، وهو ما يعيدنا الى منطق الهواية السائد لدينا بعيدا عن الاحتراف البحت.
وما استقيناه لا ينفي وجود مواهب فيها صعدت وانضمت الى صفوف المنتخبات الوطنية والاندية، رغم ان الارقام خجولة والاعداد قليلة اجمالا، في الوقت الذي لاحظنا فيه تواضع العدد قياسا على النسبة السكانية، رغم ان رسوم معظم هذه الاكاديميات مناسبة لجميع طبقات المجتمع وتتضمن انشطة اخرى مصاحبة سواء رياضية او اجتماعية او ترفيهية او ثقافية بأسعار رمزية.
وبمقارنة مع الاكاديميات العاملة في اوروبا واميركا وغيرها من البلدان، من الملاحظ ان تلك الموجودة لدينا في الكويت ونظرا لطبيعة مجتمعاتنا ومنطق الهواية، يقتصر دورها على ساعات معينة ولا تضطلع بدور أوسع من التي ذكرناها اولا والتي تعتبر حاضنة للمتدربين وفق اعداد يصب في مجرى الاحتراف الكلي وتهيئة الاجواء لذلك.
وعموما، تنقسم الاكاديميات العاملة في الكويت الى نوعين، الاول وهو خاص بشكل بحت وأقدم أي أن المبادرين بتأسيسه هم شركات او رجال اعمال او اشخاص عاديون أو لاعبون ومدربون سابقون وحاليون على سبيل المثال. أما الثاني، فهو احدث انما انتشاره واعداد المنتسبين اليه لا يزال محدودا، ونعني به فروع الاكاديميات التابعة للاندية الشهيرة لكرة القدم في اوروبا واميركا الجنوبية والبلدان العربية. وبحسب مصدر مطلع، فإن 3 اكاديميات فقط من النوع الثاني، تحظى بترخيص رسمي ومباشر من النادي الام، في حين ان البقية تعمل تحت مسمى تجاري مختلف وغير معلن.
ويعد لاعب ومدرب نادي القادسية السابق محمد الذاير اول من اسس اكاديمية مختصة في الكويت على الاطلاق، وكانت «اكاديمية اجيال» عام 2004 والتي استمرت 9 سنوات، وبعدها كرت السبحة.
ولا يوجد احصائية دقيقة تشير الى عدد تلك الاكاديميات، انما هذا العدد يقارب الـ80 على اقصى تقدير بحسب مصدر مطلع، وهي تختص بمختلف الالعاب مثل كرة القدم وكرة السلة والسباحة وغيرها.
وبحسب ما استقيناه تعتبر اجراءات تأسيس الاكاديمية، سهلة نوعا ما وتعتمد، عموما، على مخاطبة الهيئة العامة للرياضة للحصول على موافقتها ثم استخراج رخصة رسمية من وزارة التجارة للعمل بعدها.
أكاديمية «فالكونز»
يقول مؤسس اكاديمية «فالكونز» لكرة القدم ولاعب منتخب الكويت واندية السالمية وكاظمة والشباب السابق فهد الهنيدي ان عمل اكاديميته المقيدة والمعتمدة لدى الاتحاد الكويتي للعبة، لا يقتصر على التدريب والاعداد فقط، بل يتعدى الى فعاليات ورحلات وزيارات ميدانية وانشطة اخرى تشملها حزمة الاشتراكات الشهرية والموسمية وهي تناسب الجميع.
وقال الهنيدي «هناك اشتراكات خاصة للاخوة وتدريبات خاصة للاعبين المميزين، انما هدفنا هو رياضي قبل ان يكون ماديا بكل امانة».
وكشف بأن اعداد اللاعبين في مختلف افرع الاكاديمية التي تأسست في ديسمبر 2015، تتراوح بين 80 و120 لاعبا يتوزعون على 6 فئات من 5 الى 18 عاما، طوال ايام الاسبوع.
وتضم الاكاديمية ثلة من مدربين معتمدين جميعهم من نجوم الكرة الكويتية السابقين مثل الهنيدي نفسه وفرج لهيب وخالد عبد القدوس وصالح مهدي وفهد الفرحان وثامر مبارك وعدنان القلاف وجاسم الهولي وعبدالله السبتي.
وقامت الاكاديمية بأنشطة عديدة ولا تزال مثل معسكرات داخلية وخارجية وبطولات سنوية ورمضانية وتنظيم مباريات لاولياء الامور ورعاية مهرجانات رياضية وثقافية واجتماعية وصحية والتواصل مع المدارس للاستعانة بالموهوبين مع تخصيص جوائز لافضل اللاعبين شهريا وزيارة المشاهير والفنانين.
أكاديمية مركز حسن أبل الرياضي
ويشير المشرف على اكاديمية مركز حسن ابل الرياضي في كرة القدم والحكم الدولي السابق منصور ابل الى ان اشتراكات الاكاديمية تعد رمزية جدا بشكل بحت وتشمل الملابس الرياضية وكل الانشطة الاخرى، لان هدفها غير استثماري او ربحي كونها تمتلك الارض المقامة عليها منشآتها وملاعبها.
واضاف ابل ان اعداد اللاعبين تقارب 600 خلال فترة الصيف تتوزع على 4 فئات من 5 الى 16 سنة وتملك كل منها بعدد لا يزيد على 20 لاعبا، ملعبا خاصا بها تحت اشراف مدربين كويتيين ومصريين وسوريين مختصين، مشيرا الى مدربين كبار عملوا في السابق لدى الاكاديمية التي بدأت العمل منذ 12 عاما في منطقة الدسمة، مثل بدر عبد الجليل وهاني الصقر وانور فلاح واحمد عسكر وماجد سلطان والصربي زوران.
وأوضح ان الاكاديمية خرجت العديد من المواهب التي انضمت الى اندية كبيرة مثل عبدالله الموسوي (القادسية) وعبد العزيز عبدالله (العربي) وعبد العزيز المطيري (الكويت)، اضافة الى لاعبين سوريين احترفوا في السويد ومصريين في نادي الترسانة.
أكاديمية «سبورتي»
ويفيد مؤسس أكاديمية «سبورتي» لكرة القدم ولاعب ناديي الكويت والسيلية القطري السابق احمد مدعث ان اكاديميته التي تأسست عام 2009، تضم 3 افرع في الجهراء (180 لاعبا) وعبدالله المبارك (140) والفنطاس (110)، و22 مدربا كويتيا ومصريا وتونسيا (كان منهم نجما الكرة الكويتية السابقان فرج لهيب ويوسف دابس) ومخصصة للاعبين من سن 4 الى 16 سنة.
وافاد مدعث ان اسعار الاشتراكات مناسبة للجميع ولتغطية تكاليف الاكاديمية التي تستأجر كل ملاعبها، مشددا على انها مجانية للموهوبين ولأصحاب الدخل المحدود من مواطنين ومقيمين، اضافة الى وجود اسعار رمزية لانشطة صيفية مثل الفروسية والالعاب القتالية والسباحة والمعسكرات الخارجية والبطولات.
وكشف ان ما يميز الاكاديمية هو مشاركتها في بطولات خارجية حيث حقق فريقها المركز الثالث في كأس العرب التي اقيمت أخيرا على ملاعب نادي السد في قطر.
واضاف ان الاكاديمية خرجت عددا من اللاعبين الموهوبين للاندية والمنتخبات الوطنية مثل مبارك الحربي (الصليبخات) وعبد الرحمن العتيبي (منتخب الشباب ونادي الكويت) وثامر الهبيدة (منتخب الناشئين والنادي العربي).
أكاديمية WMQ
ويقول احد مؤسسي أكاديمية WMQ لكرة السلة والمدرب الوطني القدير عبدالله بلال ان الاكاديمية الواقعة في منطقة السرة والتي تأسست في ديسمبر 2016، تتميز بكونها مخصصة للجنسين، حيث يتولى هو شخصيا مع البحريني علي مكي تدريب الذكور، في حين تُشرف المدربة التونسية المعروفة عائدة السلطاني على تدريب الاناث.
واوضح بلال الذي يتولى المسؤولية الفنية ويتقاسم الاشراف الاداري مع المؤسس الآخر الكابتن وليد القحطاني، ان اشتراكات الاكاديمية تناسب الجميع وهي تعمل على مدار العام وبنظام 3 ايام اسبوعيا (السبت والاثنين والاربعاء) وتحرص على استقطاب الكفاءات التدريبية والمواهب وتدربهم وفق الادوات والتمارين الحديثة على صالة مرخصة من قبل وزارة التربية والاتحاد الكويتي لكرة السلة.
من جهتها، اكدت المدربة عايدة السلطاني على وجود مواهب لدى الاناث المتدربات بعضها يملك امكانيات جسمانية وفنية جيدة للبروز في عالم كرة السلة، مضيفة «ولكن لم يوجد احد يعرف قيمتها بعد، وهي مواهب تستحق الاعداد». وتتمتع السلطاني بسجل حافل، فهي دربت نادي الهلال التونسي، وكانت نجمة بارزة في منتخب بلادها الوطني لكرة السلة. ونالت السلطاني لقب افضل لاعبة كرة سلة في القارة الافريقية عام 2003، وشاركت مع منتخب بلادها في كأسي العالم في الصين وكرواتيا وكؤوس أمم افريقيا في موزامبيق وتونس والسنغال والبطولة الفرانكوفونية في النيجر ومسابقات دولية كبرى.
واضافت السلطاني ان عدد المنضمات للاكاديمية من الاناث يقارب 17 فتاة حاليا من سن 7 حتى 17 عاما وبرنامج الاعداد يعتمد على حصص متخصصة وتقسيم الفتيات الى مجموعات بحسب المستوى والمهارات الفردية خلال التدريب نفسه، مع التركيز على نقاط الضعف وتنميتها نحو الافضل للوصول الى افضل جهوزية خلال سنة واحدة على الأقل.
دافيدز ضيف أكاديمية يوفنتوس-الكويت
تضطلع الاكاديميات العاملة في الكويت والتابعة للاندية الشهيرة لكرة القدم في اوروبا واميركا الجنوبية والبلدان العربية، بدور مهم تنفرد فيه عن تلك الخاصة، وهي استقطاب نجوم عالميين من الاندية الأم لزيارة مقراتها، ما يعطي اهمية لدورها وحافزا كبيرا للمتدربين المشتركين فيها من الفتيان، وهو ما يُسهم ايضا في استقطابها لاكبر عدد ممكن من اللاعبين والمواهب.
وهذا الدور جسدته امس اكاديمية نادي يوفنتوس الايطالي الشهير العاملة في الكويت، بقدوم نجم النادي والمنتخب الهولندي السابق ادغار دافيدز الى البلاد حيث تابع بطولة الخليج لاكاديميات النادي التي اقيمت بمشاركة 300 لاعب واختتمت امس في جامعة الخليج في جنوب مشرف، وقام بتوزيع الميداليات والكؤوس على الفائزين. وكان دافيدز عقد مؤتمرا صحافيا في مقر الجامعة اول من امس، بحضور وفد من نادي يوفنتوس تقدمه مديرة تطوير العلامة التجارية كارولينا تشيابيرو، حيث اشاد بتنظيم البطولة وحث اللاعبين الصغار المنضمين الى الاكاديمية (حضر عدد منهم المؤتمر) على تعلم روح الجماعة والوصول الى النجاح بعد عمل صعب والاقتداء بالمبادئ الرياضية ليوفنتوس وقيمه والاخلاص في العمل حتى يصبحوا جماعة منتجة. ونقلت تشيابيرو تحيات رئيس نادي يوفنتوس أندريا أنييلي الى لاعبي الاكاديمية، واشادت بإنجازات 3 سنوات من عمل اكاديميات «اليوفي» في منطقة الخليج العربي، مضيفة «نحن اسرة كاملة سواء كنا في تورينو او هنا».
والمثير ان وفد يوفنتوس احضر معه كأس «السكوديتو» الذي فاز النادي موسم 2017-2018، وعرضه خلال المؤتمر.
وتم الاعلان خلال المؤتمر عن مشاركة فرع الكويت في كأس العالم لاكاديميات يوفنتوس حول العالم وعددها 50، وذلك جريا على العادة السنوية، حيث تقام نسخة العام المقبل في تورينو من 11 الى 15 يونيو المقبل.
وكان لحضور دافيدز وقعا حماسيا للاعبي الاكاديمية حيث التقط معهم صورا تذكارية ووقع على فانيلاتهم وتعرف عليهم وشاركهم خبرته.
يذكر ان اكاديمية يوفنتوس-الكويت افتتحت في سبتمبر 2017 وتتبع برنامج كرة القدم الرسمي للنادي، وهي تضم اكثر من 1500 طفل وطفلة من 5 الى 17 سنة يتولاهم مدربون اوروبيون معتمدون وتقوم بأنشطة ترفيهية ايضا في فرعيها الكائنين في جامعة الخليج ومركز شباب الفيحاء.