رابطة الأدباء احتفت به في «إضاءة وفاء»
السيد يوسف الرفاعي... رائد السياسة والأدب والعمل الخيري
تقديرا للدور الرائد في الأعمال السياسية والاجتماعية والثقافية والمعرفية والخيرية... أقامت رابطة الأدباء الكويتيين مساء أول من أمس لفقيد الكويت الراحل السيد يوسف الرفاعي - رحمه الله - احتفالية عنوانها «إضاءة وفاء»، تضمنت كلمات وشهادات وقصائد شعرية.
وتحت عنوان «الرفاعي فارس السياسة والأدب»، قال أمين عام الرابطة الباحث طلال الرميضي: «ما أروع أن يكون السياسي أديبا أو على مسافة قريبة من الهم الأدبي»، وأضاف: «نتذكر فارس الشعر والثقافة والأدب والسياسة السيد يوسف الرفاعي - طيب الله ثراه - ويكفي القول إن هذا الاسم حتى تتفتح صفحات ذاكرة الأدب على أيام الوعي والفكر السبّاق».
وتحدث الرميضي عن رابطة الأدباء ودور الرفاعي في تأسيسها ليقول: «الرفاعي أحد المؤسسين للرابطة على أسس أدبية وأخلاقية وعلمية، لذلك فهي مستمرة حتى يومنا بفضل الله وبفضل التأسيس الصحيح، الذي خضع للقانون رقم 24 لسنة 1962، الصادر بعد استقلال الكويت ونشوء مؤسسات المجتمع المدني وفق نظم وأحكام التشريعات المنظمة لها».
وأشار الرميضي إلى أمسية ثقافية أقامتها الرابطة في أبريل من عام 2010 تحت عنوان «ذكريات أديب»، وكان مديرها وتحدث فيها الرفاعي - رحمه الله - عن ذكرياته وتجاربه الثرية.
وقال: «الساحة الثقافية فقدت الأديب يوسف هاشم الرفاعي، إلا أن هذا الفقد ما هو إلا غياب للجسد أما الروح والمآثر والبصمات الأدبية فهذه لا يمكن أن تغيب».
وتحدث في الاحتفالية الدكتور يعقوب السيد يوسف الرفاعي عن سيرة والده العطرة، وما تخللته من محطات مهمة على مختلف الأصعدة، وتواضعه وحبه للجميع، وتفانيه في حب وطنه، وأثره الطيب الذي تركه، والذي ما زال باقيا وسيبقى، كما تحدث عن المناصب المهمة في الكويت التي شغلها وكان له الدور المشهود في تطويرها، كما تحدث عن الأنشطة التي قدمها والده داخل وخارج الكويت، ومساعداته في مجالات التعليم والدعوة وبناء المساجد والمستشفيات وتأسيسه للمجلات والصحف داخل الكويت.
بينما تناول الدكتور هاشم عيسى الشاهين مؤلفات وأشعار الراحل، وما تضمنته من جماليات، تلك التي كان لها بالغ الأثر في الحياة الثقافية على وجه العموم.
وأشار الشيخ عبد الله نجيب سالم إلى ملمح إنساني مهم من ملامح الرفاعي رحمه الله، والتي تتعلق بأعماله الخيرية، التي كانت كثيرة ومتشعبة، وامتدت إلى حدود كثيرة، بالإضافة إلى دوره الديني، الذي أضاء من خلاله الطرقات، وفتح مجالات عدة لفهم الإسلام في صورته الحقيقية.
وقصيدة «أبي... كم أحبك» للشاعرة ندى يوسف الرفاعي قرأها نيابة عنها الشاعر سالم الرميضي وتقول فيها:
سأظل يا أبتي بكل ثناء
بك أقتدي يا زينة النجباء
لا لم تمت والوجه موفور السنا
في زمرة الباقين والشرفاء
عاش الكرام وإن توارى جسمهم
تحت التراب بظل خير سماء
واسترسلت ندى في وصف مآثر والدها، وحبها الذي يفوق الوصف له لتقول:
تروي لنا عبرا وتسمع رأينا
بالوعظ والإرشاد دون عناء
ومرضت يا أزكى النفوس ولم تزل
لله محتسبا بكل رجاء
عند السرير إشارة من نوركم
وبشارة وسكينة الرحماء
وجاءت قصيدة «قول الحق» للشاعر الدكتور سعد بن ثقل العجمي معبرة عن التقدير والاحترام لهذه الشخصية الثرية في كل معانيها ليقول:
جاء ناعيه مثقلا بالنحيب
وعلا صوته بنعي النجيب
ومضى إذ قضى عزيزا كريما
طاهر الثوب دونما تثريب
لم يزل بازلا صنائع الخير
في شمال من أرضنا أو جنوبي
وتواصل العجمي في سرد وصفه، الذي يتأمل فيه شخصية الرفاعي - رحمه الله- تلك الشخصية التي امتلكت كل مقومات الإنسانية والتميز والطيبة ليقول:
كم تمنيت أن ترى اليوم بعضا
من مقام تَحُلّه في القلوب
نلت وسوف تدرك كلا
عند رب لعبده مستجيب
كيف يلقى القلب الجريح سُلُّوا
عن حبيب أو راحة من وجيب
سوف نلقاك في غد في نعيم
هانئا رافلا ببُرد قشيب
وألقى الشاعر عبدالله الحمر قصيدته التي تناول فيها مآثر وصفات الرفاعي - رحمه الله- بكل ما تحمله من معان إنسانية خالصة.