مركز الشيخ جابر الثقافي ومكتبة «تكوين» أبّنَاه في احتفالية تآلفت فيها القلوب حزناً وفقداً

إسماعيل فهد إسماعيل... إنسان زاده الإبداع جمالاً

تصغير
تكبير

علي اليوحة: ليس روائياً فقط إنه حالة إنسانية متوقدة لم تتوقف عن الكتابة

بثينة العيسى: رحل ولكنه لم يمت لأن الكاتب الحقيقي لا يموت أبداً

فيصل خاجة: كاتب ومناضل في زمن فقد معناه الحقيقي... ولم نقرأ عنه أي كلمة معيبة

محمد جواد: أينعت «برحية» إسماعيل السامقة وتدلّت عذوقها فكانت «البقعة الداكنة»

طالب الرفاعي: إنه كالبحر في تواضعه... وكشجرة دائمة الاخضرار

إقبال العثيمين: تجربته الحياتية الثرية كفلت له العيش في رواياته

دخيل الخليفة: يمتلك قلب طفل... فكان يحب ولا يكره

سعود السنعوسي: اكتشفت أننا بفقد إسماعيل قد أقمنا صرح محبة في أحزاننا

حمود الشايجي: أشكره على كل الذي تعلّمته منه... والعلم الذي غرسه في نفسي

خالد النصر الله: إن حزن إسماعيل لا يتكرر وفقده لا يعوّض والشوق مؤلم ومستمر

 فهد إسماعيل: مَن يُرد أن يعرف أبي... فليقرأ له


مثلما يليق بإنسان ملأ الدنيا إبداعا وحلما ونقاء ومحبة... أقامت مكتبة «تكوين» في القاعة المستديرة في مركز جابر الثقافي مساء أول من أمس احتفالية تأبين للروائي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، تضمنت العديد من الكلمات التي ألقاها بعض من أصدقاء ومحبي وأهل الراحل، تكريما وتقديرا لدوره الرائد في تأسيس منهج متميز لفن الرواية الكويتية، في أجواء غلب عليها طابع الحزن والألم، الذي شمل جميع الحضور، كما تضمنت الاحتفالية معرضاً مصوراً لأغلفة مؤلفات الراحل.
والاحتفالية أدارتها الروائية بثينة العيسى، من خلال مقدمتها الأدبية المؤثرة، تلك التي استطاعت من خلالها تلخيص الكثير من الصفات التي تمتع بها الراحل.
وقالت العيسى: «ثمانية وسبعون عاما يا إسماعيل وأكثر من أربعين مؤلفا في الرواية والمسرح والنقد، ثم تدير ظهرك للعالم وترحل بكل الهدوء الممكن، عشت قارئا، كاتبا، صديقا، محبا، وارفا، مثل نخلة... ولم يخطر لنا أن ظلك الذي ترامى من المحيط إلى الخليج سيغيب في يوم، بدوت عصيا على الموت، حتى ما عدنا نفهم رحيلك، ها أنت ترحل إسماعيل، ولكنك لم تمت، لأن الكاتب الحقيقي لا يموت أبدا».
كي تُستهل الفعالية بعرض فيلم تسجيلي تطرق إلى بعض الملامح الإنسانية التي ميّزت الراحل، إلى جانب الاستماع إلى آرائه الفلسفية في الحياة والإبداع، واسترجع الفيلم بعضا من الذكريات المتعلقة بلقاء الاثنين الذي ينظمه مركز الشيخ جابر الثقافي أسبوعيا وكان ضيفا على إحدى جلساته، وحديثه – رحمه الله- عن الكتابة والقراءة والمعرفة.
ومدير مركز الشيخ جابر الثقافي فيصل خاجة تحدث عن دور الراحل في إرساء دعائم الكثير من المشاريع الثقافية، ليصفه بالكاتب والمناضل الحقيقي في زمن فقد معناه الحقيقي، موضحا أن إسماعيل كتب 3 ملايين كلمة باقية، والذي ظل لآخر لحظة من عمره معطاء، وقال: «لم نقرأ عنه أي كلمة معيبة، في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، فكل هذا الزخم 10 آلاف تغريدة وتعابير مختلفة تمدحه وتذكره بالخير رغم أنه لم يكن سياسيا ولا فنانا أو رياضيا».
وأضاف: «بقدر الألم نرى الأمل، فالزخم الذي صاحَبَ رحيل إسماعيل كان استثنائياً إذ لم يسبق لأديب في مجتمعنا حَصد كل هذا الحب الجارف والصادق من الجماهير متمثلاً في تصدر خبر وفاته لـ (ترند) منصة التواصل الاجتماعي (تويتر) ليوم كامل بآلاف التعليقات مختلفة الصياغة متفقة المشاعر ولا عجب، فعلى مدى مسيرته الممتدة لأكثر من نصف قرن من الزمان انشغل إسماعيل بنثر حبوب المحبة في كل الأرجاء، فكان الحصاد يوم الحصاد، أليس هو القائل بأن علاقتنا بالأشياء مرهونة بمدى فهمنا لها، لذا كانت علاقته بالإنسان بمعزل عن كل تصنيفاته هي علاقة حميمة انعكست على مشاعره تجاه الجميع في الغياب قبل الحضور، فالوصف الاعتيادي لكل شخص بمعرض حديثه عنه هو «الجميل»، كان جميلاً فرأى الوجود بأكمله جميلاً».
واستطرد قائلا: «كاتبنا النوعي، عذراً إن لم تسعفني العبارات، كيف لها أن تسعفني بعد أن كانت تأتمر بأمرك ناسجاً منها حكايا ليست كغيرها، كيف لها أن تسعفني وأنت القائل بأن عرض الفكرة المكثفة من دون الإخلال بالمضمون يتطلب تركيزاً استثنائياً، من أين لنا بهذا التركيز في فقدك الموجع، يا أيها الجميل الحقيقي، نبراتك ومفرداتك الخاصة بك لا تزال تملأ كل الأرجاء، تداعياتك، حوارك مع ظلك يملآن أرجاء الذاكرة».
والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة كان له كلمته التي قال فيها: «ها قد رحل إسماعيل فهد إسماعيل عن الدنيا رحل أبو الرواية الكويتية... لكنه رحيل نسبي، أو ربما لا رحيل، فالحاضر الغائب كان شغله الكلمة، وبلورة المواقف المبدئية من خلال النص والكلمة التي طارت في سماء الرواية العربية».
 وأضاف: «إسماعيل فهد ليس روائيا فقط، إنه حالة إنسانية متوقدة لم تتوقف عن الكتابة، اختزلت الأمل والألم والحزن والفرح، والمعاناة والخلاص»، وأضاف: «حاول إسماعيل جاهدا تفسير معنى الحياة معنى الحق، معنى الكبرياء معنى الإنسانية... إسماعيل حالة كويتية- عربية استثنائية جاوزت غزارة الإنتاج إلى تأصيل معان كثيرة حاول كل منا عبر سنوات عديدة أن يجد لها تفسيرا ومعنى».
وعبر كلمات شاعرية تنضح بالألم والمودة قال الكاتب محمد جواد: «لقد أينعت برحية إسماعيل السامقة وتدلّت عذوقها فكانت (البقعة الداكنة)، أودعها ورفع رأسه فرأى (السماء زرقاء)، فاستراح مطولاً عند«المستنقعات الضوئية»، ثم شد«الحبل»ليرحل لاحقا نحو«الضفاف الأخرى»، داهمته الفجيعة فكتب«ملف الحادثة 67»، وظل ينظر بقلبه النابه لما حل بــ (الشياح)، لملَمَ شتاته واشتاق لــ (الأقفاص واللغة المشتركة)، ثم توجه ليستعيد الماضي فوجد (النيل يجري شمالاً) ببدايات السرد الطويل، ثم حاكى (النواطير على النيل). ورجع ليلتقي (الطيور والأصدقاء) ثم خطا خطوة مغايرة في الحلم الطويل ليُعد مسرحيته«النص»، عاد والتفت حواليه ليثمن جهد أحبّته ومريديه فكتب القصة العرب في الكويت، ثم تحرك نحو المسرح ليجد الفعل والنقيض في أوديب ويناجي سعد الله ونوس بكلمته وفعله بالمسرح، ثم يعود ليكمل حكاية مصر فيروي عن (النيل طعماً ورائحة).
وأضاف:«تتعاظم المصائب وتستباح الكويت في ليل غادر، فتولد من رحم الآه (إحداثيات زمن العزلة)، حيث كانت (الشمس في برج الحوت)، فصار (للحياة وجه آخر) وتكون المشاعر كلها (قيد الإنشاء) فتنشأ (دوائر الاستحالة) في ذاكرة الحضور لتكتمل صورة (الأبابيليون) ثم يبدأ (العصف)، تهدأ النفوس، ليتذكّر ما (يحدث أمس)، فيطير نحو (سماء نائية)، ويبقى «بعيداً إلى هنا» مستظلاً بــ (الكائن الظل) ويردُّ الجميلَ لمبدعين مُغايرين كما يراهم، فيضيء بحبره اسم علي السبتي كـ (شاعرٍ في الهواء الطلق)، ثم يأتي دور رفيقة القلم ليلى العثمان لتكون حكاية في (ما تعلمته الشجرة). بعدها يُعلن لنا أن (للحدث بقية) فهو حتما يرى (ما لا يراه النائم) ويعطر أجواءه بـ(مسك) فيجلس ليتأمل (عندما رأسك في طريق واسمك في طريق آخر)، يستقرئ الأيام؛ ويقف (في حضرة العنقاء والخل الوفي)، ويستذكر من غادر ليُلوّح لـــ»طيور التاجي«باعثاً لهم السلام مخبراً إياهم بأنّ العرض لم يبدأ بعد، حتى استطاب له أن يتغنى بالشعر، فكان (الظهور الثاني لابن لعبون)، ثم وعلى حين شوق.
إسماعيل سنواصل كما كنا معك، نُعاهدك».
وشبّه الروائي طالب الرفاعي الراحل بالبرتقالة التي إن عصرتها تحصل على شرابا طازجا لذيذا، وأن هذه البرتقالة تعطي عصيرها في أي مكان وجدت فيه سواء في الكويت أو العراق أو مصر، كما شبّهه بالبحر الذي تصب فيه كل الأنهار بسبب تواضعه، فله القدرة على استقطاب الأنهار الصغيرة لتصب فيه، كما أكد أنه كالنبتة أو الشجرة التي تظل خضراء وتعطي ثمارها بلا انقطاع، مشيرا إلى إنتاجه لأكثر من 40 مؤلفا واحتضانه للأدباء الشباب، وصداقته الخالدة ليلى العثمان.
والكاتبة الدكتورة إقبال العثيمين قالت: «في الأسبوع الماضي شاهدت فيديو لإسماعيل، يتحدث فيه عن روايته السبيليات، قال فيه: ان دور الكاتب أو الروائي بشكل عام، ليس الكتابة فقط إنما هو أن يؤثر ويترك أثرا في النهاية! وأنا أشهد بأنه قد أدى هذا الدور، وبجدارة... الحديثُ عن إسماعيل الروائي والكاتب المناضل والمثقف اليسارى هو حديث يحملُنا إلى رؤية الفن كما فهمه وجسّده من حيث الارتباط الوثيقِ بمجالاتِ الحياة وتنوعها. كان مناصرا للعدالة، وعاملا على ترسيخ هذه العلاقة الجدلية تحديدا بسبب موقفه المنحاز للفقراء والكادحين، مدافعا عن قضايا وتطلعاتِ الجماهير الشعبية، فقد كان ملتزما بالدفاعِ عن قضايا سياسية متعددة، منها قضية البدون، ومقاومة الغزو العراقي، والهم الفلسطيني والعربي بشكل عام».
وأضافت قائلة: «فلم يكن إسماعيل ناطقاً باسم النص فقط، بل كان دائماً يسعى إلى تغيير الواقع عبر وعيه له واستخدامه للمنهج المادي الجدلي في اكتشافه من زاوية أخرى».
وتذكرت الظروف التي تعرفت فيها على الراحل: «بعد تخرجي في بداية الثمانينات عملت في اتحاد العمال في الفترة المسائية في مجلة (العامل) الناطقة باسم الاتحاد. كان رئيس تحريرها آنذاك، المرحوم الكاتب العراقي جعفر موسى؛ صديق اسماعيل الحميم وتوأم روحه والساكن منزله وبطل روايته»يحدث أمس ومن خلال جعفر تعرفت على إسماعيل وروانة زوجته آنذاك.
وفى عام 1988 كنت في زيارة قصيرة للكويت قادمة من أميركا حيث كنت أدرس. وعندما حانت ليلة وداع الأهل استعدادا للسفر في صباح اليوم التالي، رن جرس الهاتف، حوالي الساعة العاشرة مساء سمعت صوت بروانة: إقبال أنتِ بالكويت؟
أنا: إي وسأسافر باجر الصبح.
بروانه: ممتاز، أنا وإسماعيل عيل سنحضر الآن لاصطحابك إلى بيتنا في بيان.
استغربت: اشلون؟! وانا وراي سفر باجر الصبح؟
قاطعتني: ما راح نأخذ من وقتك وايد. ساعة واحدة فقط. سنحضر حالا.
وبالفعل حضر إسماعيل وبروانة إلى بيتي، وذهبت معهما إلى منزلهما في بيان. وما إن دخلت صالة البيت حتى فوجئت بالحشد غير المتوقع من كتّاب وصحافيين كنت أسمع بأسمائهم وقرأت لمعظمهم لكني لم أتخيل أن أراهم جميعا أمامي في منزل إسماعيل!
علمت بعدها بأنهم زوار ملتقى للقصة في الكويت. وكان بين الحضور غالب هلسا، وفؤاد التكرلي، وجبرا إبراهيم جبرا، وحنا مينة، وجمال الغيطاني وآخرون. ووسط عزف للفنان سليمان زيمان على ما أذكر وجدت إسماعيل يعلن للجميع:
أقدم لكم بطلة «النيل الطعم والرائحة». وكانت الأمسية احتفاء بتلك الرواية.
واستطردت: «بين ذهاب الفكرة وإياب الواقع المعاش يكمن إحساسه بكتاباته وشعوره بالإلهام، في فتره الغزو العراقي كان قد اتخذ من منزل والده في منطقة الروضة ق 2 مركزا لمجموعته المسلحة، بينما كنت أعيش مع عائلتي في المنطقة نفسها، ولكن في قطعة5، ولا تفصلنا سوى المدرسة التي تم بها أول إنزال للجنود بالهيلكوبتر صباح الثاني من أغسطس، بالإضافة إلى مخفر المنطقة الذي كان قد احتل أيضا من قبل الجنود. وكان كل عمل من أعمال المقاومة مما تقوم به مجموعة إسماعيل في الروضة ضد جنود الاحتلال، يتسبب في معاقبة أهالي المنطقة كلها عليه بقسوة، سواء بحرق بيوت أو تعذيب أو قتل أو غيرها من وسائل الانتقام».
وختمت بقولها: «لم يكن إسماعيل مجرد كاتب يسجل أفكاره من خلال رواياته، بل إن تجربته الحياتية الثرية غير المعزولة عن فكره الذي حمله، كفلت له العيش في رواياته والتفاعل معها وتحويلها إلى تجربة روحية يعجز الكثير من الكتاب على مجاراتها.
وأكد فهد إسماعيل«نجل الراحل»، أن من يرد معرفة والده فليقرأ له، ومن يرد أن يتعرف على وجوده فليقرأ له، مؤكدا أنه لم يفهم والده الراحل إلا حينما أصبح قارئا لأعماله، مؤكدا أن والده لم يرحل ولكنه موجود بيننا.
وقال الشاعر دخيل الخليفة: لكل منا حصة في قلب إسماعيل، كما أن له حصة كبرى في قلوبنا، وقال: «كنا نراه يمتلك قلب طفل يحب ولا يكره»، ثم قرأ نصا شعريا، كتبه عام 2010، أثناء حضوره لإحدى جلسات الملتقى الثقافي في بيت طالب الرفاعي.
وبكلمات قليلة ومؤثر تغلبها العبرة والشجن ألقى الروائي سعود السنعوسي كلمته التي يرثي فيها حاله وهو لا يرى إسماعيل فهد إسماعيل جالسا في الصفوف الأولى وهو يتحدث من على المنصة، وقال: «اكتشفت أننا بفقد إسماعيل قد أقمنا صرح محبة في أحزاننا... اليوم نحن نقيم هذا الصرح الذي يليق بالراحل، كما لا ينبغي أن نبكي لأنه لم يكن يحب البكاء».
وبتأثر شديد رثى الكاتب حمود الشايجي الراحل ليشكره على كل الذي تعلمه منه، والعلم الذي غرسه في نفسه، ووعده بأن يستمر في ابتكار أدوات للحب مثل تلك التي علمه إياها، وقال بحزن تسبقه العبرات: «أبونا راح».
وألقى الروائي خالد النصر الله كلمة قال فيها: «ما من قارئ واع يستطيع مقاومة دهشته إزاء نصوصه، وما من إنسان صادق بإمكانه إخفاء خجله إذا ما تحدث إليه واقترب منه»، وأضاف: «إن حزن إسماعيل لا يتكرر، وفقده لا يعوض، والشوق مؤلم ومستمر،... بو فهد راح نشتاق لبوسو الراس، نشتاق لصوتك، نسمع رأيك، وسؤالك الدائم عن أحوال الزوجة والعيال، نشتاق لحضورك، وسوالفك».

هوامش

«في حضرة الخل الوفي»... كتاب احتفائي

أصدر مركز الشيخ جابر الثقافي في سياق احتفائه بالروائي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، كتاب «في حضرة الخل الوفي... إسماعيل فهد إسماعيل»، والذي تضمن شهادات عدة قدمها أدباء وكتاب من مختلف الدول العربية، احتفاء بتجربة إسماعيل الثرية، بالإضافة إلى رصد ما تناولته الصحف والمجلات الكويتية والعربية، من كتابات حول الراحل.
وقال المركز في كلمته: «بكل إرثه وأثره... إسماعيل لم يرحل، فلا رحيل لمن جمع الكم والكيف متجسدا في إنتاج مطبوع قوامه أكثر من ثلاثة ملايين كلمة ملأت الصفحات في أكثر من اثني عشر ألف سطر».
وأضاف: «استنار المركز بآراء إسماعيل في العديد من المواضيع ذات الصلة بفعالياته، كما حل ضيفا عزيزا على فعالية حديث الاثنين في 19 فبراير الماضي متحدثا ولساعة كاملة عن جوانب مختلفة من حياته».
واحتوى الكتاب على البدايات التي تتبعها الراحل منذ الطفولة حتى الوصول إلى مستوى الأب الروحي للرواية الكويتية، ثم توالت الشهادات التي رصدتها الصحف الكويتية والعربية، تلك التي تقول ما يجب قوله في إنسان جمع الإبداع الحقيقي والصدق الإنساني، والضمير المتيقظ والقلب المحب لكل ما يحيط به، في شخصه.
كما وُزّع على الحضور إصدار المركز «الرزنامة» والتي فيها تغطية صحافية لاستضافة إسماعيل في سلسلة «حديث الاثنين».

ليلى العثمان... وألم الفراق الذي لا يطاق

لم تتمكن الروائية ليلى العثمان من إلقاء كلمتها في الاحتفالية، بسبب تأثرها الشديد بفقد صديق رحلتها الإبداعية، الذي لم يفترقا منذ سنوات طويلة، وقد تشاركا هموم الإبداع في أكثر من موقف، كما أنهما كانا يلتقيان بشكل منتظم يكاد يكون شبه يومي ، يتبادلان الحديث حول مختلف القضايا المتعلقة بالإبداع والمجتمع.
وقد لاحظ الحضور على العثمان التأثر الشديد لدرجة الإعياء، وعدم القدرة على مواجهة الموقف الذي ترى فيه إسماعيل في حضرة التأبين، بعدما كانت تراه بحيويته ونشاطه الذي لم يخفت حتى في آخر لحظة له في الحياة.

 
دموع وشهقات...  زلزلت هدأة القاعة المستديرة

حينما طلبت الروائية بثينة العيسى الوقوف دقيقة حدادا على وفاة إسماعيل، وفيما الصمت مطبق على القاعة المستديرة، تعالت العبرات المكتومة والشهقات المؤلمة من أفئدة أهل ومحبي الراحل، كما أن الكلمات التي ألقاها أصحابها من الأدباء والمثقفين، لم تخل في معظمها من دموع وتأثر وصل إلى درجة أن البعض لم يتمكن من استكمال كلمته.

يمشي الحرف مزهواً... إلى إسماعيل فهد إسماعيل

|  دخيل الخليفة  |

بطفولة السبعين تبتكر الخصوبة وحبها المجنون/‏‏ يمشي الحرف مزهوا على وتر التفاصيل الأثيرة في حكايات الهنود الحمر/‏‏ والموتى/‏‏ وأشباح الظلام/‏‏ وظل لينين المحنط في سماء الساحة الحمراء/‏‏ تمشي الأرض إلى إسماعيل نحو الا نهاية/‏‏ يقتفي أثر الوعول على السطور/‏‏ يصيبها بنباهة الممسوس بالمدن الفقيرة/‏‏ بانحياز الشكل للمضمون في ألم القرى/‏‏ وبصوته المبحوح مؤتلفا بمفردة الـ «... هلا»... بشرى النهار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي