رابطة الأدباء استضافت الملتقى الثاني لجمعيتهم

مترجمون كويتيون: الترجمة تحتاج لبيئة مناسبة كي تزدهر

تصغير
تكبير
  •  الجسمي: حال الترجمة الراهن غزارة في الكم لم تقابلها  غزارة في الكيف 
  • الشطي:  الوضع الثقافي الحالي  لا يسمح بازدهار الترجمة بسبب مناخ منع الأدب العالمي في الكويت 
  • فخرالدين:  أصبحنا نعيش في عالم متخم بالمترجمين  إلى جانب سطوة  الترجمة الآلية   
  • بن ناصر:  الترجمة تبني جسوراً  بين الجماعات البشرية وحلقة وصل  بين الحضارات

احتفت جمعية المترجمين الكويتية بيوم الترجمة الدولي، بتنظيم الملتقى الثاني للترجمة، الذي أقيم على مسرح الدكتورة سعاد الصباح في رابطة الأدباء الكويتيين في العديلية أول من أمس، استجابة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2017 بالاحتفال باليوم على مستوى العالم نهاية شهر سبتمبر من كل عام.
وشارك في الملتقى بأوراق بحثية رئيس قسم الفلسفة في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الجسمي، ورئيس جمعية المترجمين الكويتية الدكتور طارق فخرالدين، وأستاذة اللغة الإنكليزية في جامعة الكويت الدكتورة عائشة الشطي، وأستاذ الترجمة في جامعة الكويت الدكتور محمد بن ناصر، وأدارته مترجم أول اللغة الإسبانية في الديوان الأميري ضياء بورسلي.
الجسمي وضع في ورقته البحثية، مقارنة بين وضع الترجمة في الفترة التي ازدهرت فيها، والممتدة من منتصف القرن 19 وحتى منتصف القرن 20، وبين الوضع الحالي للترجمة.
وأوضح أن الترجمة ازدهرت في مصر في عصر حكم محمد علي وقيامه بالتحديث. وكان لرجال الإصلاح الديني أمثال رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده، الدور الكبير في الترجمة المتعلقة بالتجربة الأوروبية إلى العربية، وأوضح الجسمي أن الترجمة وجدت بيئة راغبة في التحديث بعد سنوات طويلة من التخلف، وكان لرجال الدين الإصلاحيين الدور الكبير في نهضة الترجمة.
 وتطرق إلى ظهور حركة القوميين في القرن العشرين، وعلاقتها بالأفكار الأوروبية، ومساهمتها في رواج الترجمة ونشر الثقافة العلمية وتطوير التعليم.
وأشار الجسمي إلى الوضع الراهن للترجمة من خلال الغزارة في الإنتاج، من خلال مراكز الترجمة والمترجمين، نتيجة وجود الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والانفتاح على ثقافات العالم، منوهاً إلى أن هذه الغزارة في الكم لم تقابلها غزارة في الكيف. وقال: «لا توجد خطة واضحة ترافق هذا العدد الهائل من الكتب المترجمة»، وأن سبب ذلك «ضعف التعليم وتسييسه وتراجع الواقع الثقافي وسيطرة الفكر الأصولي».
وتطرقت الشطي إلى دور الترجمة في نشر التراث العالمي، مؤكدة أن أي تقدم ثقافي وأدبي لا بد أن يقابله ازدهار في عملية الترجمة، ومثال على ذلك ازدهار الترجمة في العصر العباسي.
وكشفت الشطي أن الوضع الثقافي الحالي لا يسمح بازدهار الترجمة، بسبب مناخ منع الأدب العالمي في الكويت.
 وبيّنت أن ترجمة أعمال الأدب العالمي تساعد في عبور النص الأدبي خارج حدوده المحلية، وتصنع إرثا عالميا يساهم في حوار الحضارات، وقالت ان «ترجمة الأدب العالمي تطرح الكثير من الأسئلة التي تدور حول جودة الترجمة من اللغة الاصلية إلى اللغات الأخرى».
ووضعت الشطي أسسا للمترجم المتقن لعمله، ومنها «الإلمام ليس فقط بلغة النص الأدبي، وإنما بثقافته أيضا».
وتحدث بن ناصر عن ثقافة المترجم، موضحا أن «الترجمة تبني جسورا بين الجماعات البشرية، وأنها حلقة وصل بين الحضارات، وناقل الثقافة واساس نهضة الشعوب»، ضاربا العديد من الأمثلة للاختلافات بين المعنى الإنكليزي للترجمة والمعنى المقابل له في العربية.
 ودعا إلى عقد ندوات ذات طابع لغوي لتثقيف المترجم، لكي لا يضحي بلغته ولا يقلل من شأن اللغة الأخرى، والإلمام بالمصطلحات نحويا ودلاليا.
 وأشار فخرالدين إلى واقع الترجمة حيث «أصبحنا نعيش في عالم متخم بالمترجمين»، وتطرق إلى سطوة الترجمة الآلية واهتمام المؤسسات الكبرى بها، واهتمام عدد كبير من الناس حول العالم بها، من خلال المواقع والبرامج على غرار «غوغل».
وقال «رغم أن جودة الترجمة الآلية قد تصل إلى 80 في المئة، إلا أن الناس يقبلون عليها ويحاولون سد الثغرات في الترجمة، من أجل الانفتاح على لغات الثقافات الأخرى في حياتهم اليومية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي