... أكثر ما يفتقده برشلونة

No Image
تصغير
تكبير

في «دربي مدريد» وفي مختلف مباريات «العملاق الكاتالوني»... ظهر جلياً بأن الـ «ليغا» تعيش نوعاً من «النقص»

عندما انتقل قائد المنتخب الإنكليزي السابق ديفيد بيكهام إلى الولايات المتحدة الأميركية في العام 2007 للالتحاق بصفوف فريق لوس أنجليس غالاكسي، اعتبرت الخطوة بمثابة التمهيد لنقل كرة القدم في «بلاد العم سام» إلى مستوى أعلى.
بعد سنوات، تبيّن بأن «تجربة بيكهام» لم تكفِ لتحقيق النقلة التي كان يُنظر إليها بعين واثقة.
فخلال السنوات الخمس التي أمضاها في الولايات المتحدة، أعير لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي السابق، إلى ميلان الإيطالي مرتين في 2009 و2010 حيث خاض في الأولى 18 مباراة وفي الثانية 11 مباراة، قبل أن ينهي مشوار في الملاعب ضمن صفوف باريس سان جرمان الفرنسي عن 38 عاماً.
هذا لا يعني بأن بيكهام، الذي كان له مرور سابق في ريال مدريد الإسباني، فشل في «التجربة الأميركية»، بل ثمة تسليم بأن ثمارها جاءت محدودة، خصوصاً أن اللاعب لم يطب له المقام في الولايات المتحدة كلاعب، فقفل عائدا إلى «القارة العجوز» حيث يُنظر إلى كرة القدم بنظرة مختلفة عما هو عليه الحال في بلاد تعشق أساساً كرة السلة وكرة القاعدة (بيسبول) وكرة القدم الأميركية والهوكي على الجليد.
اللافت في تجربة «سبايس بوي» مع غالاكسي أن الأندية المنافسة لفريقه كانت متحمّسة جداً لقدومه، خصوصاً أن القيّمين عليها اعتادوا بصفة دائمة وضع نصب أعينهم هاجسين اثنين، يتمثل الأول في منح القوة إلى مسابقة الدوري التي يخوضون غمارها في بلاد لا تمثل كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية فيها، والثاني في تحقيق الأهداف المباشرة أي الفوز بالمباريات والألقاب.
وبالانتقال من أميركا الشمالية إلى أوروبا، فإن مقاربة الواقع تختلف تماماً، فكرة القدم تمثل اللعبة الأكثر شعبية في «القارة العجوز»، وتتركز طموحات الأندية «النهائية» في تحقيق الإنجازات وإصابة النجاح من خلال أعمالها التجارية والنتائج التي تحققها في أرض الملعب.
في مباراة «دربي مدريد» التي جمعت بين ريال وأتلتيكو، قبل أيام، ضمن المرحلة السابعة من الدوري الإسباني وانتهت بالتعادل السلبي، وفي مختلف مباريات برشلونة، ظهر جلياً بأن الـ«ليغا» غير مكتملة، أو قل إنها تعيش نوعاً من «النقص».
هذا النقص يتمثل، من دون شك، في غياب البرتغالي كريستيانو رونالدو عن «المشهد الإسباني» بعد تسع سنوات كاملة أمضاها في «سانتياغو برنابيو» متألقاً، إلى أن بات رمزاً للنادي، لا بل أيقونة للدوري إلى جانب غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي.
رحيل رونالدو جعل الدوري الإسباني يسأل عن أكثر من «المنافسة»، تماماً كما الدوري الأميركي الباحث دائماً عمّا هو أبعد من حدودِ صراعٍ بين الأندية.
صحيح أن مقاربة كرة القدم في أوروبا تختلف عمّا هو الحال في الولايات المتحدة الأميركية، غير أن برشلونة نفسه يحتاج إلى رونالدو كي يرفع سقف المنافسة ويعزز حضور الـ«ليغا» كبطولة تنافس الدوري الإنكليزي الطاغي، وبالتالي التمسك بعنصر الجذب الذي أمّن للمسابقة متابعة غير مسبوقة وفرض، أحياناً، اعتماد توقيت «مختلف» للمباريات يناسب المشاهدين في القارة الآسيوية تحديداً.
وكان للآية أن تنقلب تماماً فيما لو رحل ميسي عن برشلونة، واستمر رونالدو «يتيماً» مع ريال مدريد، خصوصاً وأن تأثيرهما واحد ومتعادل على المسابقة التي عاشت أمجادها، في السنوات الأخيرة، بفضل تألقهما.
لن يأتي ذاك اليوم الذي يُقدِم فيه برشلونة على المساهمة «المادية أو المعنوية» في إتمام صفقة يبتغيها ريال مدريد، والعكس صحيح، بهدف تعزيز المنافسة في الـ«ليغا»، غير أن أكثر ما يفتقده النادي الكاتالوني، اليوم، وربما بنسبة أكبر من «العملاق المدريدي»، هو رونالدو.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي