مخاوف عراقية من اضطرابات سياسية ونقصٍ في سلع أساسية
بغداد تنوي طلب إعفاءات أميركية من بعض العقوبات على طهران
بغداد - رويترز - أكد مسؤولون في الحكومة والبنك المركزي في العراق أن اقتصاد البلاد يرتبط بإيران ارتباطاً وثيقاً للغاية، إلى حد أن بغداد ستطلب من واشنطن السماح لها بعدم التقيد ببعض العقوبات الأميركية المفروضة على جارتها طهران.
وبعد فرض العقوبات الأميركية على طهران مطلع الشهر الجاري التي ستليها دفعة ثانية في نوفمبر المقبل، بات العراقي في موقف صعب، فهو يستورد إمدادات مهمة من حليفته إيران، لكن الولايات المتحدة وهي حليف رئيسي آخر له تقدم له المساعدات والتدريبات الأمنية.
وسيمثل طلب بغداد للإعفاء من العقوبات تغيراً مهماً في الأساليب السياسية التي يتبعها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وأفاد المسؤولون أن وفداً سيسافر إلى واشنطن لطلب إعفاءات من تطبيق العقوبات، لكنهم لم يفصحوا عن موعد الزيارة.
وقال مسؤول في البنك المركزي العراقي «الحكومة تخطط لطلب إعفاء من واشنطن. سيحدث هذا قريباً».
من جهته، ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن الوزارة تبحث السياسة الإيرانية مع شركائها في أنحاء العالم، مضيفاً «قدمنا نفس الرسالة إلى جميع الدول في العالم، وهي أن الرئيس (دونالد ترامب) قال إن الولايات المتحدة ملتزمة التزاما كاملاً بتطبيق جميع عقوباتنا».
وتابع: «العراق بلد صديق وشريك مهم للولايات المتحدة، ونحن ملتزمون بضمان استقرار العراق وازدهاره».
ويخشى المسؤولون العراقيون من حدوث نقص في سلع أساسية إذا التزمت بغداد بجميع العقوبات، وقد يسبب ذلك اضطراباً سياسياً في وقت دقيق تشهده الساحة السياسية العراقية.
ويستورد العراق مجموعة كبيرة من السلع من إيران، تشمل الأغذية والمنتجات الزراعية والأجهزة المنزلية ومكيفات الهواء وقطع غيار السيارات.
وبلغت قيمة البضائع التي استوردها العراق من إيران نحو ستة مليارات دولار في الاثني عشر شهراً المنتهية في مارس 2018، بما يمثل نحو 15 في المئة من إجمالي واردات العراق في 2017.
كما أن هناك عقودا للطاقة بين البلدين تساهم في التجارة التي بلغ حجمها 12 مليار دولار العام الماضي.
وأوضح المسؤولون أنهم يطلبون من كل وزارة أن تضع قائمة بالواردات الضرورية للاقتصاد العراقي، من أجل طلب إعفاءات لتلك السلع.
وبموجب العقوبات، لا يمكن للبنوك والحكومة العراقية الدفع لحكومة إيران أو كياناتها بالعملة الأميركية.
وفي هذا الإطار، ذكر مسؤول في البنك المركزي ان البنك وزع تحذيراً على المصارف الخاصة للالتزام بالحظر المفروض على التعاملات بالدولار، لكنه سيسمح بإجراء التعاملات باليورو.
إيران تستأنف إمداد العراق بالكهرباء
طهران - رويترز - أعلنت إيران، أمس، أنها استأنفت تزويد العراق ودول أخرى مجاورة بالكهرباء منذ عشرة أيام، بعد انقطاعات في مدن عراقية أثارت اضطرابات في الأسابيع القليلة الماضية.
وكانت طهران توقفت عن إمداد العراق بالكهرباء في يوليو الماضي لعدم سداد فواتير وارتفاع الاستهلاك المحلي في إيران خلال الصيف. وأثار انقطاع الكهرباء في العراق احتجاجات في البصرة ومدن أخرى، وعزا السكان ذلك إلى ما وصفوه بفساد الحكومة وعدم كفاءتها.
واندلعت بعض الاحتجاجات في إيران أيضا خلال الأشهر الأخيرة بسبب انقطاعات مستمرة للكهرباء والمياه.
ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء عن نائب وزير الطاقة الإيراني محمود رضا حقي فام قوله، أمس، إن بلاده استأنفت صادرات الكهرباء إلى العراق.
وأضاف: «نصدر الآن 200 إلى 250 ميغاوات من الكهرباء إلى العراق وأفغانستان وباكستان».