دعت في خطبة «الأضحى» المعمّمة إلى إصلاح ذات البين ورفع البغضاء والشحناء من القلوب
«الأوقاف»: تجمّلوا في العيد وكونوا من أهل الطهر والنقاء
التقرب إلى الله بالضحايا سُنة عظيمة ووقت الذبخ من بعد صلاة العيد إلى غروب ثالث أيام التشريق
على المضحي أن يراعي الشروط الشرعية في أضحيته لتكون صحيحة مُرضية
دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية جموع المواطنين والمقيمين إلى التجمل في العيد، وأن يكونوا من أهل الطهر والنقاء، ويزينوا قلوبهم بالتقوى؛ لأنها محل نظر رب العالمين، مشددة على إصلاح ذات البين ورفع البغضاء والشحناء من القلوب.
وبينت الوزارة، في خطبة العيد التي عممتها بعنوان «يوم الحج الأكبر» عظمة يوم الحج الذي جعله الله عيداً للمسلمين، وبهجة لقلوب عباده المؤمنين، فيه جل أعمال الحج تترى، ففيه رمي جمرة العقبة الكبرى، والنحر والتحليق، والسعي والطواف بالبيت العتيق، داعية إلى الإكثار في يوم النحر وفي أيام التشريق؛ من التكبير والتهليل والتحميد عقب الصلوات وفي سائر الأوقات.
وأضاف أن، «يومكم هذا يوم عظيم، وموسم أغر كريم، يوم رفع الله على الأيام قدره، وعيد شرف الله ذكره، حرم عليكم صومه، وأوجب عليكم فطره، وألزمكم حقه وشكره؛ فإنه يوم حمد وذكر وشكران، ومغفرة من الله تعالى ورضوان». وتابعت «يجتمع فيه الحجيج في منى لأداء مناسكهم، والتقرب إلى مولاهم بإراقة دماء نسائكهم، بعد أن وقفوا بعرفات، وأدوا في مزدلفة مشعر البيات؛ ليعظموا الله ويكبروه، ويقضوا تفثهم ويوفوا نذورهم ويشكروه. وقد شرع الله لكم التقرب إليه بالضحايا، كما شرع لهم التقرب إليه بالهدايا»، مشيرة إلى إن «التقرب إلى الله بالضحايا سُنة عظيمة، وشرعة قويـمة، سنها أبونا إبراهيم، ورضيها نبينا محمد عليهما أزكى الصلاة والتسليم».
وبينت الخطبة أن «من أعظم ما يتقرب به في هذه الأيام العظيمة: نحر الضحايا ، وإراقة دم الهدايا؛ فإنها من شعائر الله، ولا يعظم شعائر الله إلا أهل العبادة والتوحيد ، وأولو الطاعة والتسديد»، مردفا، «لقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم فعلا، وأمر بها قولا، ضحى عن نفسه وعن أهل بيته، وأقام بالمدينة عشر سنين يضحي؛ طلبا لما عند الله، واستجابة لأمر مولاه حيث اقتفى أثره واتبع سنته أصحابه الكرام؛ فضحوا كما ضحى عليه الصلاة والسلام؛ فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: «كان الرجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون» [رواه الترمذي وابن ماجه]».
وذكرت الخطبة أنه «من أجل أن تكون الأضحية صحيحة مرضية، لا بد من توافر شروطها الشرعية، فشرطها الأول: أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم، وأن تكون قد بلغت السن المعتبرة شرعا، وهي من الإبل ما تم له خمس سنين، ومن البقر ما تم له سنتان، ومن المعز ما تم له سنة، ومن الضأن ما تم له نصف سنة. وأن تكون الأضحية سليمة من العيوب المانعة من الإجزاء؛ فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع لا تجزئ في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والكسيرة التي لا تنقي [أي الهزيلة]»»
وأشارت الخطبة إلى وقت ذبح الأضحية، قائلة «تذبح في الوقت المعتبر شرعا، وهو من بعد الفراغ من صلاة العيد إلى غروب شمس ثالث يوم من أيام التشريق على الصحيح، والسنة نحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى، ويذبح غير الإبل من النعم».
ووجهت الخطبة نصائح ليوم العيد، «تجملوا في العيد وكونوا من أهل الطهر والنقاء، وزينوا قلوبكم بالتقوى؛ فإنها محل نظر رب الأرض والسماء؛ فالعيد قربة وعبادة، وفرحة وسعادة، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، وأحسنوا معاملة الأهل والجيران، والأصحاب والإخوان، وابذلوا المعروف، وأغيثوا الملهوف، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، وبروا الوالدين وصلوا الأرحام، واعدلوا بين أولادكم وأزواجكم، وارحموا الضعفاء والأيتام، وأدخلوا الفرحة على كل مسلم مهموم، وأشركوا في بهجة العيد كل قلب مكلوم؛ لتعم الفرحة كل المسلمين، وتدخل البهجة جميع بيوت المنكسرين، وحافظوا على الجمع والجماعات، وأكثروا من النوافل والطاعات، وتجنـبوا المنكرات».
وتابعت، «أصلحوا في هذه الأيام المعظمة ذات بينكم، وارفعوا البغضاء والشحناء من قلوبكم، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لـمسلم أن يؤذي أخاه المسلم إعراضا وهجرانا»، سائلة الله عزوجل أن يوفق أمير البلاد وولي عهده لهداك، واجعل أعمالهما الصالحة في رضاك، وانفع بهما البلاد، وأصلح بهما العباد، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا بالأمن والإيمان، سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، ورد الحجاج والمعتمرين إلى بلادهم سالمين غانمين. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.