بورتريه / ارتياح في لبنان لتمديد مهمّة سفير الكويت
عبد العال القناعي... عميدُ الديبلوماسيين العرب في بيروت يضيء شمعةً جديدة في «بلاد الأرز»
شهدتْ العلاقاتُ اللبنانية - الكويتية أخيراً مفارقةً لافتةً في دلالاتها. ففي اللحظة التي كان السفير عبد العال القناعي يستعدّ لمغادرة بيروت بعدما أطفأ الشمعة الـ 11 على وجوده على رأس البعثة الديبلوماسية الكويتية في العاصمة اللبنانية التي وصلها في 6 - 8 - 2007، شاءتْ المصلحةُ اللبنانية - الكويتية أن يضيء عميدُ الديبلوماسيين العرب في بيروت شمعةً جديدة في مشواره الديبلوماسي في «بلاد الأرز» عبر تمديدِ مهمّته في لبنان لسنةٍ إضافية.
ورغم محاولاتِ إثارة «غبارٍ سياسي» على طريقة السجالات اليومية حول مختلف العناوين في بيروت، فإن قرارَ الكويت بالتمديد للقناعي أَحْدَثَ صدمةً إيجابية تَردّد صداها في الأروقة الديبلوماسية في العاصمة اللبنانية وعلى المستوى السياسي. ولعلّ ما قالتْه الخارجيةُ اللبنانية لـ «الراي» حين أشادتْ بـ «دور السفير القناعي، المتمرّس وصاحب الخبرة الواسعة»، وبـ «جهوده التي أبلى خلالها بلاء حسناً»، شكّل لسانَ حال جميع اللبنانيين الذين غالباً ما يتوحّدون على حبّ الكويت التي صارتْ كـ «خيمةٍ» للوحدة الوطنية في لبنان.
ولم يكن الارتياح اللبناني، الرسمي والسياسي، لاستمرار القناعي على رأس البعثة الديبلوماسية الكويتية وعميداً للديبلوماسيين العرب، من باب «المجاملات» بين الدولتين، بل نتيجة الدور الذي لعبه على مدى 11 عاماً في لبنان بـ «حُلوه ومُره»، تماماً كما هو شعار المبادرات الكويتية تجاه لبنان في الأعوام الأخيرة: «لبنان والكويت معاً ع الحُلوة والمُرة»، وهي المبادرات التي لم تنقطع وازدادتْ زخماً بعد زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون للكويت في 23 يناير الماضي.
القناعي، الذي بدأ مشوارَه الديبلوماسي العام 1981 واخْتَبَر العالم عبر أوّل مهماته في واشنطن العام 1986، كان وصل الى بيروت في أحلك الظروف يوم لم يكن جرْح العدوان الاسرائيلي في يوليو 2006 قد اندمل بعد، ورافَقَ مراحل لبنانية بالغة الصعوبة ليس أقلّها وطأةً فراغان رئاسيان، واحد في الـ 2008 استمرّ ستة أشهر وآخر في الـ 2014 استوطَن البلاد على مدى نحو 30 شهراً، إضافة الى عملية «حزب الله» العسكرية ضدّ بيروت وبعض الجبل في 7 مايو 2008 ومؤتمر الدوحة وتداعيات الحرب في سورية وأزمة النزوح وما شابه.
ولعلّ أكثر الأزمات حساسية التي جعلتْ للقناعي وديبلوماسيّته، التي اكتسبها من تجاربه في الولايات المتحدة والهند ومصر، رصيداً ما فوق عادي في بيروت ولدى المسؤولين فيها هو سهره على حماية العلاقة اللبنانية - الكويتية وصوْنها وتنْقيتها من الشوائب وخصوصاً مع الأزمة غير المسبوقة التي نجمتْ عن خلية العبدلي الإرهابية وما انطوتْ عليه من تحدياتٍ أدارها بعنايةٍ السفير الكويتي الذي ساهم في التحضير لزيارتيْن على جانبٍ من الأهمية، واحدة للرئيس عون وأخرى لرئيس الحكومة سعد الحريري للكويت، بدّدتا «سحابة الصيف» في العلاقة بين البلدين.
وهكذا، فإن حصاد القناعي الديبلوماسي وخصاله الشخصية جعلا لبنان يتلقّف قرار الكويت السيادي بالتمديد له بترحيبٍ وارتياحٍ بالغ.