وثائقي بثته «العربية» وأضاء على أهم المحطات في تاريخ «الهرم»

«هذا حسينوه»... لامس الحسّ الوطني والإنساني لعبدالحسين عبدالرضا

تصغير
تكبير

بشار عبدالحسين: والدي تعرض لقصف  جوي... وكان حاضراً في حفل تأبينه

سعد الفرج: مسؤول كويتي حذّر  نظيره الخليجي من  مغبة الجلوس معنا

حياة الفهد:  حمل الحسّ العربي  في وجدانه وجسده  عبر «باي باي عرب»

منى عبدالحسين: فقدت برحيلك يا أبي  جزءاً كبيراً من حياتي

«العربية» أضاءت على «قومية» العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا في «الحقبة الناصرية»!
فقد بثت قناة «العربية» برنامجاً وثائقياً عن مسيرة «بوعدنان»، يومي الجمعة والسبت الماضيين لمناسبة ذكرى رحيله الأولى، وحمل عنوان «هذا حسينوه».
استضاف البرنامج - على جزأين - عدداً من الفنانين والمقربين والمحيطين بالعملاق الراحل، من بينهم ولداه بشار ومنى عبدالحسين، إلى جانب حفيديه الفنان عبدالله عبدالرضا وطارق عوض، فضلاً عن استضافة كوكبة كبيرة من رفقاء درب النجاح، على غرار الفنان القدير سعد الفرج والفنانة القديرة حياة الفهد، ومحمد جابر وإبراهيم الصلال وجاسم النبهان، وغيرهم من النقاد في المعهد العالي للفنون المسرحية، بالإضافة إلى وزراء إعلام سابقين.


وكشف رفقاء الدرب الغطاء - خلال البرنامج - عن أهم المحطات في مشوار العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا، لاسيما في «الحقبة الناصرية»، حيث كان «بوعدنان» في صباه من مناصري القومية العربية.
وأوضح بشار عبدالحسين، أن والده كان يحمل الهم العربي على عاتقه، إذ قادته الحماسة إلى التطوع مع زملائه، في ما كانت تُعرف وقتذاك بـ «المقاومة الشعبية»، حيث جرى تسليحه وتدريبه بمعية زملائه المتطوعين خلال العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، لافتاً إلى أن «بوعدنان» قد تعرض لإصابة طفيفة جراء إحدى الغارات الجوية المعادية، منوهاً إلى أن والده حين عاد إلى الكويت، فوجئ بأن البيت الكويتي - وهو مقر البعثة الثقافية التي أرسلته إلى هناك - يقيم حفل تأبين له، بعد أن ظن الجميع بأنه قد توفي جراء تلك الغارة، إلا أن «بوعدنان» أذهل الجميع عند حضوره حفل تأبينه، ليكتشفوا بأنه حي يرزق.
على جهة أخرى، تطرق بشار - خلال البرنامج - إلى أنه من صُلب المعاناة قد ولدت بذرة الكوميديا في العائلة، مستذكراً بعض المشاحنات الكلامية بين جده وجدته، التي قال إنها كانت مشاحنات مضحكة جداً، لأن فيها نوعاً من الكوميديا والحسّ الفكاهي «الذي توارثناه أباً عن جد»، مؤكداً أن الكوميديا تنقلت من جيل إلى جيل في العائلة، من الأجداد إلى الآباء فالأبناء.
وكشف عن أن عبدالحسين عبدالرضا من مواليد العام 1939 في «فريج العوازم»، وبأنه امتهن أعمالاً كثيرة، حيث عمل في الميناء وفي النفط، عطفاً على أنه كان يبيع الشاي في كشك صغير على «السواقين» في إحدى المحطات، لكنه لم يستمر طويلاً في عمله هذا، خصوصاً بعد أن حطم الكشك الذي كان يملكه بنفسه حين اصطدم به، إزاء قيادته لمركبة أحد «السواقين» التي كانت مركونة بالقرب منه.
ولفت بشار إلى أن والده كان يحب الجلوس مع الفقراء أكثر من الأغنياء، وبأنه يكون مقنعاً جداً خلال تجسيده لشخصية الإنسان الفقير، وذلك لأنه عاش هذه المعاناة بكل تفاصيلها، «فأبدع بثوب الفقير وقدم أفضل أدواره، منها شخصية بوهلال في مسرحية حط الطير...طار الطير، التي تناولت قضية التفاوت الطبقي والفروقات بين الأغنياء والفقراء، في قالب كوميدي ساخر وساخط، قبل أن تتوقف بسبب شكوى تقدم بها نواب مجلس الأمة وقتذاك».
وهنا تحدث الفنان محمد جابر عن المسرحية السالف ذكرها، قائلاً: «ذهبنا إلى أمير الكويت سمو الشيخ صباح السالم، لاستئناف عرض المسرحية بعد أن قدمنا له فكرة شاملة عن مضمونها، الذي لا يمس طرفاً بعينه، وهو ما دفع سموه لإصدار أوامره بعرضها من جديد».
بدورها، نوهت الفنانة حياة الفهد إلى الحسّ الوطني والقومي في وجدان «بوعدنان»، والذي تجلى في أعمال كثيرة، مثل مسرحية «باي باي عرب»، مشددةً على أن المسرحية حملت رسائل عدة، وكانت تهدف إلى حرية التنقل للمواطن العربي في البلاد العربية.
وألقى البرنامج أضواء مكثفة على مشاركة العملاق الراحل في أعمال فنية في مصر في مطلع الستينات من القرن الماضي، حيث كان يتقاضى أجراً قيمته 10 جنيهات، يُرسل منها 8 جنيهات لعائلته في الكويت، في حين يدخر منها جنيهين فقط.
الفنان القدير سعد الفرج، تحدث عن أهم الأعمال المسرحية التي جمعته برفيق دربه عبدالحسين عبدالرضا، وأثارت حينها جدلاً واسع النطاق في الشارع الكويتي، متطرقاً إلى مسرحية «بني صامت» والتي كانت تدعو الشعب الكويتي إلى عدم المشاركة في التصويت لمرشحي مجلس الأمة وقتذاك، وهو ما أثار ثائرة البعض خلال العرض المسرحي، مشيراً إلى أنه في العام 1975 حضر مسؤول خليجي كبير للاجتماع بفريق عمل المسرحية، وكان ذلك في قصر السلام بالشويخ، إلا أن مسؤولاً كويتياً آخر حذر نظيره الخليجي من مغبة الجلوس معنا.
في السياق ذاته، استذكرت ابنة الفنان الراحل منى عبدالحسين ما كابده والدها من معاناة شديدة في بداية مشواره، خصوصاً بعد رفض والدته أن يحترف التمثيل، إلى حد رفضها للأموال التي كان يتقاضاها عن طريق الفن في بادئ الأمر، مشيرة إلى أنه زاد غضب والدة عبدالحسين عبدالرضا، حين أدّى «بوعدنان» دور «السكران» وتنّكر في زي امرأة خلال أحد العروض المسرحية، التي قدمها في مستهل حياته الفنية، مؤكدةً أن والدها كان يهوى الغناء وأنه محب لأغاني الفنانة القديرة نجاة الصغيرة، لاسيما أغنيتها «عيون القلب»، «التي دأب على غنائها بأسلوبه الكوميدي المضحك لوالدتي نبيلة الصانع». وهنا تذكرت منى عبدالحسين أغنية الفنانة أنغام «حسك في الدنيا يابا» فانسابت دموعها على فراق والدها، قائلة: «فقدت برحيلك يا أبي جزءاً كبيراً من حياتي».
وأمسك الفنان داود حسين طرف الحديث، قائلاً: «كل فنان يحلم بالوقوف أمام العملاق عبدالحسين عبدالرضا، وعندما تم اختياري للمشاركة في مسرحية باي باي لندن شعرت بفرحة عارمة إلى حد أنني لم أستطع النوم حينها»، وأضاف «بوعدنان لديه نظرة ثاقبة في رؤية المواهب الحقيقية».
بدورها، ألمحت الفنانة انتصار الشراح إلى أن بداية انطلاقتها في الفن كانت من خلال المسرحية الكوميدية باي باي لندن، حيث جرى ترشيحها من جانب الفنانة الراحلة مريم الغضبان، مبينةً أن «بوعدنان» اقتنع بموهبتها منذ الوهلة الأولى.
كما أثنى المخرج محمد دحام الشمري، على عبقرية بوعدنان في اختيار المواهب، قائلاً: «عبدالحسين عبدالرضا لديه ميزة الاستكشاف الفني، فهو يعرف الشخص الذي يقف أمامه إن كان موهوباً أم فارغاً».
وذكر الفنان أحمد إيراج أن «بوعدنان» لم يبخل على الفنانين الشباب في النصح والتوجيه، إذ كان يؤمن بالمواهب، و«بلا شك أن العمل معه بمنزلة دورة في التمثيل بشكل غير مباشر».
وتحدث إبراهيم الصلال عن مسرحية «هذا سيفوه» التي لامست التطرف الديني وموضوعات شديدة الحساسية والتعقيد، مبيناً ما كابده عبدالحسين عبدالرضا من معاناة إبان عرض تلك المسرحية، «حيث دفع ثمناً باهظاً جداً، ووجهت إليه تهم عدة، وعلى إثر ذلك صدر حكم ضده بالحبس لمدة 6 شهور مع وقف التنفيذ».
وقال وزير الإعلام الأسبق سامي النصف: «نرى في جميع أعمال الفنان القدير الراحل عبدالحسين عبدالرضا الحسّ الوطني، وتلك الأعمال اعتادت أن ترسل إشارات تنبيه لما يحمله المستقبل من مفاجآت». وتطرق رجل الأعمال الكويتي جواد بوخمسين إلى أزمة سوق المناخ في الثمانينات، والتي تضرر منها بوعدنان شخصياً، وتكبد فيها خسائر بملايين الدنانير، حيث تناول تلك المرحلة العصيبة في تاريخ الكويت عبر مسرحيته «فرسان المناخ».
أما الفنان طارق العلي، فقد أفصح عن بعض المواقف التي جمعته مع عبدالحسين عبدالرضا، في مسرحية «سيف العرب»، موضحاً أن العملاق الراحل عاش معاناة كبيرة خلال تلك العروض بسبب تعرضه لمشاكل قلبية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي