قضايا وملفات / الألعاب الفردية «الناجحة» منذ 2015... في الميزان (1-2)
1061 ميدالية دولية للرماية... في 24 عاماً
العتيبي:
- برنامج «رامي 2000» بداية المسيرة المظفرة
- ورقة عمل إجبارية قبل 3 سنوات من بداية أيِّ أولمبياد
- أكاديمية سعد العبدالله وثلاثة فروع تستقطب المواهب الصاعدة
تعتبر الرماية درَّة وفخر الرياضة الكويتية وتتفوق على الالعاب الفردية والجماعية من ناحية الانجازات والالقاب والميداليات، حيث تألقت ولمعت أولمبياً وعالمياً وقارياً، ومن الظلم مقارنتها بأي رياضة اخرى.
«الراي» التي تفتح ملف الالعاب الفردية (التي تتبع لاتحادات) وتقيِّم الناجحين فيها بمعيار يعتمد على النتائج والانجازات ومدى التطور المتصاعد خلال السنوات الاخيرة وبالتحديد منذ 2015 وذلك في حلقتين، وتسلط الضوء على كيفية اعداد ابطال هذه الالعاب وقصة النجاح التي عاشتها من خلال الرماية اولا، ثم المبارزة التي تعد ثاني انجح رياضة فردية بحسب الارقام والنتائج في السنوات الاربع الأخيرة اي عقب آسياد 2014 الذي يعتبر مقياساً للحقبة التي سبقته.
رغم حداثة عهده إذ تأسس في العام 1994، فإن نادي الرماية حصد 1061 ميدالية على الصعد الدولية كافة، خلال 24 عاما من مسيرته، بمعدل 44 ميدالية في السنة الواحدة وفق احصائية تنفرد «الراي» بنشر ارقامها.
تتوزع ابرز الميداليات، في المجمل، على 4 اولمبية (ذهبية لفهيد الديحاني في اولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وبرونزيتين في لندن 2012 وسيدني 2000 وبرونزية لعبدالله الطرقي في «ريو»)، 27 في بطولات العالم، 42 في كؤوس العالم، 138 في الجوائز الكبرى، 3 في الماسترز، 187 في بطولات آسيا، 16 في دورات الالعاب الآسيوية، 310 في المسابقات العربية، و264 في الخليجية.
رئيس نادي الرماية دعيج العتيبي تطرق في حديثه الى «الراي» عن طرق اعداد الابطال قائلاً: «تمتع كل من اسس النادي في العام 1994 بالخبرة على صعيد اللعبة، وهذا اهم اسباب النجاح. فالشيخ سلمان الحمود كان اول المبادرين الى تأسيس النادي واول رؤسائه، كان بطلا سابقا للعرب وشغل مناصب ادارية متعلقة باللعبة. اما انا، فكنت رئيسا لنادي الاحمدي للرماية والفروسية».
واضاف: «كان التحدي الاكبر يتمثل في كيفية بناء منتخبات وابطال من مواهب بدت متاحة الى حد ما لدينا لكنها غير كافية العدد».
وتابع العتيبي: «قصة النجاح بدأت في العام 1997، عندما كُلفت من قبل الشيخ سلمان ومجلس الادارة بإيجاد حل لتوفير عناصر شابة وتوسيع القاعدة وتنظيم خطة لتأهيل الرماة الى الدورات الاولمبية. قدمت خطة بسيطة تحت عنوان رامي 2000 تمتد لفترة زمنية لا تتعدى العام 2000، وتتضمن فتح الباب امام تسجيل رماة ناشئين جدد يخوضون دورة صيفية على ان نتحمل جزءا مهما من تكاليف تدريباتهم. سجل لدينا اكثر من 200 رام وزعناهم على مجموعات تتضمن كل منها 7، وكان هدفنا في النهاية انتقاء افضل العناصر».
واكد ان البرنامج استقطب رماة عالميين، منهم سعود حبيب وناصر المقلد وعبدالرحمن الفيحان واحمد العفاسي وعبدالعزيز المنديل ومنصور الرشيدي وطلال الطرقي وعبدالعزيز السعد ومحمد الهاملي وغيرهم.
وافاد: «كان لدينا في البداية رماة كبار مثل فهيد ونايف الديحاني وصلاح وزيد ومشفي المطيري وعبدالله الطرقي وخالد المضف وحمد العفاسي، وانضم الصاعدون من البرنامج الى هؤلاء، فأصبح لدينا قاعدة متكاملة بدأت بحصد الالقاب حتى جاء تتويج الجهود بأول ميدالية اولمبية في دورة سيدني 2000، لتكر سبحة النجاح بعدها». وأوضح ان استمرار الاجيال الناجحة يعتبر سياسة يحرص عليها النادي من خلال تأسيس اكاديمية الشيخ سعد العبدالله التي أُطلقت في العام 2000 وحلت بديلا لبرنامج «رامي 2000».
وكشف: «تضم الاكاديمية حاليا 300 رام ورامية من اصل العدد الكلي الذي يبلغ 500 في النادي. يتراوح عدد الرماة والراميات المسجلين لدينا كل موسم بين 200 و300، ننتقي منهم بين 10 و12 لنضمهم بشكل دائم في فئة الناشئين».
وتابع العتيبي: «لتوسيع القاعدة، استحدثنا فرعين للاكاديمية والنادي في الصباحية والجهراء وآخر كل موسم ربيع في قرية صباح الاحمد التراثية. نوفر التعليم الاساسي للعناصر الجديدة مع تعليمات الامن والسلامة والمدربين العالميين المتخصصين مثل الايطالي دانييلي والتشيكي بيتر ماليك والكازاخستاني لابيدوس».
واعتبر ان النادي عمل منذ تأسيسه كـ «فريق جماعي واحد بفضل دعم وحرص الشيخ سلمان الحمود، واضع لبنة النجاح الأولى، وكانت الخطة تتمثل في نيل ميداليات أولمبية، وهو ما تحقق».وشدد العتيبي على ان النادي الذي يضم ميدان الشيخ صباح الاحمد الاولمبي وهو بين الافضل في العالم، يعد منظومة رياضية متكاملة تم بناؤها تدريجيا، ويعمل على اعداد وتدريب الاجيال الصاعدة ويستقطب لاعبين معتزلين للعمل كإداريين وفنيّين «لان عنصر الخبرة يبقى الاهم».
وعن ماهية خطط العمل التي يعمل بها النادي، اجاب: «تعودنا قبل 3 سنوات من انطلاق اي دورة العاب اولمبية ان نعد خطة عمل نقدمها الى الهيئة العامة للرياضة التي لا ينضب دعهما لنا بقيادة مديرها العام الدكتور حمود فليطح. نسير على هذا التقليد منذ 1997 بانتظام، وفي كل دورة ننجح بتأهيل رماة وراميات. لا نعتمد فقط على الانضباط الاداري والفني واكتشاف المواهب والعمل الاكاديمي، بل تعتبر خططنا معقولة ونحرص بصرامة على ان تكون واقعية وقابلة للتطبيق وغير مبالغ فيها حتى لو عملنا بأقل من طاقتنا».
وختم: «حاليا، نسعى الى تأهيل 5 او 6 رماة الى نهائيات أولمبياد طوكيو 2020، ولدينا 12 مدربا عالميا يعملون على ذلك. نعمل من دون دخل وبنحو 30 في المئة فقط من طاقتنا المتاحة، باستثناء ما يأتينا من الهيئة العامة للرياضة، خصوصا انه لا يوجد لدينا مشاريع استثمار حتى الآن».