موعد واحد كان كافيا... «المتخفي»!

كان يلبس قبعة تغطي نصف جبهته، دخل إلى المقهى وقد وصلت هي قبله بعشر دقائق تقريبا، دخل يجر نفسه جرا بمشية لا تخلو من استهتار وكان يلبس «شورت» و «شبشب»، ألقى التحية، جلس، تحادثا قليلا. كانت الفتاة ساعتها تشعر بشعور من الريبة لأنه كان يتلفت كثيرا ويضع هواتفه «الثلاثة» مقلوبة على شاشتها.
طلبا القهوة وقبل مجيئ الطلب بقليل رن هاتفه فاستأذن تحدث قليلا ثم عاد جلس وبعد خمس دقائق بالضبط رن الهاتف مرة أخرى فلم يرد. قالت له الفتاة: رد على هاتفك يبدو أنك شخص مشغول جدا. لا بأس! رد: نعم في العمل يتصلون علي في كل وقت ولا يمكن أن أتجاهل اتصالاتهم للأسف. أحمر وجهه وضحك ضحكة حمقاء، رن هاتفه مرة أخرى، في هذه المرة رفع شاشته واستأذن، وهو يقوم من كرسي مسك هاتفه بطريقة جعلت شاشة الهاتف في مواجهة مع وجه الفتاة من دون أن يتنبه لذلك، لكنها قرأت بشكل سريع ما كتب على شاشة هاتفه لقد كان المتصل«حياتي 3»، لابد أنها من العشر الأوائل في أولوياته التعارفية النسائية.
غاب عشر دقائق، وهذا التصرف كان واضح جدا وغريبا جدا ما جعل صاحبة الموعد تضحك وتشرب قهوتها وهي تستمتع بالهراء والكذب الواضحان جدا والتمثيلية الهزلية التي وضعت فيها من دون معرفة مسبقة.
خلال غيابه قررت الفتاة أن تتصرف عكس طبيعتها فهي فتاة تؤمن بالخصوصية كثيرا، إلا أنها وبدافع جيناتها الأنثوية الملحة قررت أن تقلب هواتفه و ترى إن كان هناك اتصالات فائتة أخرى قد تكشف لها طبيعة هذا الشخص الذي تلتقيه للمرة الأولى، لعلها تفهم تفسير هذا الهراء! فعلا قلبت هاتف من هواتفه فوجدت «حياتي 2»، يبدو أنه كان منظما في تقسيمه لمحباته!على الرغم من سخافة شخصيته إلا أنه كان يستخدم الأرقام، لو علم الخوارزمي كيف استخدم الحمقى الأرقام لما اخترعها.
 المهم أكملت الفتاة آخر رشفة من القهوة، كانت قهوة فرنسية رائعة المذاق وكان موسم الشتاء يخيم فكان لابد من إكمالها، فللقهوة الأولولية دائما حتى وإن كانت برفقة الحمقى أحيانا.قامت الفتاة من الطاولة متجهة إلى سيارتها وقد لمحت ذلك الأحمق يقف بأحد أطراف المطعم يتحدث بالهاتف ووجهه مليء بالحماقة والـ «سخسخة». غادرت الفتاة المكان وتركته وبعد مضي بعض الوقت على مغادرتها، اتصل بها مرارا وتكرار لكنها زينت رقمه بـ «بلوك» ملكي من العيار الثقيل! لقد كان صاحب هذا الموعد كما يقال باللهجة الكويتية «هتلي» وقد خسر الموعد.

Twitter: maysaa_alsharif