افتتحه كامل العبدالجليل في قاعة الفنون

المعرض الصيفي التشكيلي... رؤى شبابية بأفكار متجدّدة

تصغير
تكبير

اتسمت أعمال المعرض الصيفي التشكيلي- الذي أقيم في قاعة الفنون في ضاحية عبد الله السالم- بتواصل الأعمال التي قدمها فنانون كبار مع أعمال لفنانين شباب، وذلك في سياق استلهام أفكار تتداخل فيها أعمار تشكيلية مختلفة، وبالتالي فقد بدا المعرض في ما يشبه مساحة من الإبداع الجمالي، تعكس مختلف الرؤى والأشكال.
والمعرض الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في إطار فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته الـ13، افتتحه مدير عام مكتبة الكويت الوطنية الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة الدكتور كامل العبدالجليل في حضور مدير المهرجان محمد بن رضا ونخبة من الفنانين والجمهور المتابع للحركة التشكيلية الكويتية.
ومن اللافت في الأعمال التي تضمنت المعرض، أنها احتوت على أساليب تراوحت بين الواقعية والانطباعية والتجريدية والسوريالية وغيرها، وذلك وفق مدارس تشكيلية مختلفة، ووفق خيالات وتصورات الفنانين المشاركين.
والمعرض في سياقه العام جاء معبرا عن تطور الفنون التشكيلية في الكويت، سواء من خلال الإعمال التي قدمها الكبار بأصالتها، وكذلك مجاراتها للحداثة في أشكالها المتنوعة، وذلك في أنساق تشكيلية مستوحاة من الطبيعة تارة ومن التراث تارة أخرى أو من الخيال في كثير من الأحيان.
أو تلك الأعمال التي قدمها شباب شقوا طريقهم في الساحة التشكيلية وأصبحت لهم أسماء متميزة، من خلال عطاءات فنية متنوعة وذات معان جذابة، أو هؤلاء الواعدون من شباب الفنون التشكيلية، الذين يعملون من أجل مستقبل مشرق لهم، ومعظمهم يخطو خطوات واثقة في طريق النجاح، ومن ثم فإنهم يعملون بجد واجتهاد، واعتقد أنهم الآن حازوا الكثير من التميز، بفضل أعمالهم التي يشاركون بها في مختلف المعارض التشكيلية المشتركة.
وقال العبدالجليل في تصريح صحافي: «سعدت بافتتاح المعرض الذي أطلق عليه معرض الشباب المبدع، لأنني بهرت بمشاركة 180 لوحة فنية جميلة، لـ94 من الشباب الواعد في الفنون التشكيلية، فقاعة الفنون في ضاحية عبدالله السالم ازدانت بجمال رائع... جمال العطاء الفني الكويتي الشاب الذي يبشر بخير ومستقبل باهر للحركة التشكيلية في الكويت، وإن كانت هذه الأعمال التي قدمت في مهرجان صيفي، مؤكد سنشاهد أعمالا أخرى أكثر كثافة قي المهرجانات الأخرى، مما يدل على وجود حركة فنية نشطة بعنفوان شباب يقدمون ما لديهم من رموز وتعابير وما يختلج في نفوسهم من أفكار وعطاءات جسدت في هذا المعرض، بشكل متميز».
وأضاف: «لدى شبابنا الكويتي أفكار واتجاهات وإسقاطات فنية جميلة عبروا عنها بصدق وجلاء في هذه اللوحات التي تستحق الزيارة والمشاهدة».
ومن ثم دعا العبدالجليل الجمهور إلى زيارة المعرض الذي يشي بانطلاق شباب واعد في مجال الفنون التشكيلية.
وأعلنت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تعريفها بالمعرض: «في إطار الجهود التي يبذلها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وانطلاقا من النجاح الذي حققته الأنشطة والفعاليات الصيفية في السنوات الماضية، وإيمانا من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالدور المهم للفن في المجتمع والحرص على تشجيع العطاء الفني لأبناء الكويت واستمرار إنتاجهم الفني على مدار العام... تأتي الفعاليات التشكيلية التي تستقطب عددا من الفنانين التشكيليين بمختلف أعمارهم، وتسلط الضوء على إنتاجهم الفني، وتتيح فرصة لعرض أعمالهم والتعريف بإنجازاتهم وخبراتهم المختلفة، وكذلك رصد الفن التشكيلي في البلاد ومدى تقدمها».
وأضافت: «نتطلع إلى أن يحقق المعرض الصيفي التشكيلي- والذي يأتي ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 13 والأنشطة المصاحبة له- الأهداف المرجوة منه، وأن يتيح هذا المعرض الزاخر بالفنانين فرصة حقيقية للتفاعل بين الأجيال والجهود لاستثمار فترة العطلة الصيفية بشكل مثمر وإيجابي».
وبجولة في المعرض سيتكشف لنا مدى التنوع الذي احتوت عليه أعماله ليس فقط من خلال الأجيال التي تباعدت واقتربت، ولكن من خلال الأساليب والمدارس التي اتبعها كل فنان على حدة في رصده التشكيلي.
فمن جانبها، تعبر الفنانة آمنة إبراهيم السيار عن الطبيعة الصامتة. كما قدمت الفنانة أروى سعيد الفيلكاوي رؤاها في سياق واقعي، ثم تضمنت منحوتة الفنان أسامة يحيى حسين تناسق في ما يخص الكتلة. وما قدمته الفنانة أماني عادل المياس يعد تواصلا واقعيا تأثيريا مع معالم الكويت. وجسدت الفنانة أريج حامد المسباح الأمومة التي تتميز بها سائر الكائنات على وجه الأرض متخذة من الفيلة مثالا.
والفنان إبراهيم إسماعيل استخدم تكنيك الحروفيات مع عناصر تشكيلية أخرى. وعبرت منحوتة الفنان أسامة الجاسم عن مضامين رمزية... والرؤى الرمزية كانت واضحة في ما قدمته الفنانة أنوار سيد، وتجسد التراث في أعمال الفنان جاسم محمد مراد.
وعبرت الفنانة جنان خسروه عن فكرتها من خلال توهج الألوان، واحتفت الفنانة زينب أحمد دشتي بالرمز، ومن ثم تضمنت رؤى سارة محمد حسن تداعيات رمزية متقنة، بينما تواصل الفنان سعود الفرج مع ملامح تجريدية متحركة في أكثر من اتجاه.
وتجسدت الزخارف في صورها الجمالية عبر ما قدمته الفنانة شعاع الخرينج، وتناول الفنان عبدالعزيز آرتي الرمز من منظور فني تميز بالحيوية، ورصدت ريشة عبدالعزيز الخباز الحصان في أسلوب تأثيري، والمجاميع التشكيلية ازدانت في أعمال الفنان عبدالله عادل المشعل، واحتفت الفنانة فاطمة مراد بالتراث من خلال ما قدمته من أعمال، وتواصلت أعمال الفنان محمد حسين خاجة مع التراث في أشكال رمزية.
بالإضافة إلى ما قدمته الفنانة مريم الشطي من تجريد متفاعل مع الخيال، إلى جانب التناسق اللوني في أعمال الفنانة منى محمد المرشد. ورصدت الفنانة موضي المسعود التراث من خلال البيوت القديمة، والسوريالية عبرت عنها أعمال الفنانة نوف جاسم العوضي، كما أن الرمز في إطلالته الخيالية جاء في سياق ما قدمه الفنان يعقوب يوسف إبراهيم.
وتضمن ما قدمه الفنان عادل خلف تنوعا دلاليا يخص الرمز، إلى جانب ما اتسمت به رؤية الفنان سمير الزنكي من استلهام التراث، والتجريد المتماهي مع الخيال في أعمال الفنان لقمان الكندري، إلى جانب الكتلة اللونية المفعمة بالحركة في أعمال الفنان فهد المويجد، والتواصل مع قديم الكويت من خلال أعمال الفنانة فاطمة محمد غريب.
هكذا اتسمت أعمال المعرض في معظمها بلوحات رسمتها أنامل شابة، ومن ثم احتوت على الكثير من الأفكار، تلك التي احتفت بالحياة بقدر كبير من التنوع في استخلاص الرؤى، والبحث عن ملامح جديدة للواقع، من خلال الخيال، والتنقل الحسي بين الأماكن والطبيعة والموجودات التي تعج بها الحياة، ومن ثم فقد بدت الأعمال متوهجة بالحيوية، وهي كما أكد العبدالجليل، تستحق المشاهدة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي