1990... الوقوف في وجه جبروت القوة

تصغير
تكبير

لربما كان الخميس الماضي 2-8-2018 ذكرى تاريخ احتلال الكويت... رقما وتاريخا يشكل صدفة غريبة فاليوم هو ذاته الخميس والتاريخ هو الثاني من الشهر ذاته والمتغير هو السنة.
ان ذاكرة الكويتيين تعود لصباح الثاني من أغسطس من عام 1990، ففي ذلك اليوم وقبل أن ترسل شمس ذلك الصيف الحارق أشعتها على تراب الكويت، كانت رياح الغدر تهب من شمال الكويت، من أرض الجارة العراق، حيث قام جيشه الجرار، بمهاجمة شعب الكويت المسالم، وعبرت قطاعات كبيرة من الجيش العراقي الحدود الكويتية العراقية باتجاه مدينة الكويت وقامت بالسيطرة على مراكز رئيسية في شتى أنحاء الكويت، وبعد ساعات من الاجتياح العراقي للكويت قام مجلس الأمن الدولي باصدار القرار رقم 660 الذي شجب الاجتياح وطالب بالانسحاب الفوري للعراق من الكويت.
وتم تشكيل ائتلاف عسكري دولي مكون من 34 دولة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 678 والخاص باستخدام القوة العسكرية لاجبار القوات العراقية للانسحاب من الكويت، من دون قيد أو شرط بعد فشل كل الجهود السلمية التي بذلت خلال 7 شهور من الاحتلال العراقي للكويت.
وتم شن حرب جوية في 17 يناير 1991 ثم الحرب البرية والتي انتهت في 26 فبراير 1991 عندما بدأ الجيش العراقي بالانسحاب، بعد أن أشعل النار في حقول النفط الكويتية وبعد أن تم سحقه وهزيمته لتعود الكويت حرة ومستقلة.
ولعله من المناسب الاشارة لدور مؤسسات المجتمع المدني أثناء الاحتلال العراقي، حيث قامت بدورها في توظيف جهودها التطوعية بالتعاون مع كل أبناء الشعب من خلال أعضائها الصامدين في داخل الكويت او المتواجدين بالخارج، وكانت تتركز أعمالها في المقاومة المدنية والتكافل الاجتماعي وخدمة المناطق السكنية وادارتها، وأيضا والدور الاعلامي في ايصال الاخبار ورفع معنويات المرابطين وعملت في الخارج كذلك في انشطة وفعاليات مع مؤسسات المجتمع المدني والاعلام في كثيرمن الدول وتواصلت مع الفعاليات المؤثرة في القرار السياسي والبرلماني في الدول المختلفة للدفاع عن حق الكويت وشرعيتها وفضح جرائم الاحتلال اعلاميا ودعم القرارات الدولية والشرعية الدستورية في سبيل تحرير الكويت.
سيسجل التاريخ للكويتيين أنهم وقفوا صفا واحداً في وجه العدوان، وواجهوا أشد المحن ضراوة فلم يستكينوا، ووقفوا في وجه جبروت القوة ولم يخضعوا، وأن المعتدين لم يجدوا فيهم ثغرة ينفذون منها إلى ضرب وحدتهم وتماسكهم رحم الله شهداءنا الابرار وحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي