من يراقب التحركات التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، والمكانة التي حققها للكويت خلال السنوات الماضية والقدرة المثيرة للإعجاب على تخطي كل حقول الألغام والمطبات والعراقيل الداخلية والخارجية... السياسية والاقتصادية والعسكرية والطائفية. من يراقب هذه التحركات ويربطها ويختمها بالزيارة التاريخية إلى الصين في ظل اضطراب منظومة العلاقات العالمية حالياً، يدرك أن صاحب السمو أمير البلاد يكرر مسيرة جده الأكبرالمغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الكبير الذي دق أوتاد استقرار دولة الكويت وضمن لها أمنها وسيادتها واستمراريتها في زمن تلاشت فيه دويلات ومشايخ كثيرة في المنطقة لم تعد تذكرها حتى وريقات قليلة في كتب التاريخ، اللهم إلا عبر أسطر معدودات. إلا أن الاتفاقية التي أبرمها مبارك الكبير سنة 1899 مع الإنكليز، أضف إلى ذلك منظومة علاقاته وتحركاته بين حقول الألغام والقوى الكبرى آنذاك باحتراف مثير للإعجاب أعطت الكويت تلك الجرعة من الاستقرار والتي ما زلنا نستفيد منها حتى اليوم.
الآن... الابن يكرر ما فعله الأب، ويخط صاحب السمو باحتراف شديد طريقاً من الاستقرار والأمان للكويت، ربما لمئة عام كاملة مقبلة، سيتذكرها الأبناء والأحفاد وأبناء الأحفاد، مثلما نذكر حتى اليوم وندرس كل يوم في العلوم السياسية تلك الحقبة.
إن الأحداث التي واجهتها المنطقة خلال السنوات الماضية والانقلابات في التحالفات والعلاقات، بكل ما رافق ذلك من ارتباكات تزامنت مع تغييرات مفاجئة في سياسات دول كبرى، لم تعط الأمان المطلق يوماً لحلفائها. كل تلك الأحداث والظروف عززت انتهاج الكويت خطين مهمين متوازيين، أولهما تعزيز العلاقات الكويتية ـ البريطانية والعناية بهذه الشجرة الوارفة الظلال، والأمر الآخر هو مشروع «الحرير» بكل رياح الربيع المريحة التي تهب معه وتفتح أبواباً ومتنفسات جديدة لها انعكاسات كبيرة على استقرار وأمن بلادنا.