أول رحلة تزاوجيِّة له تتَبَع مسارها خبراء بتقنية «GPS»
هجرة الصقر باسكو... 8 آلاف كيلومتر تحليقاً ليتزاوج!
وصل الصقر الشاب باسكو أخيرا إلى وجهته، وذلك في نهاية رحلة هجرته الماراثونية الملحمية الأولى من شمال أوروبا إلى جنوب أفريقيا، وهي الرحلة التي بلغ إجمالي طول مسارها المتعرّج أكثر من 8 آلاف كيلومتر... وهي المسافة التي سيكون عليه أن يقطعها مرة ثانية في رحلة إيابه.
باسكو، البالغ من العمر عاماً ونصف العام فقط، صقر من الفصيلة البازية وكان قد انطلق في رحلة هجرته التزاوجية الأولى من شمال العالم إلى جنوبه في منتصف الصيف الماضي، شأنه في ذلك شأن جميع أقرانه من الصقور البازية البُنِّية التي تهاجر سنويا إلى جنوب أفريقيا لتتزاوج هناك وترقد على بيضها إلى أن يفقس ثم تترك صغارها هناك كي يشتد عودها في الطقس الدافئ، أما هي فتُحلِّق عائدة أدراجها إلى شمال أوروبا منتظرة أن تلحق بها تلك الصغار.
رحلة باسكو بدأت من إحدى المحميات الطبيعية في فنلندا تحت إشراف ومتابعة من جانب فريق من خبراء علم الطيور بقيادة العالم سفين كبيلج الذي قال إنهم قاموا بتثبيت جهاز تتبع عبر الأقمار الاصطناعية على جسمه ثم أطلقوه ليبدأ رحلته، بينما راحوا يتتبعون مسار هجرته يوميا مع رسم نقاط لذلك المسار على الخريطة.
وقال كبيلج إن «باسكو أذهل الفريق البحثي بأدائه وبطريقة اختياره لمساره المتعرج ومحطات توقفه، لاسيما بالنظر إلى حداثة سِنه وإلى أن تلك كانت أول رحلة له منفردا، إذ إن رحلته الأولى من مسقط رأسه في جنوب أفريقيا إلى أوروبا كانت على الأرجح برفقة والديه أو صقور أكثر حنكة وخبرة».
وإذ أشار كبيلج إلى أن باسكو أبلى بلاء حسنا بالنظر إلى حقيقة أن نحو 6 من بين كل 10 صقور من هذا النوع يكون مصيرها النفوق خلال رحلة هجرتها الأولى، فإنه أوضح أن الصقر الشاب حلّق خلال مساره فوق دول عدة انطلاقا من فنلندا مرورا بكرواتيا، وألبانيا، واليونان، وتركيا، ولبنان، والأردن، ومصر، والسودان، وجنوب السودان، وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وتنزانيا، وزامبيا، وزيمبابوي، قبل أن يصل في نهاية المطاف إلى جنوب أفريقيا حيث من المفترض أنه قد تزاوج هناك مع أنثى من فصيلته.
لذا، يعتزم كبيلج مواصلة تتبُّع ورصد مسار حركة باسكو عبر الأقمار الاصطناعية لمعرفة ما إذا كان سيعود أدراجه إلى فنلندا قريبا، أم سيبقى لبضعة مواسم في جنوب أفريقيا ليواصل التزاوج عاما بعد عام مع إناث مهاجرة قادمة من أقصى شمال العالم.