جلسة «محاصرة»... التلوّث!

تحولت جلسة مناقشة ميزانيات ثماني جهات حكومية قبل التصويت عليها، إلى ما يشبه «محضر ضبط وإحضار» للوضع البيئي تمهيداً لـ«إلقاء القبض» على التلوث، الذي تسبب للناس بالمرض.
وأوضح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للبيئة الشيخ ناصر الصباح، ان الاجتماع الأخير للمجلس بحث كيفية التعامل مع المشاكل البيئية في منطقة الشعيبة، لا سيما ما يتعلق بالتلوث الصناعي منها.
وقال «تم إيقاف إعطاء أي تراخيص في منطقة الشعيبة حتى يتبين حجم الضرر الذي تتعرض له».
وأعرب الشيخ ناصر عن توقعه بأن تستقطب المنطقة الشمالية (مدينة الحرير وجزيرة بوبيان) استثمارات دولية بأكثر من 400 مليار دولار، لن تكلف الميزانية العامة للدولة أي مبالغ.
وأضاف ان «استقطاب الاستثمارات الدولية للمنطقة الشمالية يتطلب وجود قانون مناسب خاص به، علماً بأن القانون الآن تحت الدراسة حتى تكون المنطقة جاذبة للمستثمر والساكن».
وفي المداخلات، دعا النائب علي الدقباسي إلى عدم التوسع في إنشاء الهيئات «لا فايدة ولا عايدة) ودعا وزيرة الدولة لشؤون الاسكان جنان بوشهري إلى إصدار قرار بصرف قرض لترميم بيوت المواطنين وعدم رفع القسط الشهري، وقالت النائبة صفاء الهاشم إن نفوق الأسماك كان بسبب تلوث البحر «يا علْ تخرج كبدك ياللي فتحت المجارير على البحر».
وأكدت الوزيرة بوشهري أن قروض الترميم تعطى لكل الفئات المستحقة وفق شروط بنك الائتمان، وأن كل ما يقدم قابل للدراسة، مشددة على أهمية استدامة بنك الائتمان، ولافتة إلى أن لا تنفيع في البنك وأن استراتيجية الرعاية اختلفت، ولم يعد هناك بناء مساكن حكومية وإنما أرض وقرض.
وعن توطين مصانع الشعيبة الغربية قال النائب نايف المرداس إن هناك اجتماعاً في السادس من يونيو المقبل لإلغاء توطين المصانع، وأعلن وزير التجارة والصناعة خالد الروضان أن لا توطين، وأن هيئة الزراعة لا توطّن إلا بموافقة الهيئة العامة للبيئة «ونحن في هيئة الصناعة لم ولن نخصص أي مصنع إلا بعد موافقة هيئة البيئة».
وأعلن رئيس لجنة الميزانيات والحساب الختامي النائب عدنان عبدالصمد «نحن نراقب ميزانية البيئة، وهناك ملاحظات على نقطة الارتباط، والمصاريف الادارية بلغت 25 مليون دينار لم تتم الاستفادة منها».
وتساءل عبدالصمد عن الجدوى الاقتصادية من الطائرات من دون طيار، حتى تخصص لها مساحة كبيرة؟
ودعا النائب خليل عبدالله الحكومة ووزير المالية إلى «ترحيل وترييح» بعض القيادات في الهيئات التي لم تحقق إيرادات، وحذر من التفكير بتعويض العجز من جيب المواطن «من يفكر بذلك فسنكسر يده»، واستغرب من تخصيص 150 ألف مترمربع لمصنع طائرات صغيرة «يمكن عملها في محل»، وتساءل «ما فائدة مثل هذه المشاريع؟ وهل هي أهم من مشاريع الأمن الغذائي الأولى بالاهتمام؟».
وحمّل النائب حمدان العازمي وزير التجارة مسؤولية افتتاح أي مصنع جديد في الشعيبة الغربية «لا يوهقونك، لأن لا أحد سيتحمل المسؤولية إلا أنت، الناس مرضت من التلوث».
وعقّب الروضان بتأكيد أن أي مصانع جديدة لن تفتتح دون موافقة هيئة البيئة سواء في الشعيبة الغربية أو سواها.
وقال النائب شعيب المويزري إن الجميع متفائل بوجود الشيخ ناصر الصباح في الحكومة، «لكنني أنا غير متفائل بوجوده، لأنه لا يمكن ان يكون هناك قيادي جيد من دون وجود شرفاء وكفاءات ومخلصين في مختلف أجهزة الدولة، فهو لن يستطيع المعالجة لوحده».
 ولفت إلى أن هناك بعض النواب مستعدون لبيع البلد من أجل 10 ناخبين.
ووافق المجلس على الميزانيات والحسابات الختامية لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) والصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهيئة تشجيع الاستثمار المباشر، والإدارة العامة للإطفاء، وهيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبنك الائتمان الكويتي، وبنك الكويت المركزي، والهيئة العامة للبيئة.