نظرية فلكية جديدة تكشف للمرة الأولى عن طبيعة «سَكَراتِها ورُفاتِها»
الشمس ستنفجر فجأة... متحولة إلى سديم كوكبيّ متوهِّج!
هكذا ستبدو الشمس عند انفجارها... حسب النظرية
إذا تحققت هذه النظرية الفلكية الكونية، فمن المؤكد أننا لن نكون موجودين لنشهد حدوثها.
النظرية التي توصل إليها فريق عالمي من الفلكيين تقول إنه بعد حوالى 5 مليارات سنة من الآن، ستنفجر الشمس فجأة وتمزق نفسها لتتحول إلى سديم (غبار وغاز) كوني على شكل حلقة متوهجة عملاقة في الفضاء السحيق، وهي الحلقة التي سيكون ممكناً مشاهدتها من على مسافة مليوني سنة ضوئية.
وصحيح أن علماء الفلك متفقون منذ سنوات كثيرة على أن الشمس ستموت عندما ينفد وقودها، لكن الجديد في هذه النظرية التي تم التوصل إليها أخيراً هو أنها حددت للمرة الأولى تفاصيل وطبيعة «سَكَرات» ذلك الموت وما سيكون عليه شكل «رُفات» الشمس بعد موتها.
النظرية الجديدة أبصرت النور في جامعة مانشستر البريطانية بفضل جهود مضنية بذلها فريق عالمي من المتخصصين تحت قيادة أستاذ الفيزياء الفلكية البروفيسور ألبرت زيجلسترا الذي أوضح أنه تم التوصل إلى ذلك الاستنتاج عن طريق استخدام نموذج كمبيوتري جديد فائق التعقيد أثبت أن الشمس لن تخبو تدريجياً مثلما كان يُعتقد في الماضي بل ستنفجر فجأة متحولة إلى حلقة متوهجة مذهلة من السديم الكوكبي.
ولتوضيح الفكرة أكثر أضاف زيجلسترا: «إذا كان المرء موجوداً وقتها على كوكب يبعد مليوني سنة ضوئية، فسيكون بمقدوره أن يشاهد تلك الحلقة السديمية المتوهجة».
وبما أن السنة الضوئية تساوي 9.5 ألف مليار كيلومتر، فإن هذا يعني أنه سيكون ممكناً مشاهدة وهج سديم الشمس الكوكبي بعد انفجارها من على مسافة 19 ألف مليار كيلومتر تقريباً.
وأشار زيجلسترا إلى أن ذلك السديم الكوكبي سيبقى متوهجاً بعد ذلك لمدة 10 آلاف سنة تقريباً قبل أن يخبو تدريجياً حتى ينطفئ تماماً.
يشار في هذا السياق إلى أن السديم الكوكبي ينشأ من النجم في نهاية عمره، ويكون عبارة عن سحابة متوهجة تسبح في الفضاء وتتألف من ذرات غاز الهيدروجين والغبار والبلازما. وتنشأ تلك السحابة نتيجة لطرد الطبقات الخارجية لنجم متوسط الكتلة، أي أقل قليلاً من كتلة الشمس حتى 8 أضعاف كتلتها. وينتج من وسط هذا السديم نجم يعرف فلكياً باسم «قزم أبيض شديد الكثافة». وبعد ذلك تنخفض درجة حرارة ذلك القزم الأبيض تدريجياً.