الديبلوماسية البرلمانية في الفيلبين تحاول إصلاح ما أفسده الرئيس
عاصفة انتقادات برلمانية وشعبية من روابط العمال المغتربين ضد دوتيرتي
رئيس مجلس الشيوخ يقترح
أن يترأس وفداً للكويت
في محاولة لرأب الصدع
السيناتور بانغيلينان: لفصل كل من كانوا وراء عمليات الإنقاذ ومن أعطوا الرئيس مشورة سيئة
السيناتور هونتيفيروس: الرئيس يقامر بحياة العاملين في الخارج فليس لدينا استقرار وظيفي
رابطة «مايغرانت»: ليوقع الرئيس اتفاقية حماية للعاملين في الكويت بدل الإضرار بهم
على نحو يستحضر مقولة «انقلب السحر على الساحر»، قوبلت قرارات وتصريحات دوتيرتي التصعيدية تجاه الكويت، بعاصفة مضادة من الانتقادات الغاضبة التي جاء بعضها من الداخل على لسان برلمانيين فيلبينيين، بينما جاء بعضها الآخر من الخارج على لسان اتحادات وروابط مغتربين فيلبينيين عاملين في الخارج إلى جانب منظمة «مايغرانت انترناشونال» المعنية بشؤون العمالة المهاجرة حول العالم.
فسريعاً، وقبل أن ينقشع غبار تصريحات دوتيرتي، بدأت أصوات رسمية تتعالى في العاصمة مانيلا داعية إلى ضرورة بذل جهود من أجل رأب الصدع الذي نجم عن الأزمة الديبلوماسية الراهنة بين الكويت والفيلبين، وهي الأزمة التي شهدت طرد سفير الأخيرة. ووفقا لما أوردته وسائل إعلام فيلبينية، عرض رئيس مجلس الشيوخ الفيلبيني أكويلينو بيمنتيل أن يتولى تشكيل ورئاسة وفد من المسؤولين الفيلبينيين رفيعي المستوى ليسافر إلى الكويت من أجل محاولة إصلاح ذات البين وإيضاح أن الفيلبين «تولي اهتماما كبيرا بالعلاقات الثنائية بين البلدين» على حد قوله. وفي الاتجاه ذاته، اقترح عضو مجلس الشيوخ السيناتور غرانسيس بانغيلينان أن تقوم الحكومة بفصل «كل من كانوا وراء عمليات الانقاذ وجميع أولئك الذين أعطوا مشورة سيئة إلى الرئيس»، مضيفا أنه «يجب على المسؤولين الفيلبينيين أن يبادروا من جانبهم إلى إجراء محادثات مباشرة مع رئيس حكومة الكويت سعيا إلى نزع فتيل هذا الوضع المتدهور».
وفي تكذيب مباشر لما أعلنه الرئيس دوتيرتي انتقدت عضو مجلس الشيوخ السيناتور ريسا هونتيفيروس، النداء الذي وجهه دوتيرتي إلى أكثر من 260 ألف فيلبيني يعملون في الكويت، مناشدا إياهم العودة فورا إلى وطنهم. وقالت بنبرة استنكارية حادة «الرئيس يَعِد عمالتنا التي ستعود من الخارج، والبالغ تعدادها 260 ألف شخص، بوظائف هنا في اقتصادنا، بينما هو لا يستطيع حتى توقيع أمر تنفيذي لمعالجة مشكلة عقود العمل القائمة وحماية حقوق العمال».
ووفقا لما نقلته عنها صحيفة «إنكوايرار» الفيلبينية أمس، قالت هونتيفيروس «الرئيس يقامر بحياة الفيلبينيين العاملين في الخارج لأنه ليس لدينا استقرار وظيفي متاح لهم هنا في الدولة». وأضافت منتقدة ومهاجمة دوتيرتي شخصيا «إنه متهور جدا، وقصير النظر، وغير مكترث. يجب على الرئيس أن يتوقف عن المراهنة بحياة ووظائف آلاف من الفيلبينيين وبرفاهية أسرهم في محاولة يائسة لكسر الجمود الديبلوماسي مع الكويت. هذه ليست لعبة، فنحن نتحدث هنا عن حياة ومستقبل فيلبينيين عاملين في الخارج وأحبائهم».
إلى ذلك، أعلن فرع الفيلبين لرابطة «مايغرانت انترناشيونال»، المعنية بشؤون العمالة المهاجرة في الخارج، أمس أنه يرى أن دعوة الرئيس دوتيرتي مواطنيه العاملين في الكويت إلى العودة إلى وطنهم هي دعوة«غير قابلة للتنفيذ»، داعيا الرئيس إلى ضرورة أن يعود إلى طاولة المفاوضات مع الكويت لإيجاد حل للأزمة الديبلوماسية الراهنة التي نشأت بين الدولتين.
وقال رئيس فرع الرابطة العمالية في مانيلا، أرمان هيرناندو، إنه يرى أن الموقف الذي اتخذه دوتيرتي إزاء الكويت لن يؤدي سوى إلى تعريض الفيلبينيين العاملين هناك إلى مخاطرة، وأنه يتعين على الرئيس وحكومته أن يواصلا السعي إلى اتفاق حول حماية العمالة الفيلبينية في الكويت. وأضاف«إن قرار حظر إرسال العمالة وهذا التوتر الديبلوماسي المتزايد السوء لن يؤذي سوى الفيلبينيين العاملين هناك. ولهذا السبب فإننا ندفع في اتجاه ضرورة أن يعيد الرئيس دوتيرتي دراسة موقفه حول هذه القضية وأن يعود إلى طاولة المفاوضات مع حكومة الكويت».
وفي تكذيب جديد لتصريحات دوتيرتي التي أدلى بها خلال اليومين الفائتين، تابع هيرناندو متسائلا باستنكار:«إن دعوة الرئيس التي وجهها إلى العمالة كي تعود إلى الوطن هي دعوة غير قابلة للتنفيذ عمليا... فكيف يدعوهم إلى ذلك بينما أوضاع سوق العمل في الفيلبين قد ازدادت سوءا فعليا ولم تشهد اي تحسن منذ سنوات؟ فمن ناحية هو يقول إنه عمالتنا في الخارج لم تعد في حاجة إلى العمل في الخارج بعد الآن لأن لدينا وظائف متاحة هنا. لكن من ناحية أخرى هو أيضا يقول إن هناك وظائف متاحة لهم في هونغ كونغ وروسيا والصين وإنه يتفاوض حاليا حول طلبيات عمالة فيلبينية من تلك الدول؟».