إذا كنتَ شيعياً لبنانياً ولم تسلّم عقلَك لآيات الله ووكلائهم المحلّيين.
وإذا كنتَ شيعياً وتتجنّب رفْع الأيادي تلقائياً والهتاف «لبّيك» من دون أن تفكّر لماذا رَفَعْتَ قبْضتكَ وهَتَفْتَ.
وإذا كنتَ شيعياً رافضاً للدم السوري على يديْك.
ورافضاً لموجات الموت العابِرة من قرى وبلدات لبنان إلى قرى وبلدات سورية تارةً بحجةِ حماية الحدود وطوراً بحجةِ حماية المَراقد ومراتٍ تحت شعار «زينب لن تُسبى مرتين».
ورافضاً أن تصبح «برميلاً» محمَّلاً بالمتفجرات يلقيه الديكتاتور المدعوم من محور الممانعة على آلاف الأبرياء.
ورافضاً المشاركة في لعبةٍ شيطانيةٍ خبيثةٍ تنقل الصراع في سورية من تغيير دولة الخلافة البعْثية إلى بعْث دولة الخلافة.
ورافضاً توزيع الحلويات والغناء والدبكة على أنغام السارين والكلور.
وإذا كنتَ شيعياً كارِهاً لرهن الحدود اللبنانية بورقة التفاوض النووية الإيرانية.
وإذا كنتَ شيعياً ناقماً على الشحن الطائفي المُمَنْهَج في لبنان وتشجيع الآخرين على التطرف مذهبياً لا وطنياً، وترسيخِ تركيبةِ حُكْمٍ فيها من الفتنة وروح الانقسام الشيء الكثير.
وإذا كنتَ شيعياً متمسّكاً فقط بمشروع الدولة التي لا سلاح غير سلاحها ولا قرار غير قرارها.
وإذا كنتَ شيعياً غير منخرطٍ في حفلة الشتائم ضدّ دول الخليج وحملة تطفيش اللبنانيين منها.
... إذا كنتَ ذلك كله، فأنت من شيعة السفارة. مبروكٌ وستستلم جائزتك من هذه الصحيفة أو تلك، وستوضع صورتك مع تعليقٍ يعكس حجْم «الفضيحة» التي ارتكبْتَها أو ارتَكَبَتْكَ لا فرق. وسيكون وسام التحريض علامةً فارقة على صدرك كي لا يخطئ الوجهةَ مَن يصوّب عليك لتصويب مسيرتك وإعادتك إلى جادة «أشرف الناس».