خلال معرض أقيم في قاعة أحمد العدواني
الشيباني والعمر وباقر... يرسمون «نسمات من الماضي»
أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب معرضا تشكيليا شارك فيه 3 فنانين من المرسم الحر هم: جاسم العمر وعبدالرضا باقر ومحمد الشيباني عنوانه «نسمات من الماضي»، والمعرض افتتح في قاعة أحمد العدواني في ضاحية عبدالله السالم.
وتضمن أعمال العمر أعمالا تأثيرية تتوافق مع الرؤى الواقعية والتراثية التي تتمتع بها لوحاته، تلك التي يرصد فيها التراث سواء البري أو البحري، من خلال السفن والجمال والبيوت القديمة بشوارعها، وبالتالي ظهرت الأعمال في أنساق جمالية متفاعلة مع الحياة بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، في ما بدت الألوان متناسقة مع ما تضمنته الأعمال من أفكار تنتصر لجمال الماضي، وتستذكر عناصره، من أجل التعرف عليها عن كثب.
وبالنظر إلى البيوت التي رصدتها ريشة العمر سيتبادر إلى الأذهان الروعة والبساطة وفي الوقت نفسه التنسيق، مما يوحي للأذهان بأن الماضي الكويتي كان يتجمل بالبساطة والهدوء، كما رصد الفنان حركة السفن في الخليج، كذلك رسم السفن وهي راسية على الشواطئ، كما أظهر بعضها وهي في تطور التجهيز، إلى جانب رصده لحياة الصحراء، وهي التي كانت الرديف والمقابل للحياة البحرية في قديم الكويت، مثل حركة الجمال وغير ذلك من المظاهر التراثية.
وتضمنت الرؤى المتعلقة بأعمال باقر تناغما حثيا أيضا مع مفردات التراث من خلال البحر بسفنه الراسيات على الشواطئ، وحركتها في أعماق الخليج، بالإضافة إلى رسمه لشوارع الكويت قديما والعناصر التي كانت متوافرة فيه آنذاك، وحركة الناس والمقاهي التي يتسامر فيها المتسامرون، إلى جانب الأسواق القديمة وحركة البيع والشراء فيها، وهذه المظاهر رصدها الفنان بدقة، مما جعل المتلقي، وكأنه يعيش تلك الأحداث بتفاصيلها رغم عدم معايشته لها فعليا، ولم ير مظاهرها في حياته.
ومن ثم فقد تناول باقر التراث من منظور جمالي متناسق مع ما يريد طرحه من أفكار، كي يتبدى الفعل الواقعي جذابا وفيه الكثير من الصدق في طرحى الرؤى والأفكار. وتناول الشيباني- في أعماله- التراث من منظوره الجمال كي يرصد حركة البشر من خلال المرأة التي تضع الحناء على شعرها، وحركة وسائل النقل مثل السيارات والحمير في الشوارع، وكذلك تناول وجبة الإفطار في البيت القديم، والبحارة وهم يهزجون ويغنون، وحنان الأم وهي تحمل رضيعها، وغير ذلك من الرصد الذي اتبعه الفنان، وحرص فيه على أن تكون صبغته تراثية، من أجل إظهار الجوانب المضيئة من تاريخ وتراث الكويت في الماضي، وهذه التقنيات أسهمت- بشكل واضح- على تفاعل المتلقي مع الأفكار، واسترجاع مدلولاتها.
وأعلنت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تقديمها للمعرض: «نقدم هذه الإطلالة للفنانين الشيباني والعمر وباقر، الذين عرف عنهم ارتباطهم العاطفي بماضيهم وعراقته وجذورهم، وإدراكهم لنمط الحياة في بيئتهم الكويتية القديمة والتراث السائد في ذلك الوقت البعيد، لمختلف أوجه الحياة الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية».