... لولا شفتشنكو
- سيضع هاينكيس عصارة خبرته في أربع مباريات يتمنى ان يخوضها بايرن ميونيخ من أصل 8 قبل اعتزاله نهائياً هذه المرة
- يدرك زيدان أن تجاوز الفريق البافاري سيضع ريال مدريد على مرمى حجر من تتويج ثالث على التوالي بلقب قاري ينقذ الموسم
عندما اختار اللاعب الأوكراني السابق أندري شفتشنكو الكرة الأولى خلال قرعة الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، والتي احتوت ورقة تحمل اسم بايرن ميونيخ الألماني، انتظر الجميع «هوية» الورقة الثانية.
حصل ما كان واحداً من الاحتمالات بعد ان كشفت الكرة الثانية اسم ريال مدريد الاسباني، حامل اللقب في الموسمين الماضيين، لمواجهة الفريق البافاري.
أمّا ما تبقّى من قرعة، فلم يكن أكثر من تفصيل، ليس فقط لأن الفارسين الآخرين، ليفربول الانكليزي وروما الايطالي، كانا سيقعان حكماً وجهاً لوجه، بل لأن التفكير في القمة بين ريال وبايرن بدأ منذ تلك اللحظة، ولم يترك الفرصة لمقاربة الموقعة الثانية.
لا خلاف على أن ليفربول يستحق الظهور على مسرح «المربع الذهبي» للمسابقة الأوروبية الأم في الموسم الراهن، متسلّحاً بأسلوب هجومي يقوده تحديداً المصري محمد صلاح المتألق، غير ان الـ «ريدز» لا يعيش سوى «عودة» الى الأضواء القارية، قد تكون مرحلية او مجرد «فورة».
أما بالنسبة إلى روما، فلا خلاف على أنه استحق الفوز على برشلونة الاسباني بثلاثية نظيفة في الـ «اولمبيكو» في جولة الإياب من الدور ربع النهائي بعد تأخره 1-4 في «كامب نو»، غير أنه من الواجب التسليم بأنّ العملاق الكاتالوني لم يكن في يومه خلال تلك الأمسية واعتُبر سقوطه «تاريخياً» لا يمكن ان تعيشه الملاعب إلا في ما ندر.
أضف إلى ذلك أن روما، بقيادة المدرب الفذّ أوزيبيو دي فرانشيسكو، لم ينقل «عملقة» محلية الى الساحة الاوروبية، بل ان ما اجترحه امام برشلونة يعتبر «معجزة» بلغة كرة القدم، خصوصاً انه يحتل المركز الثالث في الدوري الايطالي برصيد 64 نقطة متخلفاً بـ 21 نقطة عن يوفنتوس المتصدر، بينما يشغل الأرجنتيني ليونيل ميسي وزملاؤه المركز الأول في الدوري الاسباني بـ 83 نقطة متفوّقاً على أتلتيكو مدريد الثاني بـ 12 نقطة وبات قاب قوسين أو أدنى من الحسم.
في المقابل، بات تواجد ريال مدريد وبايرن ميونيخ في الأدوار المتقدمة من الـ «تشامبيونز ليغ» بمثابة الأمر المسلّم به في الأعوام الأخيرة، إلى حد ترشيح الفائز بينهما للتتويج باللقب على حساب المتأهل من ليفربول وروما.
صحيح أنّ «الملكي» تفوّق على «البافاري» في السنوات الأخيرة، وتحديداً في الموسم الماضي، غير أن الأرقام تؤكد بأن الفريقين التقيا في 24 مناسبة، ففاز بايرن 11 مرة وريال 11 مرة وتعادلا مرتين، علماً أنهما أكثر فريقين تواجها في دوري الأبطال.
وكان لهذه الأرقام أن ترجّح الفريق الألماني لولا «الفضيحة التحكيمية» التي شابت لقاء العودة بين الجانبين في الموسم الماضي بقيادة الحكم المجري فيكتور كاساي.
ويدرك مدرب الفريق الاسباني، الفرنسي زين الدين زيدان، بأن تجاوز البايرن سيضعه على مرمى حجر من تتويج ثالث على التوالي بلقب قاري ينقذ موسمه الباهت محلياً.
في المقابل، سيضع مدرب بايرن ميونيخ، يوب هاينكيس، عصارة خبرته في أربع مباريات يتمنى ان يخوضها رجاله من أصل 8 قبل اعتزاله نهائياً هذه المرة.
أربع مباريات عابرة تنتظر هاينكيس في الدوري الالماني الذي حسمه فريقه مبكراً، لذا ستكون الانظار متّجهة الى مباراتَي ريال مدريد في نصف نهائي دوري الأبطال، وربما الى النهائي المقرر في 26 مايو المقبل، وقبله المباراة النهائية لمسابقة كأس المانيا امام اينتراخت فرانكفورت في 19 منه.
ريال مدريد تغلب على بايرن ميونيخ في المواجهات الخمس الاخيرة بينهما في دوري الابطال، وهي المسيرة الافضل لفريق اسباني بمواجهة «العملاق البافاري»، بيد أن ذلك لا يحجب حقيقة أن هذه الهزائم وقعت في عهد مدربَين من خارج ألمانيا، هما الإسباني جوسيب غوارديولا والإيطالي كارلو أنشيلوتي، بينما سجل البايرن انتصاره الأخير على ريال مدريد في عهد هاينكيس بالذات وتحديداً في الموسم 2011-2012.
المواجهتان بين بايرن ميونيخ وريال مدريد في 25 ابريل الجاري والاول من مايو المقبل تختصران هذا الدور نصف النهائي. وبالنسبة الى عشاق المتعة، يقع الفضل في ذلك الى أنامل شفتشنكو التي اختارت الكرتين الاولين، بينما كان يفضل عشاق «البافاري» و«الملكي» تأجيل هكذا لقاء الى نهائي يليق بفريقين اعتادا لعب الأدوار الأولى... في المسابقة الأولى.