العينان... نافذتان ناطقتان بغير لسان
بالنسبة لعلماء النفس المهتمين بلُغة الجسد وللمتبحرين في علم الفراسة، تحتل العينان مكانة خاصة وفريدة، إذ انهما تُعتبران «نافذتين» ناطقتين بغير لسان، ويمكن من خلالهما استقراء كثير من الانفعالات والمشاعر التي تجيش في عقل وقلب صاحبهما. وهذا يعني أن العين هي بلا منازع أقوى عضو للتواصل الجسدي غير الشفهي بين البشر، إذ أنه من خلال نظرة عين فقط يمكنك أن تتعرف إذا كان رد فعل الآخر إيجابيا أو سلبيا أو محايدا أو غير مكترث أو غير ذلك.
وفي قواميس لغة الجسد، هناك مئات من التفسيرات النفسية للمعاني والدلالات والرسائل التي يمكننا أن نقرأها من إشارات وإيماءات العينين، ومن أبرزها ما يلي:
• في ما يتعلق بمشاعر الحب، أظهرت نتائج دراسات أن الشخص الذي يكون مستمتعا بمحاورة رومانسية تبقى عيناه مرّكزتين بنسبة 80 في المئة تقريبًا من الوقت على وجه الطرف الآخر الذي يتحدث معه. لكن تركيزه لا يكون على عيني الطرف الآخر فقط، بل يتوزع التركيز بين العينين والأنف والشفتين. وقد ينصرف الشخص بنظره لبرهة قصيرة إلى أي شيء في المكان قبل أن يعاود سريعا النظر إلى الطرف الآخر.
• وإذا اتسعت حدقتا العينين مع ظهور بريق أو لمعان فيهما، فهذه من إشارات الإعجاب الشديد أو التودد العاطفي.
• في المواقف التي لا تنطوي على رومانسية أو مشاعر حب، اتساع العينين وبروز مقلتيهما قليلا هو دليل على أن الشخص مندهش أو غير قادر على تصديق ما سمعه أو رآه. أما إذا ضاقت العينان قليلا مع انكماش مقلتيهما قليلا فالعكس هو ما حصل على الأرجح.
• إذا اتجهت عينا الشخص إلى أعلى مع الميل قليلا في أحد الاتجاهين، فهذا يعني أنه يتخيل عواقب ونتائج ما سمعه أو قرأه للتو. أما إذا اتجه بنظره إلى أسفل، فإن هذه إشارة تدل على أنه يتذكر شواهد من الماضي على ما سمعه أو قرأه للتو.
• اذا امتدحت شخصا فنظر بعينيه إلى أسفل ثم رفعهما اليك مع تحريكهما في اتجاهات مختلفة، فذلك يدل على تأثره بالإطراء، وأن ما تقوله أكثر مما يستحق، وأنه ممتن لك.
• اذا حاول من يتحدث معك ألا تلتقي عيناه مع عينيك مباشرة، فهذا يعني على الأرجح أنه يكذب أو يقول معلومات منقوصة أو يضمر نية خبيثة من وراء كلامه.
• إذا تحرك أو رفرف الشخص جفني عينيه بأسرع من معدلهما الطبيعي، فهذا يعني أنه متوتر أو مضطرب أو أنه لا يرغب في مواصلة الحوار.
• إذا دأب الطرف الآخر على تكرار النظر إلى أعلى أو يمينا ويسارا أثناء المحادثة، فذلك يعنى أنه يشعر بالملل أو أنه غير راغب في مواصلة المحادثة.
• إذا نظر شخص إلى محاوره من فوق نظارته، فمن المحتمل أنه يعبر بذلك عن استصغار شأنه.