OFFSIDE

اعتزال بعد «ثلاثية» ... ثانية

No Image
تصغير
تكبير

عندما أعلن نادي بايرن ميونيخ الالماني لكرة القدم عودة المدرب يوب هاينكيس عن اعتزاله، بغية قيادة الفريق خلفاً للإيطالي المُقال كارلو أنشيلوتي، كانت ذيول المفاجأة أكبر من علامات التفاؤل بإمكان تحقيق موسم مثالي.
كان بايرن، محلياً، في وضع سيئ للغاية وبدا مهدداً بفقدان لقب الدوري المحلي، على الرغم من تتويجه في مطلع الموسم بكأس السوبر.
فرض سؤال منطقي نفسه على المشهد البافاري يتمحور حول قدرة هاينكيس «العجوز» (73 عاماً في مايو المقبل) في اعادة احياء حظوظ الفريق على جبهة الـ «بوندسليغا» التي تعتبر هدفاً مركزياً بالنسبة الى ادارة النادي.
وبالنسبة الى دوري ابطال اوروبا، ما كان الوقت مناسباً للحديث عن حظوظ بالتتويج، خصوصاً بعد الخسارة الفادحة امام باريس سان جرمان الفرنسي بثلاثية نظيفة في دور المجموعات.
بعد أشهر على وصول هاينكيس، بدا وكأنه كان على دراية بكل صغيرة وكبيرة في النادي، خصوصا ان العلاجات جاءت فورية لتثمر «فورة»، لا بل «ثورة شاملة»، ليس فقط على مستوى النتائج، بل على الاداء العام ايضاً.
أدرك يوب بأن سلفه أنشيلوتي خسر غرفة الملابس وثقة اللاعبين به، فعمل فوراً على ضبط الايقاع والسيطرة، من دون مبالغة، على الأجواء.
وبفعل فاعل، وجد بايرن نفسه متوّجاً بالدوري الالماني للمرة 28 في تاريخه، وحاجزاً مقعده في نصف نهائي كأس المانيا، على الرغم من خسارة القائد والحارس الفذ مانويل نوير بسبب الاصابة.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تحول الفريق البافاري الى مرشح جدي للتتويج بدوري ابطال اوروبا بعد ان بات قاب قوسين أو أدني من حجز مقعده في نصف النهائي.
ولعل الدليل الابرز على عودة بايرن «القارية» ثأره المدوي من باريس سان جرمان إثر فوزه عليه 3-1 اياباً في «أليانز أرينا» في وقت كان فيه الفريق الفرنسي في قمة مستواه بقيادة «الثلاثي الناري» البرازيلي نيمار دا سيلفا والاوروغوياني ادينسون كافاني والفرنسي كيليان مبابي.
ليس بالمعجزة ما قام به هاينكيس، خصوصاً ان صفوف الفريق لم تتعزز خلال فترة الانتقالات الشتوية إلا بلاعب واحد هو ساندرو فاغنر.
لقد عمل يوب بما هو متوافر بين يديه، ما يشير الى قدرة فائقة على استخراج الافضل من العناصر المتوافرة، فضلاً عن ضبط الاوضاع، وهو ما ساهم فيه نجوم الفريق الذين يدركون قيمة هذا المدرب، فتحول احترامهم له الى رغبة جامحة في تطبيق افكاره والتسليم بالمداورة، ولا شك في ان النتائج الايجابية التي تحققت على يده جعلتهم واثقين به بنسبة غير مسبوقة.
في العام 2013 حقق بايرن ميونيخ الثلاثية التاريخية (الدوري والكأس الالمانيين ودوري ابطال اوروبا) بقيادة هاينكيس الذي قرر الاعتزال بعدها.
وبعد عودته عبر بوابة الـ «بايرن» بالذات، يأمل هاينكيس، الذي أكد أنه سيودّع الملاعب نهائياً في ختام الموسم الراهن، باعتزال ثانٍ... في موسم «ثلاثية» ثانية.

SOUSPORTS@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي