راجع بروفاته ولم يكتب الإهداء

«القاهرة وما فيها»... آخر إبداعات الراحل مكاوي سعيد

u0645u0643u0627u0648u064a u0633u0639u064au062f
مكاوي سعيد
تصغير
تكبير

في احتفالية ثقافية خاصة، في بيت السناري التابع لمكتبة الاسكندرية، في قلب القاهرة الفاطمية، احتضن المثقفون آخر مؤلفات الروائي الراحل مكاوي سعيد «القاهرة وما فيها... حكايات، أمكنة، أزمنة»، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية.
وقام بتقديم الكتاب والتعليق عليه الفنان التشكيلي المصري عادل السيوي، بحضور أصدقاء الكاتب الذي غادر عالمنا في ديسمبر الماضي.
الكتاب، وهو الجزء الثالث لكتابيه: «مقتنيات وسط البلد 2008»، «كراسة التحرير 2012»، يؤكد الشغف بكتابة التاريخ غير الرسمي لمنطقة وسط البلد في القاهرة، الى جانب النبش في الذاكرة الشخصية لقاطنيها، انطلاقا من خبرة مباشرة امتلكها الكاتب من العيش داخل المكان، ومع الناس في مقاهي وبنايات ومتاجر وسط القاهرة.
وكان سعيد، انتهى من تأليف الكتاب قبيل وفاته بأيام، وراجع مسوداته الأخيرة مع الناشر، لكنه لم يتمكن من كتابة الإهداء وأعد مقدمة كشف فيها أسرار ولعه بالمدينة «القاهرة»، وسر شغفه بالكتابة عنها، وقال إنه كتب الكتاب «امتنانا لهذه البقعة المباركة، التي عشنا فيها وتنسمنا نسيمها وارتوينا من عشقها وعاصرنا تحولاتها وتأسينا على ما يجري لها».
الكتاب، لا يتناول أحداثا تاريخيا بعينها، ولا حوادث سارة أو مفجعة بذاتها، انما هو يجري كمياه المطر كيفما اتفق، بما يحويه من مقالات وتدوينات الكتب والأخبار.
ويتضمن معلومات غير معروفة لغير المختصين وصورا نادرة للتدليل عليها، ويرثي صاحب «فئران السفينة»، مدينته التي عاشت تدهورا بالغا عبر قرن من الزمان كما يتأسف من طريقة تعاملنا مع الأرشيف ومحتوياته، سواء تمثلت في الصحف والدوريات، أو الصور أو الافلام السينمائية، مؤكداً أن كتابه أقرب لمواجهة مع حالة الفقد والضياع التي تعانيها «ذكرياتنا وتواريخنا الشفهية وحواديتنا».
الكتاب، في سطوره وفصوله يستعيد تاريخ المدينة من خلال التوقف أمام علاماتها المميزة مثل بركة الأزبكية وقصر عابدين فقط، وانما يستكمله بتخليد ايقوناتها من المشهورين والمغمورين ويتوقف أمام شخصيات مثل: أم كلثوم، محمد فوزي، عبدالفتاح القصري، تحية كاريوكا، نجيب الريحاني، زكريا احمد، محمد القصبجي، سامية جمال، أنور وجدي وعلي باشا مبارك، عبر مشاهد ويوميات وطرائف تاريخية يتفاوت حجمها في الكتاب، لكن المؤلف كتبها بلغة بسيطة حافظ فيها على دقة المعلومات التاريخية وتوثيقها الى جانب الحس الساخر الذي ظل يرافقه حتى ساعاته الأخيرة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي