أصحاب الأنشطة يحدوهم الأمل في توفير البلدية أماكن للسيارات وتواجد مروري دائم يُنظّم حركة السير
أزمة «مصافط» تعصف بمجمعات الشويخ الصناعية
باتت محال وكافيهات وأنشطة تجارية عدة في منطقة الشويخ الصناعية يعاني أصحابها من أزمة حقيقية بعد أن استثمروا الملايين بسبب عدم وجود «مصافط» يوقف فيها رواد تلك الأماكن سياراتهم.
وأرجع عدد من أصحاب هذه الأنشطة لـ»الراي» السبب في ذلك إلى سوء تنظيم المنطقة التجارية التي استثمروا فيها أموالهم، فتحولت أحلامهم إلى كوابيس مفزعة بعد عزوف الكثير من مرتاديها عنها خوفاً من سحب سياراتهم للوقوف في الممنوع تارة أو على الأقل تحرير مخالفة تعطيل سير سببها عدم وجود مواقف تستوعب هذا الكم الهائل من الزبائن يومياً.
عدد من أصحاب تلك الأنشطة لجأوا لـ«الراي» يروون قصص نجاحهم في مشاريع أنفقوا فيها كل ما يملكون وبعضهم استدان من البنوك كي يرى الحلم واقعاً، وبالفعل حين أصبح على أرض الشويخ مشروعه علامة نجاح ودليلاً على عبقرية ونشاط المواطن الكويتي، يشهد عليه إقبال منقطع النظير من قبل الراغبين في التسوق في محال جُهزت على أحدث الصيحات، واشتملت على كل ما هو جديد ليلبي متطلبات زائريها، أمسى الآن يعاني الأمرين جراء الزحام الشديد الذي أصبحت تعاني منه المنطقة في ظل غياب مروروي ملحوظ.
البداية كانت مع مواطن شاب قال لـ«الراي» تخرجت قبل سنتين في أعرق الجامعات بأوروبا، وكانت لدي فكرة إنشاء مشروع لبيع الأجهزة والمعدات الرياضية، وبالفعل حصلت على قرض من أحد البنوك إضافة إلى مبلغ ساعدني به أبي، وتوجهت إلى المنطقة التجارية في الشويخ الصناعية حيث المجمعات الجديدة المشيدة بأحدث نظم البناء، واستأجرت محلاً هناك وقمت بتشطيبه بأعلى مستوى يليق بالزبائن الذين سيقصدونه.
وأضاف «تم الافتتاح وتحقق ما كنت أتمنى حيث انهال على محلي المئات من محبي الرياضات للحصول على مبتغاهم، واتسع الرزق حتى اكتمل تشييد سائر المجمعات وامتلأ المكان بمئات المحال في مختلف الأنشطة، وقد استبشرنا بذلك خيراً، لكن في ظل عدم وجود أماكن كافية لسيارات الزبائن أصبحت جولة بين ربوع تلك المحال تمثل عائقاً للباحثين عن متعة التسوق، وزاد الطين بلة حين طبق قانون سحب السيارات لوقوفها في الممنوع، ما تسبب في هجرة معاكسة لمرتادي محالاتنا».
من جانبه قال صاحب كافيه في المنطقة «نحن لا نعترض على تطبيق قانون المرور بل نطالب بتواجد مروري دائم في تلك المنطقة الحيوية لاسيما في أوقات الذروة حيث لا يجد قائدو السيارات مكاناً للوقوف فيضطرون لركن سياراتهم وسط الشارع أو فوق الرصيف، أو الانصراف دون أن يلبي حاجته في الشراء»، مبدياً تعجبه من إعطاء تصاريح لتشييد مجمعات ضخمة وإقامة مشاريع تجارية كبيرة داخلها، دون أن تقوم البلدية بتوفير أماكن لزائريها.
وأردف «من أبجديات إقامة مثل هذه المشاريع الضخمة إقامة الخدمات الأساسية المرتبطة بها من مواقف وساحات انتظار وإضاءة وغيرها، لكن ما حدث وبالتحديد في تلك المنطقة التجارية أن من قام على تخطيطها لم يلقِ بالاً لذلك، فشُيدت المجمعات ونسي من قام بتشييدها أنها في حاجة إلى (مصافط) تستوعب المقبلين عليها».
بدوره أوضح مواطن شاب مأساته بالقول «حبي للأزهار دفعني لمشاركة صديق لي محلاً لبيع الورود في المنطقة التجارية، وبعد إتمام المشروع وتحقيق قدر من النجاح تفاجأنا بندرة الزبائن جراء الزحام الشديد الذي بات سمة الشوارع في المنطقة المكتظة بالمحـلات والكافيهات، والخوف من سحب مركباتهم أو تحرير مخالفة في حقهم في حال وقوفهم في الممنوع إذا ما ترجلوا عنها بقصد التسوق أو أخذ قسط من الراحة في أحد الكافيهات».
ولم يكن الأمر متغيراً في حق مواطن يمتلك محلاً لبيع الأثاث الفاخر والذي أكد ما قاله غيره وزاد «يمتاز محلي بعرض موديلات (استايل) تستهوي فئة معينة من الناس، الأمر الذي دفع محبي هذا النوع من الأثاث الفاخر للإتيان إلى معرضي إما بغرض الشراء أو حتى مشاهدة المعروضات وأخذ فكرة عنها، ولكن بعد تطبيق القرارات المرورية والزحام الشديد التي تعاني منه المنطقة بات الأمر لا يُطاق وأصبحنا نعاني من لا سيما وإنه لا يوجد دوريات مرور إلا عند الإبلاغ عن حادث».
وفي وسط حكايات النجاح التي يرويها أصحابها كان على الجانب الآخر عشرات من مرتادي تلك الأسواق الذين تحملوا عناء الزحام في الطرقات كي يصلوا إليها ويحصلوا على مآربهم منها عالقين خلف مقودهم، يدورون في حلقة المنطقة المفرغة يحذوهم الأمل في إيجاد مكان ولو بمقابل مادي يوقفون فيه مركباتهم ولسان حالهم يقول للبلدية أين المصافط، ولدوريات المرور إن وجدت إن توقفت في الممنوع فسيفسد سحب سيارتي أو المخالفة التي ستكون في انتظاري متعة تسوقي وشرائي لما تحملت الزحام من أجله.