رواق

التسطير

تصغير
تكبير
يرفض الكثير من الرجال تحمّل مسؤولياتهم بسبب المرأة... أماً وزوجة وأختاً وابنة، تسلب الرجل مسؤولياته وتشكو تخلي الرجل عن مسؤولياته، وبين السلب والشكوى تتحول هي إلى رجل.

تبدأ عملية التحول تلك منذ دخول المدرسة، وربما قبلها، يذهب رجل المستقبل إلى رياض الأطفال حاملاً دفاتر سطرتها أمه، والمفترض أن يتم تسطير (صفع بالكويتي) كل أم أو أخت أو زوجة أب، حتى تقوم بتسطير الكشاكيل، فمسؤولية الرجل تبدأ منذ حمل كشكوله وتحمله.


يكبر في وجود من يسطر له كشكوله ويحل دفاتره ومشاكله، وينتظر منه حين يكبر أن يتولى مسؤولياته في حل المشكلات التي اعتاد رميها على من يحملها عنه بالوكالة من النساء.

وتكبر المرأة على نهج «أريده رجلاً»، وهي تعجز عن تفسير مفهوم الرجولة التي تتولاها متذرعة بعدم رغبة الرجل في تحملها، وهو لا يتحمل المحمول والبعض لا يأخذ الموضوع على محمل الجد تماماً مثل نكتة الطفل الذي يريد أن يصْبح رجلاً مثل أمه.

نحن أمام أمة أفسدتها أمه، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً، وإذا أفسدتها أفسدت شعباً، والشعب تعبان.

تشكو النساء غلبة الرجال وتغليبهم لها، وهي التي تغلبت عليهم عندما سلبتهم دورهم. في كل مرة يغيب الرجل لا يتعطل شيء، بل على العكس، تنجز المرأة كل مهام الرجل ليرتاح هو وتشكو وهي سبب نفسها بنفسها، وبعض النساء يشكوْن الرجال للحفاظ عليهم، ظناً أن عدم التذمر وحده ذريعة لذوات القربى لخطف أزواج غير المتذمرات، باعتباره لقطة لا تشكو منه زوجته ويصبح تعدده واجباً خدمة لنساء الكوكب وحفاظاً عليهن من الاسترجال، فيبدأ الاستهبال من جميع الأطراف الشاكية والمشكو منها، والرجل موضوع الشكوى حين ظن أن ماله وجماله سببان لتهافت النساء عليه، غير مدرك أن الفراغ وحده سبب المشكلة التي وقع في منتصفها لأنه جزء من الفراغ إن لم يكن الفراغ نفسه.

ثلاثة أرباع مشاكلنا سببها الفراغ، وثلاثة أرباع مشاكل الفراغ سببها الفراغ العاطفي... وثلاثة أرباع الحل التسطير بصفعة تعيد جميع الأطراف إلى أرض الواقع وتولي كل طرف مسؤولياته لتبقى المرأة امرأة والرجل رجلاً لا مساواة في المسؤوليات.

reemalme@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي