توقع كتابها في معرض الكويت الدولي - جناح رابطة الأدباء
أنيسة فخرو... و«حزاوي أمي شيخة أحلام الطفولة»
أنيسة فخرو
«حزاوي أمي شيخة أحلام الطفولة»
توثيقا وحفاظا على تراثنا من الضياع، أصدرت الكاتبة البحرينية الدكتورة أنيسة فخرو كتاب «حزاوي أمي شيخة أحلام الطفولة» وذلك كي تستفيد منه كل أسرة بحرينية وخليجية وعربية.
والكتاب صدر في طبعته الثانية، بينما صدرت الطبعة الأولى منه في أجزاء أربعة، كل جزء يحتوي على 25 قصة وحكاية شعبية، عدا الجزء الأخير احتوى على 26 قصة، أي أن المجموع الكلي مئة حكاية وحكاية.
وسيقيم جناح رابطة الأدباء الكويتيين في معرض الكويت الدولي من الثامنة حتى التاسعة من مساء اليوم حفل توقيع وتدشين الكتاب.
وتقول فخرو عن كتابها: «أخذ مني هذا العمل التراثي الكثير من الجهد والوقت والمال من أجل إعداده وإنجازه، حيث بدأت الفكرة في منتصف التسعينات، واستغرقت أكثر من تسع سنوات في التوثيق والتجميع والتنقيح... والأجزاء الأربعة من العمل جهزت كاملة كتابة وصفا وتصميما ورسوما وإخراجا منذ يناير 2006م، لكن تم إصدار الجزأين الأول والثاني فقط في 2006م، أما الجزء الثالث فلقد صدر في 2009، والجزء الرابع صدر في 2010».
وأوضحت أن الأجزاء الأربعة تحتوي على أكثر من 130 لوحة فنية، إذ لجأت إلى أربعة فنانين بحرينيين متمرسين لرسم الحكايات، إضافة إلى أنها للأغلفة الأجزاء الأربعة، اتفقت مع فنان محترف في التصوير وأحضرت أثواب جدتها الأصلية ليصورها، وليحمل كل كتاب ثوبا من أثواب جدتها على غلافه.
والكتاب في طبعته الثانية من العمل التراثي، لكن من دون اللوحات الفنية التي رافقت الحكايات في الطبعة الأولى، وبغلاف جديد، وجُمعت الأجزاء الأربعة في كتاب واحد لتمثل العمل التراثي المتكامل، الذي يشمل 101 حكاية، على غرار ألف ليلة وليلة.
وأضافت فخرو: «اتبعت أسلوب الكتابة المبسطة لسرد الحكايات الشعبية لكي تصل إلى الكبير والصغير، كما حاولت ألا ابتعد عن اللهجة العامية في الحوار مع وضع هوامش لما تعنيه الكلمات العامية باللغة العربية، وحاولت أن أحافظ على روح الحكاية، ونادرا ما كنت أغير في نصوص الأغاني أو العبارات المرددة والتي تميز الحكاية وتعطيها خصوصيتها، والتي أحيانا كثيرة يُستقى العنوان منها، كما حاولت أن أستخرج الحكمة أو المقصد من الحكاية».
واستطردت قائلة: «الراوي الأصلي هي جدتي الحاجة شيخة بنت راشد بنت بو راشد عبد الملك رحمها الله، وإليها خاصة أهدي هذا العمل، في ذكرى وفاتها، ولدت في عام 1917م، وتوارى جثمانها الطاهر الثرى في يناير من عام 1999م، وهي زوجة جد أمي الحاج الشيخ يعقوب بن يوسف بن محمد بن عبد الملك رحمه الله ومن بنات عمومته، وكان لها الفضل الكبير في تربيتي، وكنت أناديها أمي، ورحمها الله لديها ابنتان، الكبرى الحاجة أمينة بنت يعقوب بنت عبد الملك رحمها الله، وقد غادرتنا إلى ملكوت الرحمن في أكتوبر 2002م، وكنت أناديها أمي أيضا. والابنة الصغرى المربية الفاضلة السيدة نجية بنت يعقوب بنت عبدالملك أطال الله عمرها وحفظها ورعاها، وأناديها أختي، ويفصل بين كل منهن حوالي عقدين من الزمان. ولقد تم نقل هذه القصص والحكايات عبر هذه الأجيال الثلاثة، ولقد سمعتها منذ طفولتي من المصدر الأول أمي شيخة وسمعتها أيضا من ابنتيها، وقد سجلت مجموعة منها على شريط قبل تسع سنوات عندما بدأ هذا المشروع يطرق ذهني منذ ذاك الحين، أي أن النقل حدث بالتواتر من جيل إلى جيل».
وتابعت: «عندما حاولت معرفة المصدر الذي استقت منه أمي شيخة هذه القصص والحكايات، لم أستطع تحديده بدقة، ربما يكون أحداً من أقاربها، لكن حتما كان لجدي الشيخ الحاج يعقوب بن عبد الملك الأثر الكبير، لأنه رحمه الله عندما تزوجها كانت في الثالثة عشرة من عمرها، وكان يكبرها بأكثر من ربع القرن، فكانت بالنسبة إليه طفلة تتسلى بسماع القصص، وكان جدي عالماً وفقيهاً في المذهب الشافعي، وكان يمارس مهنة التجارة في الأخشاب لصناعة السفن الكبيرة (الأبوام)، وكان يرحل مع أبيه واخوته (الحاج أحمد والحاج عبداللطيف والحاج عبدالله) رحمهم الله إلى الهند عبر بحر العرب في فصل الشتاء، أما في الصيف فكانوا يرحلون إلى العراق عبر شط العرب مروراً بالبصرة ليحملوا معهم التمور ومنتجات النخيل، أو إلى عمان وزنجبار عبر الإمارات العربية المتصالحة، والتي كانت تشمل آنذاك الإمارات وعمان وصولا حتى السواحل الشرقية من أفريقيا، ليجلبوا معهم كمية كبيرة من الأخشاب والتبغ العماني المشهور، ومن خلال تلك الرحلات كانوا يستقون بعض القصص والحكايات من الأقطار التي يعبرونها، وقد رحل عنا شيخنا الجليل وأسلمت روحه الطاهرة إلى خالقها في مارس من عام 1974، وكان بيت جدي يعقوب بن عبد الملك الذي عشت فيه طفولتي والذي استقيت منه القصص والحكايات مباشرة يقع في (البحرين، جنوب مدينة المحرق)، وكان البيت كبيراً يحتوي على (17) غرفة يتوسطها حوش فسيح، وبه بئر ماء خاصة، وملحق به حديقة رحبة، وفيه مجالس ثلاثة، اثنان للرجال،مجلس صيفي وآخر شتائي، والمجلس الثالث للنساء، وقد اشتراه جدي من أحد التجار الكبار ويدعى الشيخ إبراهيم بن يوسف سنة 1919».
وأضافت: «كما أن الآراء تشير أيضا إلى وجود امرأة تكبرهم سنا تدعى (شيخة البن شدة) تعيش في الحي الذي تربت فيه جدتي (شمال مدينة المحرق)، وكان أطفال ونساء الحي يجتمعن عندها -ومنهن جدتي شيخة بنت بوراشد بنت عبد الملك- لسماع مثل هذه القصص والحكايات التي كانت تمثل مصدر التسلية الأول بالنسبة إليهم في ذلك الزمان».
وقالت: «إنني أقدم هذا العمل لا تخليدا لجدتي فحسب، بل لأنني أرى فيها كل الجدات الطيبات وما يمثلنه من معان نبيلة، فهن الأصالة والجذور والمنهل والمحبة والعطاء والصبر، وكل شيء جميل، وفي البداية فكرت في أن يكون عنوان العمل (حكايات أمي شيخة) ثم استبدلته إلى (حزاوي* أمي شيخة) ليأخذ الطابع الشعبي، وليمثل العنوان المضمون الحقيقي للكتاب. إنني أؤمن تماما بالمقولة غير المعروفة المصدر والتي مفادها أن كل شخص مسن يموت، تموت وتندثر معه مكتبة ثمينة بأكملها».
والكتاب صدر في طبعته الثانية، بينما صدرت الطبعة الأولى منه في أجزاء أربعة، كل جزء يحتوي على 25 قصة وحكاية شعبية، عدا الجزء الأخير احتوى على 26 قصة، أي أن المجموع الكلي مئة حكاية وحكاية.
وسيقيم جناح رابطة الأدباء الكويتيين في معرض الكويت الدولي من الثامنة حتى التاسعة من مساء اليوم حفل توقيع وتدشين الكتاب.
وتقول فخرو عن كتابها: «أخذ مني هذا العمل التراثي الكثير من الجهد والوقت والمال من أجل إعداده وإنجازه، حيث بدأت الفكرة في منتصف التسعينات، واستغرقت أكثر من تسع سنوات في التوثيق والتجميع والتنقيح... والأجزاء الأربعة من العمل جهزت كاملة كتابة وصفا وتصميما ورسوما وإخراجا منذ يناير 2006م، لكن تم إصدار الجزأين الأول والثاني فقط في 2006م، أما الجزء الثالث فلقد صدر في 2009، والجزء الرابع صدر في 2010».
وأوضحت أن الأجزاء الأربعة تحتوي على أكثر من 130 لوحة فنية، إذ لجأت إلى أربعة فنانين بحرينيين متمرسين لرسم الحكايات، إضافة إلى أنها للأغلفة الأجزاء الأربعة، اتفقت مع فنان محترف في التصوير وأحضرت أثواب جدتها الأصلية ليصورها، وليحمل كل كتاب ثوبا من أثواب جدتها على غلافه.
والكتاب في طبعته الثانية من العمل التراثي، لكن من دون اللوحات الفنية التي رافقت الحكايات في الطبعة الأولى، وبغلاف جديد، وجُمعت الأجزاء الأربعة في كتاب واحد لتمثل العمل التراثي المتكامل، الذي يشمل 101 حكاية، على غرار ألف ليلة وليلة.
وأضافت فخرو: «اتبعت أسلوب الكتابة المبسطة لسرد الحكايات الشعبية لكي تصل إلى الكبير والصغير، كما حاولت ألا ابتعد عن اللهجة العامية في الحوار مع وضع هوامش لما تعنيه الكلمات العامية باللغة العربية، وحاولت أن أحافظ على روح الحكاية، ونادرا ما كنت أغير في نصوص الأغاني أو العبارات المرددة والتي تميز الحكاية وتعطيها خصوصيتها، والتي أحيانا كثيرة يُستقى العنوان منها، كما حاولت أن أستخرج الحكمة أو المقصد من الحكاية».
واستطردت قائلة: «الراوي الأصلي هي جدتي الحاجة شيخة بنت راشد بنت بو راشد عبد الملك رحمها الله، وإليها خاصة أهدي هذا العمل، في ذكرى وفاتها، ولدت في عام 1917م، وتوارى جثمانها الطاهر الثرى في يناير من عام 1999م، وهي زوجة جد أمي الحاج الشيخ يعقوب بن يوسف بن محمد بن عبد الملك رحمه الله ومن بنات عمومته، وكان لها الفضل الكبير في تربيتي، وكنت أناديها أمي، ورحمها الله لديها ابنتان، الكبرى الحاجة أمينة بنت يعقوب بنت عبد الملك رحمها الله، وقد غادرتنا إلى ملكوت الرحمن في أكتوبر 2002م، وكنت أناديها أمي أيضا. والابنة الصغرى المربية الفاضلة السيدة نجية بنت يعقوب بنت عبدالملك أطال الله عمرها وحفظها ورعاها، وأناديها أختي، ويفصل بين كل منهن حوالي عقدين من الزمان. ولقد تم نقل هذه القصص والحكايات عبر هذه الأجيال الثلاثة، ولقد سمعتها منذ طفولتي من المصدر الأول أمي شيخة وسمعتها أيضا من ابنتيها، وقد سجلت مجموعة منها على شريط قبل تسع سنوات عندما بدأ هذا المشروع يطرق ذهني منذ ذاك الحين، أي أن النقل حدث بالتواتر من جيل إلى جيل».
وتابعت: «عندما حاولت معرفة المصدر الذي استقت منه أمي شيخة هذه القصص والحكايات، لم أستطع تحديده بدقة، ربما يكون أحداً من أقاربها، لكن حتما كان لجدي الشيخ الحاج يعقوب بن عبد الملك الأثر الكبير، لأنه رحمه الله عندما تزوجها كانت في الثالثة عشرة من عمرها، وكان يكبرها بأكثر من ربع القرن، فكانت بالنسبة إليه طفلة تتسلى بسماع القصص، وكان جدي عالماً وفقيهاً في المذهب الشافعي، وكان يمارس مهنة التجارة في الأخشاب لصناعة السفن الكبيرة (الأبوام)، وكان يرحل مع أبيه واخوته (الحاج أحمد والحاج عبداللطيف والحاج عبدالله) رحمهم الله إلى الهند عبر بحر العرب في فصل الشتاء، أما في الصيف فكانوا يرحلون إلى العراق عبر شط العرب مروراً بالبصرة ليحملوا معهم التمور ومنتجات النخيل، أو إلى عمان وزنجبار عبر الإمارات العربية المتصالحة، والتي كانت تشمل آنذاك الإمارات وعمان وصولا حتى السواحل الشرقية من أفريقيا، ليجلبوا معهم كمية كبيرة من الأخشاب والتبغ العماني المشهور، ومن خلال تلك الرحلات كانوا يستقون بعض القصص والحكايات من الأقطار التي يعبرونها، وقد رحل عنا شيخنا الجليل وأسلمت روحه الطاهرة إلى خالقها في مارس من عام 1974، وكان بيت جدي يعقوب بن عبد الملك الذي عشت فيه طفولتي والذي استقيت منه القصص والحكايات مباشرة يقع في (البحرين، جنوب مدينة المحرق)، وكان البيت كبيراً يحتوي على (17) غرفة يتوسطها حوش فسيح، وبه بئر ماء خاصة، وملحق به حديقة رحبة، وفيه مجالس ثلاثة، اثنان للرجال،مجلس صيفي وآخر شتائي، والمجلس الثالث للنساء، وقد اشتراه جدي من أحد التجار الكبار ويدعى الشيخ إبراهيم بن يوسف سنة 1919».
وأضافت: «كما أن الآراء تشير أيضا إلى وجود امرأة تكبرهم سنا تدعى (شيخة البن شدة) تعيش في الحي الذي تربت فيه جدتي (شمال مدينة المحرق)، وكان أطفال ونساء الحي يجتمعن عندها -ومنهن جدتي شيخة بنت بوراشد بنت عبد الملك- لسماع مثل هذه القصص والحكايات التي كانت تمثل مصدر التسلية الأول بالنسبة إليهم في ذلك الزمان».
وقالت: «إنني أقدم هذا العمل لا تخليدا لجدتي فحسب، بل لأنني أرى فيها كل الجدات الطيبات وما يمثلنه من معان نبيلة، فهن الأصالة والجذور والمنهل والمحبة والعطاء والصبر، وكل شيء جميل، وفي البداية فكرت في أن يكون عنوان العمل (حكايات أمي شيخة) ثم استبدلته إلى (حزاوي* أمي شيخة) ليأخذ الطابع الشعبي، وليمثل العنوان المضمون الحقيقي للكتاب. إنني أؤمن تماما بالمقولة غير المعروفة المصدر والتي مفادها أن كل شخص مسن يموت، تموت وتندثر معه مكتبة ثمينة بأكملها».