تقرير / هل يبدّد التشكيل الحكومي التباسات المشهد السياسي؟
حسابات الحقل... والبيدر
لاتزال أجواء الالتباس المصاحبة للمشهد السياسي في حل مجلس الأمة الماضي تلقي بظلالها على تجاذبات المجلس الحالي منذ بدء أعماله وحتى مساءلة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الاعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله.
ثمة قراءات ومقاربات أولية لما تمخض عن استجواب العبدالله، وبتكرار لسيناريو استجواب وزير الإعلام السابق الشيخ سلمان الحمود، ترى في ظاهره فقدان سيطرة الحكومة على زمام الأمور لاعتبارات «واقعية» متصلة بتوقيتي التقديم والمناقشة وظروف وتفاهمات وضغوطات المكونات النيابية ومشاريعها السياسية وطبيعة علاقاتها بالوزير المستجوب أوحتى بتفاصيل تتصل في تعاطيه مع الحدث.
إلا أن هذه القراءات والمقاربات لا تفسر كيف اختلفت حسابات البيدر عن حسابات الحقل بالنسبة للعبدالله تحديداً في نهاية جلسة مساءلته، خاصة وأنه احد العناصر الفاعلة في تقليب هذا الحقل وتهيئته لمواسم الحصاد الحكومي منذ مجلس عام 2012 وقد يكون قبل ذلك بسنوات خلت.
كما يبدو أن النتائج المفاجئة لـ«استجواب» جلسة الافتتاح أوّلت ظروف تقديمه وتقاطع تحركات الاطراف الفاعلة أحال «المناورة السياسية» لتصبح في نهاية المطاف «مشروعاً» مباغتاً حتى لأطرافه المتواجهة على المنصة وجزءاً من المشهد التفاعلي للتحالفات المعاد صياغتها في الساحة «بناءً على نتائج الموسم الانتخابي» بين من يلعب أوراقه بأناة وحذر ومن خياراته محدودة ومتأهب بأدوات حادة لتحسين موقع تفاوضه.
خطوة إعادة ترتيب الفريق الحكومي لم تكن مبررة على خلفية ما رشح من ارتفاع لوتيرة التصعيد فترة الإجازة البرلمانية، لكن وقائع جلسة افتتاح دور الانعقاد الثاني فرضتها على أرض الواقع وأوسعت دائرة قبولها حتى في صفوف هذا الفريق، خاصة من استقرأ بإمعان نتائج هذه الجلسة واحتمال انسحابها على أي مواجهة مرتقبة.
إن وضع «بعض أعضاء الحكومة السابقة في قوائم نيابية سوداء» تتمة لخطوات جني المحصول وإحدى الأدوات المراهن عليها في توطيد المكاسب المحققة، وإعلان الحكومة عن فريقها الجديد وتفاصيل هذا الفريق قد يبدد التباس المشهد ويشكل ملامح الفترة المقبلة ومراكز القوة والضعف فيها، وفي ضوء تحركات فترة ما بعد التشكيل إزاء الملفات العالقة وتسوياتها سيتضح نضج وقوة تحالفات الساحة ومكاسب وخسائر الأطراف الفاعلة فيها.
ثمة قراءات ومقاربات أولية لما تمخض عن استجواب العبدالله، وبتكرار لسيناريو استجواب وزير الإعلام السابق الشيخ سلمان الحمود، ترى في ظاهره فقدان سيطرة الحكومة على زمام الأمور لاعتبارات «واقعية» متصلة بتوقيتي التقديم والمناقشة وظروف وتفاهمات وضغوطات المكونات النيابية ومشاريعها السياسية وطبيعة علاقاتها بالوزير المستجوب أوحتى بتفاصيل تتصل في تعاطيه مع الحدث.
إلا أن هذه القراءات والمقاربات لا تفسر كيف اختلفت حسابات البيدر عن حسابات الحقل بالنسبة للعبدالله تحديداً في نهاية جلسة مساءلته، خاصة وأنه احد العناصر الفاعلة في تقليب هذا الحقل وتهيئته لمواسم الحصاد الحكومي منذ مجلس عام 2012 وقد يكون قبل ذلك بسنوات خلت.
كما يبدو أن النتائج المفاجئة لـ«استجواب» جلسة الافتتاح أوّلت ظروف تقديمه وتقاطع تحركات الاطراف الفاعلة أحال «المناورة السياسية» لتصبح في نهاية المطاف «مشروعاً» مباغتاً حتى لأطرافه المتواجهة على المنصة وجزءاً من المشهد التفاعلي للتحالفات المعاد صياغتها في الساحة «بناءً على نتائج الموسم الانتخابي» بين من يلعب أوراقه بأناة وحذر ومن خياراته محدودة ومتأهب بأدوات حادة لتحسين موقع تفاوضه.
خطوة إعادة ترتيب الفريق الحكومي لم تكن مبررة على خلفية ما رشح من ارتفاع لوتيرة التصعيد فترة الإجازة البرلمانية، لكن وقائع جلسة افتتاح دور الانعقاد الثاني فرضتها على أرض الواقع وأوسعت دائرة قبولها حتى في صفوف هذا الفريق، خاصة من استقرأ بإمعان نتائج هذه الجلسة واحتمال انسحابها على أي مواجهة مرتقبة.
إن وضع «بعض أعضاء الحكومة السابقة في قوائم نيابية سوداء» تتمة لخطوات جني المحصول وإحدى الأدوات المراهن عليها في توطيد المكاسب المحققة، وإعلان الحكومة عن فريقها الجديد وتفاصيل هذا الفريق قد يبدد التباس المشهد ويشكل ملامح الفترة المقبلة ومراكز القوة والضعف فيها، وفي ضوء تحركات فترة ما بعد التشكيل إزاء الملفات العالقة وتسوياتها سيتضح نضج وقوة تحالفات الساحة ومكاسب وخسائر الأطراف الفاعلة فيها.